مبدأ الأشياء، ومنطق الأمور، أن تكون المقاييس واحدة، أما أن يأخذ البعض ما يعجبه ويدع ما يغضبه، فهو لابد يكون لغرض وسوء نية.
منذ البدء احتكمت مصر للقضاء، حتى الثوار لم يتمسكوا بمحاكمات ثورية، ولم يثوروا حتى ينالوا ممن ثاروا عليهم، وارتضوا صراحة وضمنا باللجوء للقضاء.
سيقول البعض، إن القضاء به كلام، ودليلهم أن بعضهم يسقط في قضايا فساد، رشوة ومخدرات، و والحقيقة أن ذلك أيضا يأتي وفقا لإرادة الدولة، وبالأحرى النظام، وبشكل أدق، هذا توجه حقيقي للرئيس عبدالفتاح السيسي، وبترحيب شعبي..
المنطق المعوج، هو أن يرى البعض حكما للقضاء في إطار غير نزيه، بينما يحتفل ويحتفي ويدعي الانتصار في حكم آخر، فما هي قواعد الحكم على الأحكام؟ وما هي حقيقة الأشياء.
منذ بداية القصة كان واضحا، أن مصر لن تعطي الجزيرتان، وأن السعودية لن تأخذهما، ولو على جثتها، فالسعودية التي هربت من الجزيرتين بعيدا عن إسرائيل، لن تأتي إلى المواجهة الآن، وأن مصر التي أخذت الجزيرتين ودفعت فيهما دماء غزيرة غالية، لن تستغني عنهما الآن وتكشف موقع استراتيجي أهميته دولية.
والقصة سارت منذ البداية في طريق يؤكد أن النظام والدولة ليسا جادين في إعطاء الجزيرتين، وأن اللعبة فيها من الأسرار ما هو أكثر من المعلن.
إذن هناك من يجيد المناورة والمحاورة واستخدام كل الإمكانيات، بما فيها بعض رموز المعارضة، أو لاعبي أدوار الأبطال، وإن كانت هناك مؤشرات أنها أدوار تلعب وتمنح بتنسيق، ولكن البعض يتوهم ويعيش الوهم.
اما تقبلوا باللعبة وقواعدها كاملة وعلى طول الخط، وأما إذا تلاعبتم بالمبادئ فأنتم تعترفون بأغراضكم الدنيئة، والغرض مرض
مبارك برأه القضاء، وتيران وصنافير مصرية بحكم القضاء.