سيظل المصريون القدماء كما بهروا العالم قديمًا بعلومهم واكتشافتهم المتطورة، سيبهروننا وأجيال المستقبل بما لم نكتشفه في جعبتهم حتى الآن والأسرار التي لا تزال تحويها الحضارة الفرعونية القديمة في كافة العلوم والطب والهندسة والفلك وآخر ما وصل إلينا هو علم الأجنة الذي يتعلق بمعرفة نوع الجنين وموعد ولادته، الأمر الذي عرفه الطب منذ عدة سنوات عبر جهاز السونار الطبي.
أحد الباحثين في علم الآثار كشف لنا أن الفراعنة هم أول من أجروا اختبارات الحمل، التي يتغنى العلماء حاليا باختراعاهم لها، وقال عمرو الحضري، الأثري، إن أول عملية إختبار حمل في التاريخ كانت في مصر القديمة؛ كانت عن طريق استخدام إختبار البول للمرأة واستغلال تغير الهرمونات به؛ ووضع حبات شعير أو قمح فيه للتأكد من الحمل ونوع الجنين قبل الشهر الثالث؛ قبل اختراع السونار وال 3 دي وغيرهم.
وأضاف الحضري في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن القدماء المصريين أول من شخصوا نوع الجنين سواء ولد أو بنت منذ 4000 عام عن طريق فحص البول فقد عٌثر على بردية موجودة فى متحف "برلين" يرجع تاريخها إلى1350 ق.م.
وأوضح أن المرأة أيام الفراعنة كانت تبلل حبات الشعير والقمح بقليل من البول الخاص بها فاذا نمى الشعير يكون هذا دليل أن الجنين ذكر وإذا نمى القمح يكون دليلا أن الجنين أنثى وإن لم ينبت إحداهما يكون هذا دليل أن الحمل كاذب والغريب انهم عرفوا ذلك فى الشهور الأولى؛ رغم ان العلم الحديث عرفه فى الشهور الأخيرة للحمل.
وكشف الباحث في علم الآثار أن البردية ذكرت أن الفراعنة كانوا يعرفون إن كانت المرأة ستحمل أم لا عن طريق خلط عصير البطيخ بلبن امرأة حملت ولدا وتقوم المرأة المراد معرفة إن كانت ستحمل أم لا بتناوله فإن تقيأت فإنها ستحمل وان انتفخت بطنها فإنها لن تحمل.
واخترع الفراعنة جهازا طبيا يشبه الكرسي، حيثُ تجلس عليه الحامل أثناء عملية الولادة وقد أثار هذا الاختراع حديثا عالميا، وقد نقش الكرسي الفرعوني بمناظر عديدة على جدران المعابد ومن النقوش هذه كلمة "مس" وهي تعني تلد، ورسمت على شكل امرأة تجلس على كرسي الولادة في حالة استعداد للولادة ويتدلى منها الطفل.
وهناك نقش آخر بالمتحف المصري، حيث نجد الحامل تجلس على هذا الكرسي واضعة يديها على فخذيها وتساعدها في عملية الولادة الإله حتحور.
واختبر الباحثون طريقة الفراعنة في كشف الحمل ونوع الجنين في الستنيات، واكتشفوا أنها دقيقة بنسبة 70%، وهي نسبة تقارب اختبار الحمل المنزلي الحديث، فاختبار الحمل الخاص بقدماء المصريين يعمل بنفس المبدأ الذي تعمل به الطرق الحديثة لاختبار الحمل، وهو البحث عن التغيير الكيميائي الموجود فقط عند النساء الحوامل.