استقبل سامح شكري، وزير الخارجية، مساء اليوم، كل من أحمد سعيد، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، واللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، واللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية، والنائب مصطفى الجندي رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالمجلس.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن حوارا شاملا ومستفيضا حول مختلف جوانب السياسة الخارجية المصرية دار بين وزير الخارجية ورؤساء لجان مجلس النواب تناول مختلف محددات وأهداف سياسة مصر الخارجية والجهود التي تبذلها الدبلوماسية المصرية، تأكيدا لوضعية مصر المتصاعدة على الساحتين الدولية والإقليمية.
وأضاف أن سامح شكري تحدث خلال اللقاء عن ثوابت سياسة مصر الخارجية القائمة على احترام المبادئ المستقرة في التعامل بين الدول، ودورها الرائد والمحوري في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أكد وزير الخارجية على التزام مصر الأصيل بتعزيز علاقاتها الوطيدة والأخوية بالدول العربية، في ظل ما تنطوي عليه هذه العلاقات من عمق ورسوخ، مشيرًا إلى أن انتماء مصر إلى أمتها وثقافتها العربية سيظل دائما مكونا رئيسيا من مكونات سياستها الخارجية.
وأوضح لمتحدث الرسمي، أن الوزير أكد على أن الواقع الإقليمي المضطرب الذي تعيشه الأمة، يتطلب تضافر الجهود وتثبيت دعائم البناء العربي في مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الذي يتسع نطاقه يوما بعد يوم.
وأشار "شكري" في هذا السياق إلى جهود مصر المبذولة على الصعيدين الإقليمي والدولي لمحاربة ظاهرة الإرهاب، لاسيما في ظل رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، منوهًا إلى أن مصر بتراثها الحضاري والثقافي وسياستها الحكيمة ستظل تقدم للعالم نموذجًا رائدًا للاعتدال والانفتاح ونبذ الكراهية والعنف.
وأضاف أبوزيد، أن قضايا وأزمات المنطقة المتلاحقة قد استحوذت على جانب كبير من اللقاء، حيث حرص وزير الخارجية على الرد على استفسارات السادة النواب بشأن الاوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية، حيث أكد شكري على الأولوية المتقدمة التي توليها مصر لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، والجهود المبذولة لدخول المساعدات الإنسانية لحلب، ولدعم استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية للازمة. كما استعرض وزير الخارجية التحركات والجهود المصرية المبذولة لجمع الفرقاء الليبيين من أجل التوصل إلي توافق بينهم يتأسس على اتفاق الصخيّرات ويحافظ على تماسك الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، وتطرق شكري كذلك إلى موقف مصر من التطورات الجارية في اليمن، مشيرًا إلى حرصنا على مساندة كافة الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
كما أشار إلى أن شكري أكد خلال اللقاء على أهمية البعد الأفريقي في السياسة الخارجية المصرية وعلى انتماء مصر الأصيل إلى قارتها الأفريقية، وحرصها على دفع العلاقات مع مختلف دول القارة في شتى المجالات، وتعزيز فرص الأمن والاستقرار والتوصل إلى تسوية للنزاعات القائمة في أفريقيا، لاسيما في ضوء عضوية مصر الحالية في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
وقد استمع وزير الخارجية إلى مقترحات وأفكار قيمة من السادة النواب بشأن سبل تعزيز علاقات مصر الخارجية، لاسيما مع الدول الافريقية. كما أشار شكري إلى خصوصية العلاقة التي تربط مصر بأشقائها بدول حوض النيل والتي تتأسس على حقائق الجغرافيا والتاريخ وعلى إرث ممتد من القواسم الحضارية والثقافية المشتركة، منوها إلى الأولوية الكبيرة التي توليها مصر للتعاون مع هذه الدول لتنمية موارد نهر النيل وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية معها.