تسعى الجماعات الإرهابية لتجنيد كافة الفئات التي تصب في صالح تنفيذ مخططاتها الإجرامية سواء كان من الرجال أو النساء، ويعتبر الشباب من الجنسيين هم الفئة العمرية الأكثر جذبا للجماعات الإرهابية، وهو ما اتضح مؤخرا من خلال مقتل السفير الروسي على يد شاب يبلغ 22 عام في تركيا وسبقها حادثة تفجير الكنيسة البطرسية على يد إرهابي في عامه الثاني والعشرين أيضا.
ما يعد بدوره ناقوس خطر توجهه تلك الجماعات للعالم حول قدراتها على استقطاب الشباب من عدة دول مختلفة مستغلة عدد من نقاط الضعف التي يستطيعون من خلالها اختراق فئة عمرية من أهم الفئات لكافة المجتمعات باختلاف ثقافتها ودينها.
في هذا السياق رصد "أهل مصر" آراء خبراء وسياسيين حول تجنيد الجماعات الإرهابية لشباب في مقتبل إعمارهم لتنفيذ مخططاتهم الغرهابية.
قدرات بدنية وذهنية عالية
قال الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شئون الجماعات الاسلامية المتشددة، إن واقعة مقتل السفير الروسي ومن قبلها حادثة انفجار الكنيسة البطرسية أوضحت استغلال الجماعات المتطرفة للشباب في مرحلة العشرينات بشكل واضح في تنفيذ الاعمال الارهابية، لما لهم من قدرات بدنية وذهنية عالية في هذا العمر.
وأضاف الخبير في شئون الجماعات الاسلامية خلال تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن واقعة مقتل السفير الروسي في تركيا وحادثة الكنيسة البطرسية في مصر قام بهما شباب يبلغ كل منهما 22 عام، وهو ما يؤكد بدوره كون الشباب العشريني هم أكثر الفئات المستهدفة لتجنيدها من قبل قوى الإرهاب، بخلاف عدد من العمليات الارهابية حول العالم خلال المرحلة الماضية.
وشدد "الخرباوي" على أهمية توعية شباب المسلمين بنوايا قوى الارهاب ومنع تجنيدهم من قبل قوى الظلام، مشيرا إلى أهمية دور الدولة ومؤسساتها في الحفاظ على أبنائها الشباب من الجنسين.
الاحساس بالتهميش وعدم احترام الرأي
فيما قال سامح عيد، المتخصص في شئون الجماعات التكفيرية، إن الجماعات المتطرفة تضع أساليب متنوعة لاستقطاب الشباب من سن 16 عام وحتى 25 ليتم استغلالهم والتأثير عليهم خلال مرحلة عدم اكتمال النضج الذهني لهم.
ووأوضح المتخصص في شئون الجماعات التكفيرية خلال تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن العامل الأبرز الذي تنتهجه الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب هو عدم قدرة المجتمعات على استيعاب أفكارهم، بجانب شعور الشباب من الجنسين بالتهميش وعدم احترام رأيهم أو تقدير دورهم داخل دولهم.
واستكمل "عيد" تصريحاته قائلًا:"أن مقتل السفير الروسي على يد ضابط شرطة تركي يبلغ من العمر 22 عام ومن قبلها حادثة الكنيسة البطرسية في مصر على يد شاب يبلغ 22 عام توضح استغلال الجماعات المتطرفة للشباب الصغير من خلال تغير معتقداتهم بشكل كبير، مشيرا إلى حدوث ما يقارب من 40 عمل أرهابي من قبل شباب في العقد الثاني والثالث خلال العامين الماضيين.