"الدار المصرية اللبنانية" تصدر رواية "حافة الكوثر"

علي عطا
كتب :

صدر عن "الدار المصرية اللبنانية" الرواية الأولى للشاعر علي عطا، تحت عنوان "حافة الكوثر"، في نحو 155 صفحة من القطع المتوسط.

تدور أحداث الرواية بين القاهرة والمنصورة، وفي مركزها السردي تجربة عاشها بطل العمل داخل مصحة للأمراض النفسية بعد أن تخطى الخمسين من عمره، دفعته إلى الكتابة عن محطات أساسية في حياته، من دون أن يغفل الاشتباك مع الهم العام، وفي قلبه تبعات فشل ثورات الربيع العربي.

وفي تلك الكتابة مساحة معتبرة لنماذج من المرضى الذين تضمهم "مصحة الكوثر"، تجسد حضورا مأساويا لمرض الاكتئاب في أوساط المنتسبين إلى ما كان يسمى الطبقة الوسطى" في المجتمع المصري.

وعن الرواية؛ يقول الناقد الدكتور يسري عبدالله: "هذا نص مسكون بمرارة البوح وينسال تدفقه السردي في عفوية، عبر سارد يقبض على زمام الحكي، بدءا من لحظات التوتر في المفتتح، والتي تليق بنص متوتر بالأساس على المسارين النفسي والفني.

ويضيف أن ذلك يتجلى في الحكي عن المكان المركزي؛ (المصحة) بشخوصها الغارقين في المأساة، والممثلين لمآس تتجاوز ذواتهم المعتلة إلى واقع محمل بالزيف والاستبداد والكراهية، وصولا إلى التوظيف الدال لتقنية الرسائل، عبر خطاب "حنان" إلى أبيها وبكل ما يحمله من مشاعر غضة وإحساس بحتمية استدراك ما فات.

ويلاحظ يسري عبدالله أن تعدد لغات الشخوص هنا يحسب للنص تماما: "السارد/ البطل_ حامد_ حنان- الأطباء بتنويعاتهم، الصغير منهم والكبير- الممرض- الطاهر يعقوب")، ويتماس مع ذلك حضور أسماء واقعية لشخوص حقيقيين وبما يسهم في المزيد من إيهام القارئ بواقعية الحدث الروائي "حلمي سالم إبراهيم أصلان".

وأوضح أن إمكانات التخييل في النص تنطلق من مأسويته واستلهامه جغرافيا سردية جديدة ومختلفة، ولعبه في فضاء مكاني مأزوم بالأساس، وأبطاله بالضرورة غارقون في متن الأزمة/ المأساة، فمستشفى الأمراض النفسية هنا براح شائك للسارد، وفضاء مثقل بالمرارة أمام المتلقي، وسياق معبأ بالانكسارات التي يمتزج فيها الخاص مع العام، ولذلك يضيف عبد الله- تأتي المقاطع المتناثرة عن استعادة العوالم الأولى للسارد البطل دالة؛ ليس من كونها وصلا لمساحات التقاطع والجدل ما بين الماضي والحاضر في النص فحسب، ولكن من كونها تقدم التاريخ الشخصي لذات مولعة بالتنفيس عن مآزقها ومآسيها بلا خوف وبلا وجل، فالكتابة هنا تتدرج وصولاً إلى ذلك الجوهر الإنساني الثري الذي يحوي سر الكتابة والفن والوجود في آن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً