اللهجات العربية قبل الفتح الإسلامي كانت متنوعة ومختلفة في المفردات والأساليب والتراكيب، ومع ذلك كان هناك لهجة موحدة تستخدم في كتابة القصائد والمواثيق، واستمرت اللهجة الموحدة حتى نزول القرآن الكريم وظهور الإسلام، فتمثلت اللغة في العربية دون غيرها في حين ظلت اللهجات تفرق بين قبيلة دون غيرها.
ولا توجد للهجات العامية المختلفة قواعد نحوية أو صرفية أو معاجم وقواميس لمفرداتها أو طريقة كتابتها، وبعض اللهجات العامية تكون أقرب إلى الفصحى من اللهجات الأخرى، بينما تميز كل بلد عربي بلهجة خاصة تميزه عن البلد الآخر، فنجد السكان يتحدثون بلهجة تعرفوا عليها منذ الصغر ولم يعتادوا غيرها، وتجدهم متفاجئين عند سماع لهجات أخرى وخاصة إذا كنت صعبة الفهم.
وساعدت الدراما العربية، خاصة المصرية في تعريف الوطن العربي حديثا على ثقافات ولهجات مختلفة، فنجد أن اللهجة المصرية أكثرهم انتشارا وفهما بسبب الدراما وأفلام السينما، أما اللهجة الخليجية التي كانت صعبة الفهم بالنسبة للبلدان الأخرى، أصبحت أقرب اليوم بسبب انتشار الدراما الخليجية أيضا.
"الجزائر"
وفي عدة استطلاعات بين البلدان العربية، تبين أن أصعب اللهجات هي لهجة الشعب الجزائري التي تغلب عليها الصبغة البربرية ومن بعدها المغرب التي تغلب عليها الصبغة الأمازيغية، إذ أكدت 76% من الآراء أن فهم لغة أهل الجزائر صعبة وتحتاج لمعاشرتهم لتفهم لهجتهم بسهولة، ويصعب فهم اللهجة الجزائرية بسبب تسكين أغلب الحروف فيها بل أغلب حروف الكلمة الواحدة، مثلا شَمْسٌ تُنطق بالجزائرية شْمْسْ بتسكين الحروف الثلاثة.
وساعد على فهم اللغة الجزائرية مؤخرا انتشار الأغنيات والقصائد بصوت أشهر مطربي الوطن العربي ما جعل الأمر متاح.
"المغرب"
أما لهجة أهل المغرب فهي في المرتبة الثانية من حيث الصعوبة، وساعد على ذلك عدم انتشار الدراما أو الموسيقى المغربية، واعتبر أكثر من 65 % من الاستطلاع أن اللغة المغربية لهجة صعبة بالفعل وليس سهل إجادتها.
"ليبيا"
وفي المرتبة الثالثة، تأتي اللهجة الليبية كأحد أصعب اللهجات العربية، ولا توجد محاولات من الشعب الليبي لنشر اللهجة عبر الدراما أو الموسيقى أو أي نوع من الفنون لتوثيق معرفة الشعوب الأخرى باللهجة الليبية، وهو ما جعل انتشارها صعبا.
"تونس"
وفي المرتبة الأخيرة تأتي اللهجة التونسية برغم انتشار الفنانين والمطربين من الجنسية التونسية ونجاحهم في بلاد أخرى، إلا أنهم لم يساعدوا على نشر اللهجة التونسية، ما جعلها في المركز الرابع في قائمة اللهجات الأصعب بين بلاد الوطن العربي.