مجنون ليلى وروميو وجولييت.. قصص حب حقيقة أم نسج من الخيال؟

صورة ارشيفية

الحب، العشق، الهيام، الوله، الصبابة، كلها مفردات لشعور واحد تتعدد درجاته بحسب قوته فى قلب كل محب، ذلك الشعور الذى قذف به الله فى قلوب عباده، حتى تتألف القلوب ويتم عمارة الكون، فأصبح يقينا أن بدون الحب لا نستطيع العيش والإندماج فى تلك الحياة القاسية، ومكابدة ظروف للعيش واغتنام مباهجها. 

وقد طافت سير العديد من قصص الحب أرجاء الكون عبر الأزمنة المتعاقبة، حتى ننغمس فيها ونعرف تفاصيل روايات الحب الملتهبة بالأشواق والمعاناه التى تكبدها المحبين، ومنا من شكك فى أنها قصص غير واقعية، فهى من وحى الشعراء الذين ارتبطت اشعارهم بحكايا الحب، ومنهم من يرى أن هذه القصص المليئة بالمشاعر الجياشة نابعة من تجربة حقيقة، وليست نسج خيال.

من بين تلك القصص ذائعة الصيت، فى صدر الإسلام، والتى تقع أحداثها فى العام الأول الهجرى، قصة قيس وليلى التى طالما ما انتقلت عبر الأزمنة، وقدمت بأشكال درامية عديدة، حيث تبدأ القصة بين قيس وليلى بنت العم ورفيقة الطفولة، التى أحباها حبا كبيرا الا أن الأهل فرقا بينهم، وبسب هذا الحب الذى سلبه لبه، ما ظهرت أبياته الشعرية التى وصلت لاسماعنا، لتكون الشاهد على هذه القصة، التى يشك الدكتور طه حسين فيها ويعتبرها من أشد القصص سخفا وأكثرها غلوا وتخلو من المغزى النافع والمفيد، وهناك من يصر على أن تلك الأشعار الجميلة التى ظل العرب يرددونها أجيالا طويلة هى من إبداع قيس بن الملوح وليست من التراث الشعبى مجهول المؤلف.

كذلك حمل لنا التراث الشعرى والأدبى قصة قيس أخر هو قيس بن ذريح الذى عشق لبنى، فى زمن خلافة معاوية، وكان أبوه رافضا لزواجه منها وكان يريد أن يزوجه أحد بنات عمه، فلم ييأس قيس وذهب للحسين بن على، اذ انه كان أخيه من الرضاعة، فتدخل حتى تم الزواج، وظلا معا لعدة سنوات بدون إنجاب، الا ان القدر وكأنه يأبى أن تستمر قصص المحبين، فقد كان ابو قيس بتوق للذرية، وألح على ابنه أن يتزوج، فأبى قيس واشفق على لبنى من ضرة تشقيها وتعذبها، حتى اقسم الب على ابنه وكان بارا بوالده فطلقها، ورغم ذلك ظل العمر كله نادما على فعلته، وحتى بعد ان أجبرت لبنى على الزواج بشخص أخر، ظلت حزينة مجروحة الفؤاد حتى ماتت.

أما قصة جميل وبثينة وقصة الحب العذرى، ربما اتفق طه حسين على وجود جميل بن معمر كشخص، لكنه كان ينكر قصة حبه، التى أحالها إلى ضروب الوهم والخيال، والزيف والخداع، فهى لم تخلو من تلك المواقف الغريبة، التي تحتاج إلى حظ وافر من السذاجة لدى العامة، لتصديقها على نحو ما ذكرها الرواة، فقد رفض اهل بثينة طلب جميل بالزواج من ابنتهم، وبرغم أنها تزوجت، فظل جميل يتحدى أهلها ويذكرها بشعره، ويتواعدان سرا ويقضيان الليل سويا، بما يناقض هذا الحب العذرى، أما سلامة موسى يقول أن جميل من الشعراء الذين يمتازون بصدق اللهجة والاحساس، فهو يعبر عن عاطفة صادقة لا رياء فيها.

حتى الغرب أحب أن يكون له تراث عاطفى، من خلال الرواية الشهيرة روميو وجوليت للكاتب العالمى شكسبير وألهبت مشاعر الكثيرين، فهى من أساطير الحب والغرام، التى وضعت نهاية مأساوية لبطليها، فقد أحب روميو محبوبته "روزالين" دون أن يعلم شيئا عن الخلاف المتجزر بين العائلتين، ليظهر لنا روميو من خلالها عاشقًا تعيسًا وكئيبًا، يلهب القصة بأشعاره الرومانسية، حتى تناولتها السينما المصرية بأكثر من قالب درامى بالسينما المصرية.

والناظر فى كل تلك الروايات سواء كانت صادقة أم من نسج الخيال، فهو لا يهتم الا بالعاطفة واشعار المحبين التى قد يجد فيها عزاء لحاله، فقد طال السابقين ما طاله بما يندرج به القول الشعبى "اللى حب ولا طالشى"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً