اعلان

نشطاء يُعيدون نشر "الأغنية التى قتلت ذكرى" وعائلتها تفتح ملف الجريمة

المطربة ذكرى

رحلت المطربة ذكرى، فى ظروف غامضة منذ 13 عامًا، دون أى مقدمات، فحزن عليها جمهورها، خاصة أنها تمتلك الصوت العذب، الذي يتمتع بخشونة رائعة مميزة قلما تجدها في صوت نسائي، كثيرون قد لا يعرفون عن ذكرى سوي صوتها، واختلفت السيناريوهات حول سبب مقتلها، ولكن بات السبب غامضًا.

في السادسة من صباح الخميس 28 نوفمبر عام 2003، انتشر خبر مقتل المغنية ذكرى على يد زوجها أيمن السويدي، الذي انتحر بعد ذلك، في شقتها الواقعة بشارع حسن مظهر في حي الزمالك بالقاهرة، وأعلنت السلطات وقتها أن زوجها قام بقتلها وقتل مدير أعماله وزوجته بسلاح ناري قبل أن يقتل نفسه تحت تأثير الخمر، لكن كان هناك روايات آخرى وشكوك نحو جهات دولية وتعددت سيناريوهات القتل من تورط جمال مبارك وحتى المملكة العربية السعودية.

وتحت عنوان "الأغنية التى قتلت ذكرى" يتم تداول إحدى أغنيات الفنانة الراحلة من كلمات وألحان الشاعر الليبى على الكيلانى والتى كانت تنتقد فيها المقدس فى السياسة وأنظمة الحكم العربية وخاصة النظام الملكى فى السعودية، وقيل أنها الأغنية التي تسببت في مقتلها، مما تسبب في إصدار فتوى بإهدار دمها من الدكتور إبراهيم الخضيرى القاضى بالمحكمة الكبرى فى الرياض الذى أمر بإقامة الحد الشرعى بتنفيذ عقوبة القتل بعد أن أثير أنها شبهت معاناتها فى الفن بمعاناة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مما اعتبره كفرًا يوجب حد الردة.

وبعد اندلاع ثورة يناير ظهر شقيق الفنانة التونسية الراحلة شفيق الدالى، ليؤكد أن الأسرة لديها ما يثبت تورط جمال مبارك فى جريمة قتلها، مؤكدا أن لديه شهادة مسجلة بالفيديو لأحد خبراء الطب الشرعى الذى وثق أدلة الحادث، ويؤكد فيها أن أيمن السويدى قتل إثر إطلاق 3 رصاصات عليه، وأنه لم يمت برصاصة واحدة فى الفم كما ورد فى التحقيقات.

في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة عام 2003 بعد سقوط نظام صدام، حدثت مساجلة قوية بين ولي عهد السعودية والرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي، وقد زجر القذافي ولي عهد السعودية وقتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بسبب تباكيه على العراق وهو الذي سمح للقوات الأمريكية بدخول أراضيه والعبور إلى العراق، وهو ما وضع ولي عهد السعودية في حرج أعجزه عن الرد سوى بقوله "المملكة السعودية مسلمة، ولا تتطاول على أسيادك"، وغادر القاعة يرتعد غضبا.

بدأت بعد القمة حرب إعلامية بين النظامين الليبي والسعودي، وتفاقمت الأزمة بينهما، عندما منعت السعودية الحجاج الليبيين من الدخول إلى أراضيها بقرار سياسي، ما ولد غضبا شعبيا في ليبيا، ويظهر أحد التسجيلات على موقع "يوتيوب" القذافي وهو يخاطب الليبيين "حجوا بعد الآن إلى الفاتيكان"، وهو جزء من كلمات الأغنية القاتلة التي كتبها شاعر مقرب من القذافي اسمه علاء الكيلاني، أراد الكيلاني الذي يعرف ذكرى أن تغني هذه الأغنية، فرفضت إلا أنه خدعها عندما قال لها أن الأغنية ستهدى فقط إلى الرئيس القذافي، وإنها لن تسجل تلفزيونيا، مستغلا حاجتها إلى المال بعد أن قدم لها عرضا سخيا، فضلا عن وعد بهدية من القذافي.

تحت ضغوط متواصلة وافقت ذكرى على تسجيل الأغنية، التي انتشرت كالبرق في الإذاعات الليبية والعربية قبل أن تجذب ملايين المشاهدات على موقع "اليوتيوب".

وبعد عودتها إلى القاهرة فوجئت ذكرى بحملات تشويه وشائعات تطالها من دون توقف تتهمها بالالحاد حينا، وأصابتها بالايدز حينا آخر، فضلا عن هجوم قوي لوسائل الاعلام السعودية لاسيما قناتي روتانا والعربية، ولم تتلق ذكرى دعوات لأية حفلة في الخليج قبل أن تدعوها قطر التي كانت على علاقة متوترة مع السعودية.

وقادت عائلة "ذكرى" حملة إعلامية مكثفة بتونس تطالب من خلالها بمساندة كشف الحقيقة وراء مقتلها، وفى هذا الإطار أكدت شقيقتها كوثر الدالى خلال مداخلتها فى برنامج "نجوم" أن عائلة ذكرى تتجه نحو إيداع ملف لدى هيئة الحقيقة والكرامة حول حقيقة اغتيال شقيقتها التى ترى أنها "مسترابة جدا" وتستبعد بشدة فرضية تورط زوجها فى مقتلها.

ويأتى تحرك عائلة ذكرى واللجوء لهيئة الحقيقة والكرامة عقب أن اكتسبت الهيئة ثقة كثير من التونسيين من خلال جلسات الاستماع التى عقدتها خلال نوفمبر الماضى لضحايا عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، استعدادًا لفتح ملفات تلك الجرائم والتحقيق فيها من جديد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً