تشهد العلاقات بين ميليشيات أنصار الله الحوثي والمعزول على عبد الله صالح توترا ملحوظًا، وأصبحت نار الخلافات تنهش تحالف المصالح الهش بين الحوثي وصالح، عقب شعور صالح بخيانة الحوثي له ودخوله في مفاوضات مع الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بدون الإفصاح عنها أو إبلاغ حزب المؤتمر بها.
وكانت ارهاصات أزمة السيولة المالية تبرز الخلافات بقوة بين ممثلي الحزب في حكومة بن حبتور وممثلي جماعة الحوثي، بسبب مرتبات موظفي الدولة، حيث وجه وزير المالية المعين من الحوثي بإتخاذ التدابير اللازمة للبدء بإجراءات صرف مرتبات الموظفين في القطاعات التابعه لهم نهاية شهر يناير الحالي، مما أثار غضب أنصار صالح.
من جانبه أكد الناشط اليمني هشام الوليدي: إن الخلاف بين الطريفين يصب في مصلحة قوات الشرعية، ويمنحهم قوة للتقدم في الميدان العسكري، حيث أصبح الطرفان مفككين ولا يوجد ربط بينها.
وتوقع الوليدي، أن الساحة ستشهد في المرحلة المقبلة حرب بين ميليشيات الحوثي وأنصار المعزول، بسبب اختلاف المصالح، وسعى كلا الطرفين لحصد أكبر مكاسب ممكنة من كعكة اليمن دون النظر لمصلحة الشعب الوطنية.
وأوضح الوليدي، أن الخلافات انعكست على ميدان الحرب في المرحلة الماضية، وشهدت قوات الميليشيات خسائر متتالية بعدد من المناطق على يد الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية، مما يدل على قرب موعد الخلاص من الميليشيات المسلحة.
من جانبه كشف الإعلامي اليمني محمد سعيد الشرعبي عن مفاجأة جديدة في العلاقات بين الطرفين، مؤكدًا أنه لا يوجد خلافات حقيقية بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين، وأن أنصارهم يختلفون حول صفقات الفساد ونهب الأموال العامة.
وأكد الشرعبي، أن هناك تحالفا عسكريا وسياسيا عميقا بين المخلوع صالح والحوثي، وهدفهم شرعنة إنقلابهم بالقوة، ومحاولة منع قوات الحكومة الشرعية من استكمال تحرير تعز وسط اليمن ومحافظات صنعاء والحديدة وحجة وبقية محافظات شمال البلاد.
وأوضح الشرعبي أن الوضع ميدانيا يشير إلى أن تحركات ميليشيات الحوثي وصالح لا تتأثر في أي خلافات تحدث بين قيادات حوثية ونظرائهم من قيادات حزب المؤتمر الموالي لصالح لأن قيادة عملياتهم العسكرية بعيدة عن كواليس السياسة، كما تؤكد كافة المؤشرات.
ولفت الشرعبي، إلى أنه لهذا السبب لا يمكن التعويل على أي خلافات سياسية تطرأ بين ساسة الانقلاب، فما يجمعهم من مصالح الفساد، وارتباط الطرفين بالمشروع الإيراني يمنع سقوطهم في وحل الخلافات.
وأكد الشرعبي، أن المطلوب من الحكومة الشرعية عدم التعويل على أي خلافات، والتركيز على دعم الجيش الوطني لمواصلة تحرير البلاد من مليشيات الإنقلاب بدلًا من التأخير والتعويل على الأوهام.
كما أشار محمد المساوري، محامي المخلوع علي عبد الله صالح إلى الانقسام الحاد بين الطرفين، مؤكدًا أن هناك انقسامًا داخليًا في صفوف الحوثي، وقال: إن القسم الأول تحالف مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، والثاني تحالف مع التجمع اليمني للإصلاح وشركائه.