بعد أزمة استمرت 36 عامًا، وافق 14 عضوًا بمجلس الأمن الدولي، مساء أمس الجمعة، على قرار لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، طرحته 4 دول وهم نيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا والسنغال معتبرة أن أى بناء يتم تحت اى ظرف يزيد عن الحدود المنصوص عليها منذ عام 1967 يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي، بينما امتنعت أمريكا عن التوصيت ضد أقوي حلفائها في الشرق الأوسط.
وبعتبر الإستيطان عبارة عن بناء مستوطنات إسرائيلية داخل الحدود الفلسطينة بالقوة المسلحة، الأمر الذي يرفضه القانون الدولة بحكم اتفاقية عام 1967 إلا أن إسرائيل استمرت في انتهاك القرار مشيدة مبانى عدة على أراضي الفلسطينيين.
قرار مجلس الأمن الذي صدر مساء الجمعة، بوقف الإستيطان أصاب الجانب الإسرائيلي بحالة من الزعر والهلع، ما دفع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اعلان رفضه التام على القرار، بما فيها القدس الشرقية وهاجم إدارة الرئيس باراك أوباما متهما إياها بالتواطؤ ضد إسرائيل، كما استدعى نتانياهو السفيرين النيوزيلندي والسنغالي للتشاور بعد مشاركة بلديهما في الدعوة للتصويت على القرار.
تسوية شاملة
تعليقًا على ذلك يقول الدكتور محمد عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر تدرك أن التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية لن تتم إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تأخر مصر عن التصويت ضد قرار وقف الإستيطان الإسرائيلي يحمل في طيه رغبة الجانب المصري في دراسة شيئ ما.
وطالب "عبد المنعم" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، المنتقدين لتباطئ الجانب المصري بعدم التعجل في الحكم حتى ظهور الرؤية الواضحة من القرار.
غير مقبول
ورأي أحمد بهاء الدين شعبان، أمين عام الحزب الاشتراكي، أن تأخر قرار مصر بالتصويت ضد وقف الاستيطان الإسرائيلي غير مقبول على الإطلاق، مشيرًا إلى أن العدو الرئيسي لمصر هو إسرائيل والجميع يعلم ذلك تمامًا.
وأضاف "شعبان": امتناع امريكا عن استخدام حق الفيتو، جاء بمثابة صفعة على وجه الكيان الصهوينى الذي تعد أمريكا بالنسبة له الأم.
صفعة على الوجه
وفي السياق نفسه أوضح الدكتو بهاء مسعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن قرار أمريكا بالإمتناع عن التصويت ضد مشروع الإستيطان الإسرائيليي ترغب يعد بمثابة موقف انتقامي من الإدارة الجديدة، وذلك من خلال تقييد حرية حركة وقدرة ترمب في اتخاذ قرارات حاسمة تجاه التسوية الشاملة.
واستكمل "مسعد": أمريكا صفعت اسرائيل على وجهها، لافتًا النظر إلى تنفيذ "أوباما" لحديثة سابقًا عندما أعلن أنه سيقف ضد توسع الإستيطان الإسرائيلي في القدس.