قصة فيلم" أخضر يابس" الذي يمثل مصر في مهرجان أسوان الدولي

مشهد من فيلم اخضر يابس.
مشهد من فيلم اخضر يابس.

عينت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، فيلم "أخضر يابس" للمخرج الشاب محمد حماد ليمثل مصر في مسابقة الأفلام الطويلة الذي يعقد دورته الأولى في الفترة المقبلة من 20 إلى 26 فبراير.

يحكي فيلم "أخضر يابس" قصة إيمان، فتاة مصرية ملتزمة دينيا ولم تتزوج برغم سنها المتقدم، وتعيش مع شقيقتها نهى، تطلب إيمان من أعمامها الثلاثة الحضور لمقابلة عريس تقدم لشقيقتها، ولكن كلا منهم يقدم عذرا حتى لا يأتي، تعيش إيمان حالة من القلق بسبب انقطاع دورتها الشهرية، وحالة من الانعزال بسبب تراكم المسؤوليات عليها، وحالة من الحزن لشعورها بالوحدة في هذه الحياة.

الفيلم تغلب عليه روح الصمت، فهنالك هدوء المكان، داخل منزل إيمان ونهى، وهنالك السكون الداخلي الذي تعيشه إيمان بسبب تضارب الأفكار والظروف التي تعيشها. كما أن الألوان التي خيمت على الفيلم كانت ألوانا رتيبة باهتة لا حياة فيها.

وبرع الفيلم في تقديم شخصية الفتاة المكسورة، إيمان، والتي ترى في نفسها قادرة على تحمل جميع مسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه شقيقتها (ماديا على الأقل)، ولكن تقاليد المجتمع البائسة تمنعها من أن تكون مستقلة وقادرة على تحمل العبء العائلي، وهو ما تمثل في ضرورة وجود "ذكر" من العائلة ليقابل العريس القادم.

الفيلم قدم فكرة مهمة أيضا، فمن يقف ضد استقلالية المرأة وقدرتها على تحمل مسؤولياتها، قد لا يكون الرجل فحسب، بل قد تكون بنت جنسها: امرأة أخرى. وهو ما تمثل في دور نهى، شقيقتها، الكسولة، التي لا تبالي بمشاعر شقيقتها، وتعبها، وكل جهودها التي تبذلها لأجلها. كما بدا ذلك واضحا من خلال شخصية زوجة العم، التي تحرض زوجها على عدم مساعدة الفتاتين، وعدم تحمل مسؤوليتهما.

في الوقت ذاته، حرص الفيلم على ألا يقدم شخصية الرجل بمظهرها المتطرف، أي المتجبر، المتسلط طول مدة الفيلم، فهناك شخصية العم الثالث، الذي برغم مرضه وتعبه يوافق على الحضور عند زيارة أهل العريس لمنزل إيمان ونهى، إضافة إلى شخصية الرجل الذي تعمل لديه إيمان، والذي حرص على أن تأخذ مما لذ وطاب من المأكولات لتقديم الضيافة لزوارها، ولعبه دور الأب الحنون لها في ظروفها.

ويعد الفيلم هو التجربة الأولى لمؤلفه ومخرجه محمد حماد في السينما الروائية الطويلة، وتم عرضه لأول مرة في الدورة الـ69 لمهرجان لوكارنو السينمائي حيث شارك في قسم صناع سينما الحاضر، في أول مشاركة مصرية بهذا القسم، وكذلك أول تواجد مصري في المهرجان بعد غياب 17 عاما، كما عرض في مهرجان نامور الدولي للسينما الفرانكفونية، ومهرجان سنغافورة السينمائي، ومهرجان ستكهولم السينمائي، ومهرجان البحر المتوسط السينمائي ببروكسل، وكان آخر محطاته في مهرجان دبي السينمائي حيث حصل على جائزة أفضل إخراج بمسابقة المهر الطويل.

وقال الكاتب الصحفي حسن أبوالعلا، مدير مهرجان أسوان لأفلام المرأة، إن اختيار فيلم "أخضر يابس" جاء بإجماع آراء فريق عمل المهرجان، لكونه يقدم صورة مشرفة للسينما المصرية في الدورة الأولى للمهرجان، معربا عن شكره للمخرج محمد حماد والمنتجة خلود سعد والمنتج محمد حفظي لتعاونهم مع إدارة المهرجان وحرصهم على خروجه في أفضل صورة ممكنة تليق بتاريخ السينما المصرية وعراقة مدينة أسوان.

وأضاف أبوالعلا: "كنا نبحث عن فيلم مصري يتناسب مع طبيعة المهرجان المتخصص في أفلام المرأة، وفي نفس الوقت يليق بتاريخ السينما المصرية، ووجدنا أن "أخضر يابس" يتوافر فيه كافة المواصفات التي نبحث عنها، ومشاركته في هذا الكم الهائل من المهرجانات الدولية وحصوله على جائزة أفضل مخرج من مهرجان دبي يؤكد أننا على صواب.

وأشار إلى أن إدارة المهرجان حرصت على الإعلان عن مشاركة فيلم "أخضر يابس" قبل الإعلان عن بقية الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم الطويل، كنوع من الإحتفاء بالفيلم المصري الذي سيعقب عرضه في المهرجان ندوة مع مخرجه وصناعه، موضحا أن هناك تفكير من جانب المهرجان لعرضه في مسرح فوزي فوزي المكشوف الذي يسع نحو ألف مشاهد، بخلاف عرضه للجنة التحكيم وجمهور أسوان ضمن عروض المسابقة الرسمية.

يذكر أن مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يقام برعاية وزارتي الثقافة والسياحة، والمجلس القومي للمرأة، ويعرض في الافتتاح فيلم "ليلى بنت الصحراء" بطولة وإنتاج وإخراج وموسيقى تصويرية بهيجة حافظ وإنتاج سنة 1937، وذلك بمناسبة مرور 80 سنة على عرضه، خاصة أنه أول فيلم مصري يشارك في مهرجان فينسيا، كما يعرض في حفل الختام الفيلم الفرنسي الإيطالي المشترك "داليدا" الذي يتناول حياة المطربة المصرية الأصل داليدا، وهو من تأليف وإخراج الفرنسية ليزا أزويلوس، وبطولة سفيفا ألفيتي التي تقدم شخصية داليدا، ويشاركها البطولة فينيسينت بيريز، وريكاردو سكامارشوا، ونيل شنايدر، وتبلغ ميزانية الإنتاج نحو 15 مليون دولار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً