10 أعوام على إعدام صدام.. "حسين" الذي احتمى بالعشاء الأخير ومريم العذراء

لم يكد الفجر يسدل ستائره، في آخر ليالي شتاء ديسمبر، فيما كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يستعد لصعود خشبة الإعدام، قبل عشر سنوات من الآن- بعد أن تم الحكم عليه بالإعدام بعد 3 سنوات من المحاكمة "أسيرًا".

وأصدرت محكمة عراقية حكمًا بإعدام الصدام، بتهمة الإبادة الجماعية في قضية الدجيل، حيث اعتقلته القوات الأمريكية بينما كان "في حفرة مثل جرذ" كما قالت في 2003 في ليلة بعد مطارته لثمانية أشهر- حيث خصصت واشنطن 25 مليون دولار مكافأة لمن يساعد على أسره، وشارك 600 جندي في عملية اعتقاله التي سميت "الفجر الأحمر" وهو عنوان فيلم أمريكي ضد الشيوعية انتج في 1984- ليموت الصدام في عيد الأضحى مكبرًا لفلسطين ومعلنًا كراهية أمريكا.

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الصدام حسين، كشفها المستشار السابق موفق الربيعي الذي سجن ثلاث مرات خلال حكم صدام حسين، في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس، إنه لم ير على صدام أي شيئ يدل على الشعور بالخوف: "كان يقول "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. عاشت فلسطين.. الموت للفرس المجوس".وأضاف الربيعي، أن صدام بدأ يتلو آيات من القرآن عندما نفذ الحكم، وفي الساعة 06,10 أُعلن موت الرجل الذي حكم العراق من 1979 حتى سقوط بغداد بعد غزو الجيش الأمريكي للعراق، وأثارت قصة الإعدام صدمة للمسلمين السنة، كما أنها لاقت استياءً دوليًا ماعدا اسرائيل وإيران.دفن صدام حسين، الذي ولد في 28 أبريل 1937 في قرية العوجة التي تبعد 23 كم عن مدينة تكريت شمال غرب بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين – بمسقط رأسه، التي نشأ فيها لعائلة تمتهن الزراعة، بجوار والده الذي توفي قبل ولادة "صدام" بستة أشهر، وإلى جانب ابنيه اللذين قتلهما الجيش الأمريكي في الموصل في 2003.

كان صدام، مختبأ في مخبأ تحت الارض - مزود بجهاز تهوية- أقيم تحت شجرة نخيل بالقرب من بيت قديم، وأمام هذه المزرعة لوحة كتب عليها بالانجليزية "ليحمي الله بيتنا" مع صور تمثل العشاء الاخير ومريم العذراء، بحسب فرانس برس.وقال صدام حسين بالانجليزية للجنود الذين اسروه: "انا صدام حسين، انا رئيس العراق، اريد التفاوض"، كما قال أحد القادة الأمريكين.صدام حسين عبد المجيد التكريتي، رابع رئيس جمهورية العراق و الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية في الفترة ما بين عام 1979م وحتى 9 أبريل عام 2003م، ونائب رئيس جمهورية العراق عضو القيادة القطرية ورئيس مكتب الأمن القومي العراقي بحزب البعث العربي الاشتراكي بين1975 و1979.وصل صدام، إلى رأس السلطة في دولة بعث العراق حيث أصبح رئيساً لجمهورية العراق وأمين قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979 م بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث بدعوى خيانتهم للحزب، وفي عام 1980 دخل صدام حرباً مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980م، حتى انتهت الحرب بتفاهم سياسي عراقي - إيراني في 8 أغسطس عام 1988 وقام بعد انتهاء بإهداء إيران120 طائرة حربية روسية الصنع.

وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت وأصبح مصدر تهديد لأمن الخليج العربي في 2 أغسطس عام 1990، والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991م.في مقابلة مع روسيا اليوم، قال موفق الربيعي، إن رؤساء وملوك في المنطقة طلبوا من حكومة نوري المالكي عدم إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وأوضح الربيعي، في لقاء ببرنامج "قصارى القول" أن حكام المنطقة كانوا يخشون أن يتحول إعدام صدام إلى سابقة في قيام الشعوب بمحاكمة حكامها وإعدامهم، مؤكدًا أنه احتفظ بحبل مشنقة صدام، أن الادارة الأمريكية كانت منقسمة تجاه إعدام الرئيس العراقي الراحل، حيث طلب جهاز "السي أي إيه" ووزارة الخارجية تأجيل الأمر، فيما أيد الإعدام كل من الرئيس جورج بوش ووزارة الدفاع ووكالة الأمن القومي.وأضاف الربيعي، أن خيار إرسال صدام إلى جوانتانامو أو نفيه إلى جزيرة في المحيط الهادي كان مطروحا، فيما قالت ابنة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين، في تصريحات لها بحلول الذكرى العاشرة لإعدام والدها، إن "الولايات المتحدة تتحمل حالة الفوضى التي فككت العراق"، مشيرة إلى أن "هذا الرجل "ترمب" وصل لتوه إلى القيادة، ولكن من ما هو واضح، أن لديه مستوى عال من الحس السياسي".وقالت رغد في مقابلة مع شبكة أن "ترمب مختلف تماما عن الذين سبقوه"، وقالت أنه "يتعرض لأخطاء الآخرين، وتحديدا في العراق، وهو ما يعني أنه يدرك تماما الأخطاء التي ارتكبت في العراق وماذا حدث لأبي".وخلال حملته الانتخابية الرئاسية، قال ترامب: إنه "يعارض الحرب على العراق"، ومع ذلك كان داعما علنا للغزو في المقابلات قبل وبعد الحرب.وعلى الرغم من قوله إن "صدام حسين كان رجلا سيئًا" إلا أنه أشاد في الوقت نفسه بصدام لما أظهره من "فعالية في تصفية الإرهابيين".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً