«من العشق ما قتل».. قصة غيرة الملك فؤاد على الملكة نازلي.. بدأت فرض عليها الحجاب وانتهت بغلق مجلة مشهورة

«من الحب ما قتل».. مقولة نسمعها كثيرًا ولكن نادرًا ما نراها على أرض الواقع، ولكن هذه المرة الأمر مختلف، فالقصة من لحم ودم، إنها قصة حب الملك فؤاد الأول، ملك مصر والسودان آنذاك وزوجته الملكة نازلي، كان الملك فؤاد الأول متشددًا في علاقته مع أفراد أسرته، سواء كان مع ولي عهده حينها فاروق.تسببت الغيرة القاتلة للملك فؤاد الأول على زوجته إلى حصر تعاملات زوجته الملكة نازلي مع أفراد بعينهم دون اختلاطها بأي شخص خارج القصر، والتي لم تكن سعيدة بما فيه الكفاية معه.وبحسب ما هو منشور عن الملكة نازلي في كتاب «عودة الحجاب» لمحمد إسماعيل المقدم، كشفت وصيفة الملكة نازلي، عن المعاملة القاسية التي عامل بها الملك فؤاد زوجته، وتشدده فيما يخص «الحجاب».وتروي الوصيفة: «في الـ17 عامًا التي عاشها الملك مع الملكة لم يسمح لها بالسفر إلى أوروبا سوى مرة واحدة، عندما أجمع الأطباء على ضرورة سفرها إلى إحدى مدن المياه المعدنية بفرنسا لتُعالج فيها، وذلك عام 1927».وتابعت الوصيفة: «كان الملك مسافرًا لبعض دول أوروبا في زيارة رسمية ورفض أن يصحبها معه في هذه الزيارات، واشترط أن تبقى في أوروبا محجبة، ورفض أن تكون معه على نفس الباخرة، وأمر أن تسافر بيخت المحروسة ليتفادى سفرها بالبواخر العادية».وحتى لا تختلط الملكة بالرجال، أمر فؤاد الأول بأن يصحب «نازلي» الديدبان، أي رقيب، لحراسة جناح غرفتها في اليخت، وعندما لاحظت الأمر استدعت القبطان وأمرته بسحب الحارس، لكنه رد عليها: «إنني أنفذ أوامر جلالة الملك شخصيًا»، لكنها تحججت: «وجوده هنا يضايقني وصوت حذائه يزعجني ويقلق نومي».ومع غضب الملكة، اضطر القبطان لأن يعدها بإصداره أمرًا بخلع الديدبان لحذائه، رغم أن الأرض كانت مفروشة بالسجاد، حسب رواية الوصيفة.صورة منشورة للملكة تظهر فيها مكشوفة الوجه في مجلة «روزاليوسف» كانت كفيلة بإثارة فؤاد الأول، الذي أمر على الفور من رئيس الديوان الملكي، توفيق نسيم باشا، بأن يطالب عبدالخالق ثروت باشا، رئيس الوزراء حينها، بإغلاق المجلة بتهمة «العيب في الذات الملكية».حينها حقق مدير المطبوعات مع السيدة روزاليوسف، التي قالت: «إن الصورة منقولة عن جريدة فرنسية وُزعت في مصر»، قبل أن تنال توبيخًا شديد اللهجة من المسؤولين، دون أي إجراء ضد مجلتها.وتابعت الوصيفة سردها: «كان الملك فؤاد يحرص على ألّا تظهر الملكة نازلي سافرة أمام رجل، حتى إنها كانت لا تستطيع أن تتنزه في حدائق القصر الملكي إلا إذا حجبت نصف وجهها، وبعدما يتحقق بوليس القصر من عدم وجود رجل في المنطقة التي ستتنزه فيها الملكة»، موضحةً أنه عند خروجها كان الحرس يديرون ظهورهم لها حتى لا يروها.وفيما يخص الحجاب كان الملك فؤاد متشددًا بشكل كبير، لم يتوقف حدوده عند «نازلي» فقط، بل امتد ليصيب زوجة ملك أفغانستان «أمان الله خان»، وحكت الوصيفة: «حدث أن قرّر ملك أفغانستان أن يزور مصر في طريقه إلى أوروبا، فصحب الملكة ثريا زوجته ورحب الملك فؤاد به».وتابعت الوصيفة بخصوص الملك فؤاد: «سمع أن الملك أمان الله دعا نساء أفغانستان إلى نزع الحجاب اقتداءً بالغازي كمال أتاتورك، الذي ألغى الحجاب في تركيا، وجاءت البرقيات تقول إن الملكة ثريا سترافق الملك سافرة في رحلته».وفور علم «فؤاد» بالأمر، ألغى استضافة «أمان الله» في قصر عابدين، بحجة أن التقاليد تمنع اشتراك الملكة ثريا في الزيارات الرسمية، وأشارت الوصيفة إلى أنه كان يرفض نزولها خشية تتأثر «نازلي» بأفكارها.وعندما علم «أمان الله» بما أمر به «فؤاد» وافق ألّا تظهر زوجته في المناسبات الرسمية، رغم ذلك تمنى ملك مصر منه بأن لا تظهر «ثريا» سافرة على أرض مصر، ووجه وزارة الداخلية بعدم تصويرها من جانب الصحفيين.وعندما انتهت زيارة «أمان الله» في مصر، وأثناء صعود زوجته «ثريا» على متن الباخرة، نزعت الحجاب بكل قوة، وقالت للصحفيين، حسب رواية الوصيفة: «أظن أننا لم نعد مقيدين بأوامر الملك فؤاد».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً