اعلان

الخبراء يرفعون شعار "تعليم جيد للأطفال لمواجهة أمية الكبار"

انطلقت أمس الثلاثاء، أعمال الاحتفالية العربية بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، بتنظيم من كل من المجلس العربي للطفولة والتنمية والشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار وجمعية حواء المستقبل، وذلك بمقر المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة.

وتحدث الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، في افتتاح أعمال الاحتفالية عن أهمية الاهتمام بهذه القضية بمنظور أوسع واعمق، مؤكدا أن شعار إصلاح التعليم لن يؤدي إلى شئ لأن الأصح هو إصلاح العقل المصري وإصلاح الثقافة المصرية، فالتعبئة الاجتماعية والثقافية شرط أساسي لتحقيق التقدم المنشود.

كما نوه عن التوجه الاستراتيجي للمجلس العربي للطفولة والتنمية، لافتا بأن المجلس اصبح يملك مشروعا فلسفيا تربويا متكاملا من خلال تقديم نموذج جديد للتنشئة في عالم جديد يستند على مفاهيم التعبئة الاجتماعية وحقوق الطفل وإعادة بناء الذات وايقاظ الأمل، وارتكازا على مبادئ الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة.

في حين تحدثت الدكتورة إقبال السمالوطي أمين عام الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار، عن أنه قد أصبح من المسلمات التي أثبتتها الدراسات العلمية والواقع المشهود العلاقة الارتباطية بين جودة نظام التعليم وانتشار الأمية، بالتزامن مع الفقر ونقص العمل اللائق والتهميش وفجوات العدالة الاجتماعية وتدني الدافعية للتعلم، نتيجة ضعف البرامج التعليمية وعدم ارتباطها بالتنمية وحاجات المتعلمين.

وأضافت بأن هذا يفسر الأرقام الدولية وتثير القلق ومنها أن عدد الأميين في الوطن العربي ارتفع من 50 مليون أمي عام 1970 إلى 61 مليون عام 1990 ثم 75 مليون أمي عام 2008 لتصبح 96 مليون أمي عام 2014، وأن معظم هذه الأرقام من النساء ثم الشباب وهى الفئة القادرة على العطاء والعمل، بل ويزيد الأمر خطورة ما يعانيه الوطن العربي من عنف وتحولات نوعية وتبعاتها التربوية نتيجة للنزوح واللجوء وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وأشار الدكتور عصام قمر رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، في كلمته إلى أن مشكلة تعلم وتعليم الكبار أهم المشكلات التنموية التي تواجه مصر بل ودول العالم النامي أجمع، وأن الهيئة تعمل على ألا يتوقف دورها على حد محو الامية فقط، بل وضعت في خطتها الاستراتيجية برنامجا خاصا لسد منابع الأمية، وأن الأمر يتطلب تكامل الجهود بين الهيئة والجهات العاملة في هذا المجال، خاصة وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بالطفولة ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية لرفع مستوى الوعي بأهمية محو الأمية وبأهمية التعليم بوجه عام.

أما الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان للسكان والمشرف العام على المجلس القومي للطفولة والأمومة، فقد أشارت إلى اهتمام المجلس القومي للطفولة والأمومة بقضية التعليم ضمن أهدافه، وتبنيه في سبيل ذلك العديد من البرامح والمشروعات، منها برنامج محو الأمية التعليمية والثقافية والصحية للفتيات والأمهات، وبرنامج الحد من التسرب من التعليم، ومبادرة تعليم البنات، والبرنامج القومي لجودة التعليم.

كما أضافت إلى دور المجلس القومي للسكان في إعداد أطلس التنمية السكانية متضمنا 64 مؤشر مركب بما في ذلك ما يخص قضايا التعليم، والخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي التي تضمنت مبادرة مدرس المواد اللاصفية داخل المدارس.

وممثلا عن وزارة التضامن الاجتماعي، قال الدكتور عصام العدوي مستشار الوزيرة، إن أهداف التنمية المستدامة قد وقع عليها أكثر من 150 رئيس دولة في سبتمبر 2015، ومن بينها مكافحة الفقر، لافتا إلى أنه طالما هناك أمية هناك فقر، ومضيفا إنها تضمنت أيضا أهدافا تتعلق بالصحة والتعليم والمساواة والشراكات مابين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمسؤوليتهم الاجتماعية، لأن الحكومات ليس بمقدورها أن تحقق كل شيء بمفردها.

وكانت الاحتفالية قد تضمنت أيضا كلمات لكل من الدكتور نبيل صموئيل نائب رئيس مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية والخبير في مجال التنمية الاجتماعية، والدكتورة جيهان كمال رئيس المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، والدكتورة صفاء عبد العزيز أستاذ التربية بجامعة الزقازيق ونائب رئيس الهيئة القومية للجودة والاعتماد التربوي سابقا، والدكتور عاشور العمري مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، والدكتورة إيناس حجازي مدير برنامج التعليم باليونيسف، والكتور سمير جرار مستشار اليونسكو.

كما تضمنت الاحتفالية عروضا لكل من: مشروع المجلس العربي للطفولة والتنمية "تأهيل ودمج الأطفال في وضعية الشارع من خلال تربية الامل: أنا اخترت الأمل" الذي ينفذه المجلس بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، و"الرؤية الاستراتيجية للشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار: التوجهات الإستراتيجية لتعليم وتعلم الكبار مدى الحياة" للدكتورة إقبال السمالوطي أمين عام الشبكة، و"معًا لتعليم جيد للصغار لمواجهة أمية الكبار" للأستاذة سهام نجم نائب رئيس المجلس العالمى لتعليم الكبار للمنطقة العربية.

وانتهى المشاركون إلى عدد من التوصيات من أبرزها: بناء الشراكات الفاعلة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني باعتبارها خطوة هامة من أجل ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضرورة الربط بين خطط وبرامج مواجهة الأمية والحد من التسرب، وإصلاح وتطوير المناهج التعليمية بغرض تجفيف منابع الأمية، واستهداف النساء والأطفال والمهمشين فعل تنموي يعكس مباشرة ربط تنمية المجتمع وتحقيق أهدافه، ووضع الخطط والبرامج للأطفال التي تضمن تعليم جيد ومناسب في الحالات الطارئة مثل النزاعات والنزوح واللجوء، إضافة إلى العمل على التعامل مع أهداف التنمية المستدامة بوصفها وحدة واحدة لا تتجزأ، والدعوة إلى تبنى مفاهيم ونموذج التنشئة الذي يؤكد على تربية الأمل وآنسنة التربية الذي أعده المجلس العربي للطفولة والتنمية، وزيادة نسب المخصصات المالية في موازنات البلدان العربية فيما يخص التعليم والصحة، وتنظيم لقاءات مستمرة تهدف إلى إدارة الشراكات وتطويرها بغرض تنظيم الجهود المبذولة وتطوير العمل المشترك.

شارك في أعمال هذه الاحتفالية أكثر من 70 مشارك يمثلون المؤسسات التنفيذية والتشريعية والأهلية المعنية بمحو الأمية والتعليم من بينها الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، وجمعية الهلال الأحمر المصري، ومركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية من بينها اليونسكو، واليونيسيف، والمجلس العالمي لتعليم الكبار، ومنظمة GIZ، والإعلامية نشوى الحوفي، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الخبراء والمتخصصين والباحثين في شتى مجالات التنمية.

وفي إطار تلك الاحتفالية كرمت الدكتورة إقبال السمالوطي، كل من الدكتور حسن البيلاوي، والدكتور عصام قمر، بتسليمهما درع الشبكة تقديرا لدورهما في مجال التنمية والطفولة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً