نتفق ونختلف حول التسريبات التي أذاعتها إحدى القنوات الفضائية مؤخراً لـ"البرادعي" والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق، إلا أنها كشفت لنا بل أكدت على أن هناك من هم متآمرون على الوطن بالوكالة، وأيضا من يتاجر بالوطنية، وهو ما أوقع ثورة 25 يناير في متاهة.
فصيل آخر لا يعترف بأي منهما بل ينفى الآخر تماما، والعجيب أن الفصيلين الأول وقائده "البوب البرادعي" الذى وصف الشعب في التسريبات، بالجاهل المتخلف وارح ينعت كل المتعاونين معه بأقذر الأوصاف- سبابه طال الكل- ممن يدعون الوطنية، والفصيل الثاني الذى سرق من الجميع 25 يناير، قال في تصريحات صحفية على لسان مرشدهم وحجتهم " طظ في مصر" سبحان الله فثمة تشابهات كثيرة، تجمع بين أولئك وهؤلاء، الإثنين كارهين لمصر وعروبتها، متعاونين مع الغرب المتصهين بزعامة الولايات الأمريكية، وكثيراً منهم تاجر بالوطنية، وأوهم شباب الجيل بأنه المسيح المخلص، العجيب بين هؤلاء أيضا- أنهم يكرهون كل من أخلص وأعطى لبلده ولأمته، فالإثنين مجتمعين يكرهون الزعيم جمال عبدالناصر ويحقدون على زعامته التاريخية، ناصر الذى قال عن شعبه مقولته الشهير "الشعب هو القائد والمعلم" بينما قالوا هم شعب جاهل متخلف طظ فيه.
عودة إلى تسريبات - الشتاء - التي انقسم حولها الفرقاء فمنهم من رآها بعين الكاره للنظام، ومن ثم استنكرها وراح يهيل التراب على شخص من تلقاها وأذاعها، وفصيل آخر رأى أن إذاعتها فضحت هؤلاء المأجورين وأوقعتهم مع بعضهم، فصيل آخر قيمها بعيدا عن الأهواء والأغراض، قيمها بعين المتجرد حيث قالوا: إنها شطارة صحفي وعمل مهني بحت، فالصحفي الذى يوضع في مكان ويصنع له علاقات مع النظام لا يعرف كيف يستفيد من مصادره ( أهبل وعبيط ) .
عموما "التسريبات" حققت أغراضها فضحت المفضوح سلفا وكشفت عمالتهم وندالتهم ومدى متاجرتهم بالوطنية، وأيضا- أخذت الناس بعيداً عن الحديث في قضايا الغلاء والتعويم وما يحدث على الساحة السياسية والاقتصادية، أنا "شايفها إزاى بقى" من وجهة نظري المتواضعة أستطيع أن أقول : ضربة معلم، جاءت في توقيت مناسب، فكثيرُ هم من تاجروا بقضايا الوطنية، وكثيرُ أيضا من تآمر على هذا الوطن ومازال، فالتصدي لهم هذه الأيام واجب وطني.
فالبلاد نتفق ونختلف على أسلوب إدارتها اقتصاديا وسياسيا، إلا أننا نعلم حجم ما يحاك بها من مخططات وأجندات خارجية، من أجل اسقاطها وهو ما نرفضه جملةً وتفصيلا، هذه الأيام لابد أن يكون الشعب في خندق واحد حتى نجتاز المحن نعم نجتاز المحن، الكل يرى حجم الحصار الاقتصادي المفروض، على البلاد لتركيعها وتجويع شعبها، ومن ثم إغراق هذا الشعب في فوضى تصنع لهم ما يريدون، وأنا أراهن على الشعب الذي قال عنه "ناصر" هو القائد والمعلم استوعب الدرس وفهم وعرف كيف تكون الوطنية