أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن العمل يجري حاليا في إنشاء وتطوير وإحلال وتجديد 1205 مساجد جامع بمختلف المحافظات يقع معظمها بمحافظات الصعيد وذلك بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ 1800 مسجد خلال العامين الماضيين ضمن خطة الدولة التي تستهدف تطوير 3400 مسجد بتكلفة إجمالية تبلغ 4 مليارات جنيه.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير اليوم السبت بمؤتمر " الفيوم ضد التطرف.. على طريق التنمية "، الذي عقد بمحافظة الفيوم، وقال إن الخطة تركز على المساجد الجامعة بالمدن والقرى، ونجحت في إعادة فتح مساجد كانت مغلقة منذ 18 عامًا..موضحا أنه تم تسليم 13 مسجدا من هذه المساجد بالفيوم ويجري العمل في عدد مماثل بتكاليف تقارب 20 مليون جنيه علاوة على مشاركة الجهود الذاتية في تطوير حوالي 73 مسجدا بالمحافظة.
وأضاف وزير الأوقاف أن قضية تجديد الخطاب الديني التي كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسى هي قضية مجتمعية يجب أن يساهم فيها كل مؤسسات المجتمع من الأسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة وقصور الثقافة ومراكز الشباب لتصحيح المفاهيم الخاطئة وملء الفراغ الدعوي الذي يعاني منه البعض بسبب من تم اختطافهم فكريا وباعوا ضمائرهم من أجل مصالحهم، مؤكدا أن المواجهة يجب ألا تسمح لدعاوي التخريب والتدمير والقتل بالانتشار وذلك من خلال مواجهتها بالفكر المستنير وشرح مبادئ الدين الحنيف والرد على أصحاب الفكر المتطرف الذين وصفهم أن الكذب أصبح منهجهم.
وأشار إلى أنه في هذا الإطار طبعت الوزارة 600 ألف نسخة من كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح" الذي يناقش هذه القضايا وإرسال نصف مليون نسخة منه لوزارة التعليم العالي لتوزيعها على الجامعات إلى جانب توزيعها على إدارت الأوقاف فى المحافظات ومدارس التربية والتعليم، وتم تكليف لجنة من المكتبات بالوزارة لمراجعة مكتبات مساجد الفيوم لتنقية الكتب بها وتزويدها بالكتب الجديدة.
وأعلن وزير الأوقاف، أن الخطة الدعوية التى تنتهجها الوزارة فى خطبة الجمعة تقوم على التوازن العلمي وتخضع للدراسة والتقييم على أعلى مستوى..مؤكدا أن مسئولية الوزارة تنحصر داخل المساجد وما يحدث خارج المساجد يقع على عاتق كافة فئات المجتمع، وأوضح أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق وأن أعضاء التنظيمات الإرهابية يعملون لصالح جماعاتهم وتنظيماتهم ويستقطبون الفئات المهمشة فى المجتمع.
وحذر جمعة، الأسر خصوصا والمجتمع عموما بضرورة مواجهة أي عمل دعوي ينتهج السرية ووصفه بعمل " تحت الأرض" الذي أخذ من يتبعه إلى طريق الضلال، كما حذر الأسر بضرورة متابعة بعض المساجد التى يرتادها بعض الشباب من أبنائهم خاصة إذا كانت بعيدة عن محل إقامتهم سواء فى الاعتكاف أو الصلاة.
وشدد على ضرورة أن تقام صلاة الجمعة فى المساجد الجامعة من دون الزوايا التي يجب أن تخضع لإدارات الأوقاف فى المحافظات سواء بتعيين إمام أو عامل أو مقيم شعائر لها سواء كانت أهلية أو حكومية، مشيرا إلى أن الوزارة تتوسع فى الدورات التدريبية وإنشاء المراكز الثقافية التى بلغت 19 مركزا ثقافيا وسوف ترتفع إلى 42 مركزا خلال المرحلة القادمة لمواجهة الفكر المتطرف.
وقرر وزير الأوقاف تزويد محافظ الفيوم بـ 300 مقعد مدرسى للتربية والتعليم، وأعلن موافقة الوزارة على تخصيص عدة مساحات من الأراضى التابعة لها بالمحافظة لإنشاء مدارس عليها بهدف تقليل كثافات الفصول.
من جانبه قال محافظ الفيوم الدكتور جمال سامي، إن المؤتمر تناول محاور وآليات مواجهة التطرف بكل أشكاله واستراتيجيات مواجهة الإرهاب..مؤكدا أن التطرف والإرهاب لن ينجح في إعاقة جهود التنمية فى ظل تكاتف الشعب لمواجهة هذه الظواهر السلبية التى طرأت على مجتمعنا المصري ولن يثني أبناء الوطن عن استكمال البناء والتنمية وأن يد الإرهاب الأسود لن تؤثر في المسيرة على أرض الفيوم ولن تزداد مصر بتلك الأحداث إلا عزيمة وصلابة وتلاحم.
حضر المؤتمر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق واللواء قاسم حسين مساعد وزير الداخلية لأمن المحافظة والشيخ محمد عز وكيل وزارة الأوقاف والدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم واللواء ممتاز فهمي السكرتير العام والعميد عادل عزمي المستشار العسكري والقمص ميخائيل استراس وكيل مطرانية الفيوم والأب روفائيل سامي عضو بيت العائلة بالفيوم والدكتور عادل عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم وسيد إبراهيم موسي رئيس مدينة الفيوم وأعضاء مجلس النواب وكبار رجال الأزهر والأوقاف بالمحافظة وجموع من المواطنين.