نجحت قوات الشرطة التركية بالتعاون مع القوات الخاصة في اعتقال منفذ الهجوم المسلح الذي استهدف مطعم ليليا في مدينة إسطنبول ليلة رأس السنة في اعتداء أوقع 39 قتيلا وتبناه تنظيم داعش كما أفادت قناة "تي أر تي" التلفزيونية الحكومية.
وبحسب التليفزيون التركي فإن منفذ الهجوم كان يقيم في شقة يستأجرها رجل قرغيزي تم اعتقاله أيضا، في حين أفادت الوكالة الرسمية أن أربعة أشخاص آخرين بينهم ثلاث نساء مصرية وصومالية وسنغالية، جرى توقيفهم خلال العملية الأمنية المشتركة التي نفذت لاعتقاله.
وفي سياق متصل قد أثار نبأ اعتقال فتاة مصرية في الشقة برفقة الإرهابي عبد القدير ماشاريبوف، والذي أعلنت وكالة "دوغان" للأنباء إن اسمه الحركي هو أبو محمد الخراساني، في معلومات سبق وأن نشرت في 8 الجاري من دون أن يؤكدها أي مصدر رسمي.
وترصد "أهل مصر" في تقريرها التالي القصة الكاملة لاعتقال "ماشاريبوف" منفذ هجوم إسطنبول:
صيد ثمين
أعلنت الأجهزة الأمنية التركية انها اعتمدت في خطة إلقاء القبض على المسلح الذي نفذ الهجوم على مراجعة 7200 ساعة من اللقطات التي سجلتها كاميرات أمنية، وعلى 2200 بلاغ من الجمهور، وفتشت الشرطة 152 مكانا، واحتجزت 50 شخصا.
وتوصلت المخابرات التركية والشرطة إلى معلومات تشير إلى أن مطلق النار يقيم في شقة في حي “إيسينيورت” في اسطنبول مع ابنه البالغ من العمر أربع سنوات.
وخلال الساعات الأخيرة من يوم الاثنين، تلقت قوات الأمن التركية بلاغا حول المكان المحدد لإقامة منفذ الهجوم، ويدعى عبد القدير ماشاريبوف، في إسطنبول.
وفور تلقي البلاغ، داهمت الفرق المنزل وألقت القبض على ماشاريبوف وابنه ورجل آخر عراقي الأصل يملك الشقة المفروشة التي أقام فيها، إضافة إلى 3 نساء واقتيدوا جميعا إلى مديرية أمن إسطنبول لاستكمال التحقيقات معهم.
بداية القصة
بدأت الخيوط تتجمع بمقطع فيديو مصور التقطته إحدى الفتيات التركية بهاتفها المحمول، حيث صورت عبد القدير ماشاريبوف، أثناء تواجده أمام أحد المباني، وعلقت على الفيديو قائلة: “أنا متأكدة من أنه هو”.
وقالت الشرطة التركية إنها تعاملت مع الفيديو بحرص شديد، ولكنها لم تعتمد عليه بشكل أساسي في التحقيق، الذي قلص خيارات البحث إلى 5 عناوين للإقامة تم مراقبتها بشكل مكثف لمدة ثلاثة أيام، حتى تم اعتقال ماشاريبوف “منفذ الهجوم”، ورجل آخر عراقي الأصل يملك الشقة المفروشة والفتيات الثلاث ومن ينهم الشابة المصرية.
من هي الفتاة المصرية
لم تتطرق أي من وسائل الإعلام التركية أو حتى المصرية إلى أي تفاصيل عن الفتيات الثلاث اللاتي تم القبض عليهن برفقة منفذ هجوم “المطعم”، أو حتى العراقي مالك العقار الذي عُثر بداخله على عبد القدير ماشاريبوف، ولكن مثلت متعلقاتها فتات الخبز الذي كشف عن هويتها.
ونشرت وسائل إعلام محلية تركية صور من داخل الشقة المقتحمة، وعثر بداخلها على أوراق عشوائية مكتوب عليها كلمات باللغة العربية مترجمة إلى التركية تعود إلى الشابة المصرية دينا علاء، والبالغة من العمر 26 عامًا.
رسائل عاطفية
كان من بين الأوراق المبعثرة داخل الشقة رسالة عاطفية مكتوبة كلمات بلغة إنجليزية جاء فيها: “حبيبي.. افعل ما تريد لن اهتم بالأمر بعد ذلك، فأنا لم أعد قادرة على مساعدة أي أحد لأني بالطبع غير قادرة على مساعدة نفسي، ولكن إذا كنت تريد ذلك، فحسنا.. سأذهب إلى مكان آخر بعيدةً عنها”.
ولم تكن تلك هي الرسالة العاطفية الوحيدة التي تم العثور عليها في الشقة، ولكن كانت هناك رسالة أخرى ولكنها مكتوبة باللغة العربية جاء فيها: “كم انت مجنون” و”أنا أحبك”، مما أكد ملكية تلك الأوراق للشابة دينا علاء، المصرية والتي تم اعتقالها داخل الشقة.
وبالعودة إلى تلك الرسائل يبدو أن الفتاة كانت تعاني من أزمة بسبب مشكلة عاطفية، مع حبيبها الذي يبدو أنه تركها من اجل فتاة أخرى، وهذا يظهر جليًا في الرسالة الأولى.
رحلة قصيرة
بالعودة إلى الوثائق والأوراق الخاصة بالفتاة المصرية، دينا علاء، تم العثور أيضا على ورقة مكتوب عليها بعض الكلمات العربية مترجمة إلى التركية، وحروف الهجاء باللغة التركية، فيما يبدو أن صاحبتها لا تتحدث التركية، أو أنها حديثة العهد في تركيا لدرجة أنها لم تتعلم اللغة التركية حتى لحظة اعتقالها.
وما يؤكد نظرية أنها غادرت إلى تركيا في وقت قريب، تلك الورقة التي عُثر عليها بين متعلقاتها الشخصية، وهي فاتورة صادرة من أحد النوادي الصحية “الجيم” يُعتقد انها في مصر، بتاريخ الحادي والثلاثون من يوليو الماضي وصالحة حتى 31 أغسطس الماضي، وذلك يدل على أنها كانت في مصر من وقت قريب، ولكن الشرطة التركية لم تذكر أي تفاصيل عن دينا علاء، الفتاتين الأخرتين اللاتي تم إلقاء القبض عليهن، حتى كتابة تلك السطور.
اعترافات
وفي سياق متصل، أعلن محافظ إسطنبول، واصب شاهين أن منفذ الهجوم الإرهابي في المدينة ليلة رأس السنة، عبدالقدير ماشاريبوف هو مواطن أوزبيكي تلقى تدريبا في أفغانستان.
وقال شاهين، إن منفذ الهجوم في مطعم رينا عبد القادر مشاريبوف اعترف بارتكابه الجريمة البشعة، وأنه دخل تركيا بشكل غير شرعي من الحدود الشرقية، مشيرا إلى وجود شخص ساعد منفذ الهجوم. ووعد بكشف نتيجة التحقيقات لاحقا.
وعلى حد قوله، فإن بصمات مشاريبوف تدل على أنه منفذ العملية بالفعل، مشيرا إلى أن الإرهابي البالغ 33 عاما يتحدث بأربع لغات.