انفجارين في الهواء و3 تفجيرات على الأرض، 5 حوادث قلبت حال المصريين، خلال الفترة الماضية، فبعد إعلان جماعات إرهابية مسلحة مسؤوليتها عن عدد من الوقائع مازال المنفذ لإحدى العمليات مجهولًا، فلم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن حادث "الطائرة المصرية المختفية".
وأكدت لجنة التحقيق في حادث طائرة مصر للطيران التي سقطت فوق مياه البحر الأبيض المتوسط "المختفية" اليوم الخميس، أن تقارير الطب الشرعي أفادت وجود آثار مواد متفجرة على بعض رفاة البشرية الخاصة بضحايا الحادث، والتي تقضي بتحويل الحادث للنيابة العامة، وفقًا لقانون الطيران المدني.
وقالت وكالة "رويترز" اليوم الخميس، أن خبراء فرنسيين عثروا على آثار مادة "تي إن تي" المتفجرة على أجزاء من حطام طائرة مصر للطيران المنكوبة منذ سبتمبر الماضي.
ليست هذه أول مرة يأتي ذكر "مادة تي ان تي" حيث أنه تم العثور على المادة، في تفجير الطائرة الروسية في مصر، كما أنها استخدمت في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وكذلك تم استخدامها في عملية تفجير الكنيسة البطرسية قبل أيام، وتبنت داعش التفجيرات، فيما أن حادث اغتيال النائب العام، اتهم فيه هشام عشماوي "الجهادي في ولاية سيناء".
وبحسب تقرير الجمعية الملكية للكيمياء، فإن مادة "تى أن تى" مستقرة للغاية وشديدة المقاومة ويمكن نقلها إلى أي مكان بسهولة دون أن تنفجر، وهو ما يفسر سهولة نقلها خلال العمليات الإرهابية لمسافات طويلة تقدر بمئات الكيلومترات، دون أن تنفجر فى منفذى هذه العمليات، حتى حال تعرضها للاصطدام أو ارتفاع درجات الحرارة، نظراً لأنها تحتاج إلى جهاز تفجير" detonator" كي يحدث الانفجار.وأشار التقرير إلى أن المادة تعتبر شديدة السمية، وتستخدم مركبات الـ"تى أن تى" المتفجرة حالياً فى عمليات التعدين والإنشاءات وشق القنوات، وتستخدمها بعض الدول لزرع الألغام على حدودها، إلا أنه يمكن الكشف عنها باستخدام الكلاب البوليسية المدربة.
"تي ان تي" ليست المادة الوحيدة المتهمة في التفجير، فحادث الهرم كشف بحسب التقرير المبدئي للمعمل الجنائي في الحادث الذي استهدف كمين شرطة، أن سببه عبوة ناسفة واحدة بها كميات من مادة تسمى "ألت ميتر فيوز".ورغم التشابه الكبير في المواد المستخدمة، وطريقة تنفيذ التفجيرات، إلا أنه مازال منفذ حادث الطائرة المصرية مجهولًا، ويقول اللواء طيار أركان حرب، هشام الحلبي، أن اختفاء الجهة المنفذة للحادث سببه تعدد جنسيات الركاب بين مصريين وفرنسيين وأجانب من دول أخرى.
وأكد اللواء طيار أركان حرب، هشام الحلبي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" اليوم الخميس، إنه وفقًا لما أعلنته لجنة التحقيق في واقعة اختفاء الطائرة المصرية، فإن هناك شبهة جنائية، ولكن هذا لا يعني أن نستدعي وجود كارثة بالمطارات سواء بالقاهرة او بفرنسا، فمطار بروكسل شهد أحداثًا إرهابية، وكذلك كل مطارات العالم.
وأضاف الحلبي: "سواء حدث التفجير في الجو او في المكار، فالمتفجرات اخترقت أنظمة التأمين وهذا هو ما يكون محل البحث.. لكن المختلف ان في الغرب يضعون الأمور في نصابها.. ويحاسبون من يثبت انه مقصر".
وقال "الحلبي" المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن إعلان أي تنظيم مسؤوليته عن حادث كهذا، يعني أنه سيتلقى ردًا من أكثر من دولة، وهو ليس أمرًا سهلًا، اما في حال تنفيذ عمليات إرهابية في دولة واحدة مثل العمليات التي تحدث في مصر خلال الفترة الأخيرة، فإن ذلك أسهل في تبنيه، وهو كذلك ما حدث في التفجيرات المتزامنة التي طالت فرنسا.
وفيما يتعلق بالعمليات الإرهابية المتتالية والمواد المتفجرة التي تستخدم فيها، قال "الحلبي" إن التفجيرات بهذا الحجم، لا يمكن ان يقف ورائها مجرد تنظيم مهما كان قويًا، خاصة الحادثين الأخريين وقبلهم اغتيال النائب العام، سواء من حيث التنظيم أو المواد المستخدمة "تي ان تي" أو "ألت ميتر فيوز" فهي متفجرات لا تصنع في مصر ولكنها يتم تهريبها من الخارج، مؤكدًا ترتيب تلك العمليات لا يخلو من تدخل مخابراتي، فكل تنظيم مسلح تحركه مخابرات".