بلاشك يعد الحارس الدولى المصرى المخضرم عصام الحضرى أحد أعظم وأفضل من أنجبت كرة القدم المصرية الأفريقية على مر العصور.
وخلال مسيرة الحضرى الطويلة فى الملاعب ساهم فى تتويج المنتخب المصرى وجميع الأندية التى لعب لها، وأبرزها على الإطلاق الأهلى بالعديد من البطولات الكبرى.
ومن أبرز البطولات التى حققها الحضرى طوال تاريخه تتويجه مع المنتخب المصرى بـ 3 بطولات كأس أمم أفريقية متتالية أعوام 2006، 2008، 2010، ويعتبر الحضرى أحد العوامل الرئيسية الهامة فى تحقيق تلك الألقاب.
ومن ينسى تصديات الحضرى التاريخية خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، والتى أقيمت فعالياتها بمصر، فخلال تلك البطولة تمكن الحضرى من القيام بأكثر من تصدى وإنقاذ تاريخى ساهم فى تتويج المنتخب المصرى بتلك البطولة الخامسة فى تاريخه، وكان لقاء نهائى تلك البطولة بين الفراعنة والأفيال الإيفوارية شاهد على ذلك عندما تصدى الحضرى فى المباراة النهائية بعد لجوء كلا المنتخبين لركلات الترجيح بعد إنتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بينهما سلبيًا، إذ تصدى الحارس المخضرم صاحب الـ 43 عامًا لركلتى جزاء للمنتخب الإيفوارى، وكانت الركلة الأولى قد سددها النجم الإيفوارى ديديه دروجبا، وتصدى لها الحضرى ببراعة منقطعة النظير رغم قوة تلك التسديدة، كما نجح الحضرى فى التصدى أيضًا لركلة الجزاء الثالثة للمنتخب الأيفوارى بأقدام لاعب الوسط الإيفوارى الرهيب باكارى كونيه، لينجح السد العالى فى قيادة الفراعنة للتتويج بالبطولة الخامسة فى تاريخه.
وخلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2008، والتى أقيمت بغانا تمكن الحضرى من تقديم أفضل آداء له على الإطلاق فى تاريخه رفقة باقى عناصر ولاعبي المنتخب المصرى خلال تلك البطولة الأفضل للفراعنة من ناحية المستوى الفنى والأداء، وكان أبرز تصدى قام به الحضرى خلال تلك البطولة هو التصدى التاريخى والأسطورى الذى قام به الحضرى أمام رأسية دروجبا الخطيرة خلال الدور قبل النهائى من تلك البطولة، وذلك فى اللقاء الذى انتهى لصالح الفراعنة بنتيجة 4-1، وفى الدقيقة 48 من المباراة وقتما كانت تشير نتيجة اللقاء إلى تقدم الفراعنة بهدف نظيف إرتقى المهاجم الإيفوارى ديديه دروجبا عاليًا ليوجه رأسية قوية على يسار الحضرى الذى يطير على كرته بفدائية لينقذ المنتخب المصرى من براثن التعادل، والذى إذ كان قد تحقق لكان المنتخب المصرى على حافة توديع البطولة من الدور نصف النهائى، وفى النهاية يقود الحضرى مجددًا الفراعنة للتتويج بالبطولة السادسة.
وخلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2010، والتى أقيمت فعالياتها بأنجولا، قام الحضرى بالعديد من التصديات التاريخية الرائعة التى قادت الفراعنة بالنهاية إلى المباراة النهائية أمام غانا، وخلال المباراة النهائية من تلك البطولة بين المنتخب المصرى والنجوم السوداء قام الحضرى بالعديد من التصديات الأسطورية أمام لاعبى ونجوم غانا، لتتحقق غاية الفراعنة بالنهاية بالتتويج بالبطولة الثامنة.
وخلال مشوار المنتخب المصرى للتأهل للبطولة المقبلة من كأس الأمم الأفريقية لعام 2017 بالجابون كان للحضرى الدور الأبرز لقيادة الفراعنة للتأهل إلى تلك البطولة بعد غياب طويل دام لثلاث نسخ متتالية، وأبرز نقطة مضيئة خلال مشوار تلك التصفيات هو ما قام به الحضرى بالجولة الخامسة من تلك التصفيات بعدما تصدى لكرة خطيرة من رأسية المهاجم التنزانى إلياس ماجورى، ولو كان تم تسجيل هذا الهدف لصعب من مأمورية الفراعنة تمامًا فى الصعود، وكان من الممكن أن ينتهى هذا اللقاء لصالح المنتخب التنزانى والذى إنتهت نتيجته لصالح المنتخب المصرى فى النهاية بهدفين نظيفين.
وبعد كل هذا المشوار التاريخى للحضرى مع الفراعنة هل تكون بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجابون شاهدة مجددًا على تألق الحضرى؟