لم تمر سوى أسبوعين فقط على بدأ عام 2017، وأعلنت الجماعات الارهابية بدأ نشاطها مبكرًا، رغم كل التشديدات الأمنية إلى أنها قادرة على بث سمومها في أي لحظة، حيث استهدفت العديد من كمائن القوات المسلحة بنطقة العريش في حين أن القوات الأمنية تسعى جاهدة، بشتى الطرق التصدى لتوغل الخطر الإرهابي مع مطلع العام الجديد، نستعرض في التقرير الحالي حصيلة العمليات الإرهابية بعد مرور أسبوعين على بدأ هذا العام.
وانتقد عدد من خبراء الأمن عدم تدريب المجندين لمواجهة العناصر الإرهابية التى تستهدف كمائن الشرطة بشكل يومى، وآخرها كمين جامع السلام فى الطالبية بمحافظة الجيزة الذى استشهد فيه 6 من رجال الشرطة، وأرجعوا تزايد عدد القتلى من الضباط والجنود إلى أخطائهم التكتيكية، إذ لا يتم توزيع الأفراد بشكل صحيح، ما يجعلهم صيدا سهلا للإرهابيين.
شهداء النقب كانت أخر العمليات هي استهداف كمين النقب، أمس، بمنطقة المساعيد غرب بالعريش في شمال سيناء، ويعتبر هو الكمين الرئيسى لمدخل محافظة الوادى الجديد من اتجاه أسيوط، ويقع فى منطقة جبلية صحراوية على بعد 65 كيلو متر من مدينة الخارجة، وخلف الهجوم، وفق مصادر طبية، عن 10 قتلى، (9 من أفراد الشرطة ومدني واحد)، وإصابة 21 آخرين بجروح خطيرة وأكدت مصادر أمنية أن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث قام مسلحون بإطلاق قذائف آر بي جي على الكمين، الذي يضم نقطة شرطة ونقطة إسعاف ومطافئ، وخلال إطلاق قذائف الآر بي جي اقتحمت سيارة مفخخة الموقع، مما أدى لمقتل وإصابة العشرات من الضباط والجنود والمسعفين.
من جانبه قال اللواء محمد عطية رئيس فرع الأمن العام بشمال سيناء سابقا، إن الحادثة وقعت أثناء فترة تغيير الخدمات، مشيرا إلى أن هذه المنطقة لم تشهد قبل ذلك عمليات إرهابية، ولذلك لا يوجد لها مسح أمني، وأن التعامل الأمني كان جيدًا للغاية، فهذه تعد مرة من المرات القليلة التي يتم فيها تصفية أفراد من العناصر الإرهابية أثناء هجومهم على الكمائن.
وأضاف عطية أنه على الأرجح أن تكون هذه العناصر قادمة من ليبيا والدليل كونهم مكان الهجوم وطريقته خاصة بعد التضييق الكبير على الجماعات الإرهابية في سيناء بفضل الجهود الأمنية وأن أسباب هذا التفجير العديد من الأمور الفنية، منها ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية في هذه المنطقة مما صعب من عملية القبض على العناصر الإرهابية بالإضافة إلى طبيعة الكمين لأن الكمائن الثابتة، لابد وأن تكون فى مستوى أعلى من الأرض المستوية ليتحكم في المنطقة المحيطة.
وأوضح رئيس فرع الأمن العام بشمال سيناء السابق أن الإرهاب يغير من جلده لتفادي التشديدات الأمنية، ولذلك لابد من تعامل مختلف مع وذلك ببعض الوسائل منها دقة اختيار العناصر الأمنية وتفعيل دور الأمن الاستباقي واختيار المكان المناسب للكمين، ومن الأفضل أن يكون متحركا، وضرورة الاستفادة من الخبرات الأمنية السابقة في أماكن التفجيرات لأن المنطقة الجنوبية لها طبيعة خاصة ومرتبطة بشكل كبير مع الحدود المصرية الليبية، بالإضافة إلى أهمية التنسيق المتكامل مع وحدات القوات المسلحة.
واختتم عطية، حديثه قائلا إن الأجهزة الأمنية تقوم بمجهودات كبيرة للغاية وفي مواجهة مع أخطر أنواع الإرهاب، مطالبا الجميع بدعم الأجهزة الأمنية.
3 عمليات إرهابية بأول أسبوع فقط لم تكن تلك الحاثة هي بداية إعلان الجماعات الإرهابية عن مزاولة نشاطها بعام 2017، بل استهدفت الأسبوع الماضي، ثلاثة أكمنة عسكرية بمناطق متفرقة بمدينة العريش، أدت تلك العمليات إلى إصابة ثمانية جنود وإستشهاد جندي آخر، وفق ما صرحت به بعض المصادر الأمنية بوسائل الإعلام.
وأعلن المتحدث العسكري عن استهداف كمين المطافي بالعريش يوم الإثنين، بسيارة مفخخة وقذائف الآر بي جي، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة متطورة، وأدى الحادث إلى إستشهاد 9وإصابة 15فرد من قوات الشرطة والمدنيين، كما قامت الجماعات الإرهابية بشن هجوم أخر ما أسفر عن استشهاد أربعة رجال شرطة، مساء الأربعاء.
وأكد المتحدث العسكري بأن الأجهزة الأمنية بشمال سيناء تمكنت من التصدي صباح أمس الاثنين (9 يناير2017) لهجوم إرهابي مسلح شارك فيه ما يقرب من 20 عنصرًا مسلحًا.
وأوضح في منشور له على موقع «فيس بوك»، إن المسلحين حاولوا اقتحام كمين «المطافئ» بدائرة قسم ثالث العريش باستخدام قذائف (آر.بى.جى) وسيارة مفخخة، فضلًا عن كثافة نيرانية من الأسلحة الآلية والمتوسطة وزرع عبوات متفجرة بنطاق الكمين.وأكد مساعد وزير
الداخلية الأسبق اللواء مجدى البسيونى، عدم إمكانية منع استهداف الأكمنة الثابتة لأننا
فى حرب مع الإرهاب، ولا يمكن القضاء على هذا الخطر بسهولة.
وأوضح أن مصر ليست
الدولة الوحيدة التى تحارب هذه الظاهرة وأردف: «لو تم منع الهجوم على الأكمنة والعمليات
الإرهابية فهذا يعنى أنه تم القضاء على الإرهاب نهائيا، وهذا ما لا نستطيع فعله حاليا
لشراسة المعركة
".
وأرجع تكرار تلك
الحوادث للهزائم التى يتلقاها الإرهابيون فى سيناء وقتل عدد ليس بالقليل منهم، ما يدفعهم
إلى حالة من الجنون فى الانتقام من قوات الشرطة، مشيرا إلى أن عجز وزارة الداخلية عن
القبض على المتهمين بمهاجمة الكمائن سريعا سببه أنهم يضربونها ثم يفرون هاربين، وفى
بعض الأحيان يتم زرع عبوات ناسفة بجوارها.
وتابع" سبق
أن تم التحذير من تجمع المجندين والضباط فى وقت الذورة وأوقات الاسترخاء الأمنى التى
يهاجم فيها الإرهابيون الكمائن، حيث وقعت معظم الحوادث السابقة فى مثل هذا التوقيت،
لذا يجب الانتشار بشكل أفقى لمنع إفلات المعتدين حال حدوث أى اعتداء، حيث يتم التعامل
معهم بالرصاص الحى فورا " .
واستكمل " يجب
أيضا مراجعة وضع الأكمنة الثابتة فى مواقع مؤمنة، ودعمها بأبراج مراقبة وتأمين محيطها
جيدا بحيث يصعب إلقاء أى قنبلة أو عبوة ناسفة عليها، كما يجب إلغاء الأكمنة عديمة الفاعلية،
والاعتماد على الأكمنة المتحركة أكثر من الثابتة حتى يصعب على الإرهابيين تحديد مكان
الكمين , مشيرا الى ان المواجهة مع الارهاب عنيفة وتطلب 90 مليون شرطي من شعب مصر فالتكاتف
ودعم الامن هو العنصر الاهم في مواجهة الإرهاب الأسود " .