أكد السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولى أن الحكومة المصرية تولى أهمية قصوى لقضية الأمن الغذائي فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الدولة لا تألو جهدًا لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائى في مصر، حيث يأتي ذلك اتساقًا مع "الإعلان العالمى حول التغذية"، وتماشيا مع استراتيجية التنمية المستدامة في مصر 2030.
وجاء ذلك في الكلمة التى ألقاء السفير هشام بدر أمام العشاء الإقليمي الأول لبرنامج الغذاء العالمي الذى جرى الليلة الماضية.
واستعرض بدر أبعاد الرؤية المصرية حيال الأمن الغذائي على النحو الذي تجسد في اعتمادنا لبرامج وآليات تنفيذية تنموية.. لافتا إلى أن الحكومة المصرية قامت بتبني خطة طموحة تقوم فيها وزارة الخارجية بدور حيوي وفعال في التنسيق مع جميع المنظمات والوكالات الدولية والمعنية بقضايا الغذاء بصفة عامة وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي"الفاو" والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "الإيفاد"، بما يخلق قيمة مضافة على المستويين الكمي والكيفي، تُلقي بصدى إيجابي على كافة شرائح المجتمع المصري، خاصة الفئات المستهدفة على سلم أولويات البرنامج الحكومي.
وأضاف أنه واستلهامًا لثوابت رؤية الدولة للتنمية المستدامة، طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى المشروع القومى لاستصلاح واستزراع مليون ونصف مليون فدان، انطلاقا من ادراكنا لمحورية مفهوم الأمن الغذائي بوصفه ركيزة تحقيق التنمية الشاملة، ويستهدف بالأساس تحقيق معدلات أعلى من الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الإستراتيجية مرورًا بمسعى سد فجوة الغذاء ووصولًا الى الدفع بأفق تنموي في مصر على المستويين الرأسى والأفقى بما يُعزز من نوعية الحياة لكافة أطياف المجتمع، وتضطلع فيه وزارة الخارجية بدور حيوي في التعريف به والتنسيق مع الشركاء الدوليين والمنظمات الدولية المعنية.
وأشار مساعد الوزير إلى جهود مصر لتفعيل برنامج التغذية المدرسية، وهو البرنامج الذى أطلقته وتتابعه القيادة السياسية عن كثب، على النحو الذي جسده مقابلة الرئيس مع السيدة ارتارين كازن "Ertharin Cousin " المديرة التنفيذية للبرنامج عام 2014، وكان لى شرف المشاركة فى الحدث الخاص على هامش الدورة العادية للمجلس التنفيذى فى فبراير 2016، فى روما، وقمت ممثلا عن وزارة الخارجية بعرض البرنامج ومدى النجاح الذى تحقق، وهو البرنامج الذى يهدف إلى إقامة ربط بين الانتظام فى التعليم وتحسين أوضاع الأمن الغذائى والتغذية للطبقات الأكثر احتياجا، وبما يرفع الكثير من العبء عن أسر الطلاب المستفيدين من البرنامج فضلا عن عرض "الاستراتيجية الوطنية للتغذية".
وفي ضوء النجاح الملموس لبرنامج التغذية المدرسية في مصر، فأن برنامج الغذاء العالمى قد أعتبر مشروع التغذية المدرسية في مصر من المشاريع الرائدة الذي يتعين الاسترشاد به كنموذج للدول الأخرى، خاصة وأن العديد من الدول الإفريقية واللاتينية قد أبدت رغبتها في نقل التجربة المصرية الرائدة لها فى هذا المجال.
وأوضح أنه إيمانا من وزارة الخارجية بشمولية الأهداف التي تسعى لتحقيقها في إطار الشراكة مع منظمات الأمم المتحدة وفي مقدمتها برنامج الغذاء العالمي فإذ نؤكد على التزامنا بمحددات التعاون مع شركاء التنمية، وذلك لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى أن تجربتنا الرائدة توطئ لتدشين أطر الشراكة بين دول الجنوب والدول الأقل نموًا والتي تخلق معادلة إيجابية للجميع، ومن هذا المنطلق قدمت مصر خلال عام 2016 مساعدات إنسانية عبر برنامج الغذاء العالمى إلى كل من دول إثيوبيا ومالاوى وجنوب السودان.
وأعرب مساعد الوزير عن التقدير للجهود التي تضطلع بها منظمات الأمم المتحدة العاملة وبرنامج الغذاء العالمى، مؤكدين في الوقت ذاته على حرصنا على استمرار تفاعلنا البناء مع تلك المنظمات وتعزيز مستوى الشراكة.
وأكد مجددا استعدادنا لتبنى أية مبادرات تطرحها تلك المنظمات وشركاء التنمية لتحقيق الأمن الغذائي للجميع والذي يمثل جوهر أهداف التنمية المستدامه، على النحو الذى يجسده تمثيل مصر للطيفين الأفريقي والعربي فى المحافل الدولية.
وكان مساعد وزير الخارجية قد رحب فى بداية كلمته بالحضور ومن بينهم الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، والفنانة هند صبرى، سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمى.. معربا عن ترحيبه الكبير بالهدف النبيل من وراء إقامة هذا الحدث الهام الذى تشارك وزارة الخارجية فى تنظيمه، والذى يتزامن مع عضوية مصر فى المجلس التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمى ولمدة 3 سنوات بدأت فى يناير الجارى، حيث يأتى هذا الحدث مواكبا للجهود الحثيثةالتى تبذلها الحكومة المصرية للنهوض بقطاعى الأغذية والزراعة والأمن الغذائي على مستوى الأسرة والمجتمع وتعزيز التنمية الزراعية لتوفير الغذاء وتحسين الدخل للحد من الجوع والفقر.