"الداخل مفقود والخارج مولود"، عبارة تلخص الدور الذي تقدمه معظم مستشفيات الدولة في الأونة الأخيرة، بعد أن تردت أوضاعها، وأصبحث بمثابة مستشفيات "اسم فقط"، ما جعلت المريض يتجاهلها تمامًا ويذهب لنظيرتها الخاصة.
في هذا السياق ترصد "أهل مصر" خلال السطور القادمة خطايا المستشفيات الحكومية.
تركيب شرائح
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورًا لمريض يحمله أهله على ترولي خاص ويخرجون به إلى الشارع، داخل المستشفى الجامعى، بمحافظة سوهاج، بعد تعرضه لحادث سيارة في 15 ديسمبر الجارى وتم نقله إلى المستشفي.
وأوضح وليد عبدة، أحد أقارب المريض، إن طبيبًا بالمستشفى قال لنا: "خدوه وامشوا وتم التعدى علينا من قبل الأمن الإدارى للمستشفى، مطالبًا وزير الصحة والدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، ووزير التعليم العالى، بسرعة التدخل والتحقيق في الواقعة ومحاكمة مدير المستشفى.
ماسورة المجاري
الواقعة السابقة لم تكن الأولي من نوعها التى تظهر الإهمال الكبير الذي تشهده مستشفيات الدولة، ففى شهر أغسطس الماضي، إحدى الصحف موضوعًا بعنوان: "من مستشفى سرس الليان إلى مرضى العمليات: "نأسف غرفة العمليات في المجاري".
وتبين من تفاصيل الخبر أن المستشفى المذكوره أخطرت المريض "محمد جلال" بتعذر إجراء العملية الجراحية له بعد تجهيزه نظرًا لانفجار ماسورة المجاري بالمستشفى ودخول المياه لغرفة العملية مما استلزم تحويله لمستشفى منوف العام.
قمامة وقطط
واستمرارًا لمسلسل الإهمال رصدت الحملة الشعبية "صحتي أمانة" في شهر أغسسطس الماضي، حالة إهمال واضحة في مستشفى فارسكور المركزي بدمياط، والتى وصلت إلى حد انتشار القمامة، وسيطرة القطط على أسرة المرضى،، بالإضافة لتردي حالة المستشفى بالكامل.
25 ألف فدان
كوارث المستشفيات لم تتوقف عند هذا الحد الذى تم ذكره خلال السطور السابقة، بعد أن كشف دكتور عمرو خطاب، مدير الحملة الشعبية صحتي أمانة، في 23 يوليه الماضي، عن واقعتي إهمال وفساد في مستشفيات قنا، والتى رسمت ملامحها مع دخول رجل يحمل شقيقه، الذي كان ينزف، لكن للأسف لم يجد داخل المستشفي أي طبيب، حتى أطباء المناوبة "النبطشية"، بالإضافة إلى إمتلاك المستشفي لسيارة إسعاف واحدة، بالرغم من أن المستشفي مقامة على مساحة نصف فدان، لكنها غير مستغلة، فضلًا عنا أن سعتها 25 ألف مواطن، لكن لا يوجد بها مريض واحد.
بلاغ للنيابة الإدارية
ومع تردي الأوضاع الراهنة داخل أروقة المستشفيات الحكومية لم يتوقع المصريين أن تمتد يدى الإهمال إلى وقائع تستر على متورطين بقضايا تخل بالشرف، وكشف بلاغ للرقابة الإدارية وشكوي لرئيس الوزراء ووزير الصحة، يحمل رقم 908، من عدد من العاملين بمستشفي دار إسماعيل للولادة بالإسكندرية، قيام معاون المستشفي بتزوير شهادات المواليد والوفيات خاصه للأطفال مجهولي النسب من الحمل السفاح أو أطفال الشوارع، وسبق ضبطه متلبسا في واقعة مخلة بالآداب داخل المستشفي، ورغم ذلك تسترت إدارة المستشفي على الواقعة، ولم تتاخذ معه أي إجراءت قانونية، واكتفت بفسخ عقد الفتاه المتورطة بالقضية.