أسرار القبر الأرضي في باريس

القبر الأرضي في باريس

حينما تشاهد العاصمة الفرنسية باريس من أعلى، ستجد ملاحظة غريبة تقفز أمام عينيك وهي غياب المباني العالية الشاهقة على غرار كل عواصم أوروبا بل العالم كله، فعاصمة النور كما يطلقون عليها لا تملك أي ناطحات سحاب أو مبان عالية ولا يوجد لديها إلا برج ايفل كأعلى مبنى في المدينة كلها.

فهل تتبع باريس هذه السياسة بغرض إظهار أكبر لبرج إيفل كاحدى عجائب العالم، وهل تسعى للتميز في عدم وجود مباني مبهرة في ظل وجود المبنى الأشهر في العالم برج إيفل، الحقيقة هنا ليست صعبة ولكنها تحتاج للاطلاع على تاريخ المدينة الذي سيوجهنا إلى استحالة أن تمتلك باريس أي مباني عالية وإلا ابتلعتها الارض.

المشكلة ظهرت في القرن الثالث عشر حيث بدأ التنقيب عن المعادن وبعض الأحجار الكريمة بأنفاق تحت المدينة التي لم تكن بحجمها الحالي بالطبع، ومع الوقت ازدادت الأنفاق بشكل كبير ولم يكن هناك من يهتم بتسجيلها أو رسم خرائط لها، وحين وصلت إلى القرن 18 كانت الأرض قد بدأت بابتلاع أحياء كاملة من العاصمة الفرنسية وهو ما دفع الملك لويس الرابع عشر للتحقيق بالموضوع.

عاد المحققون في الأمر بالسبب الذي تمثل في الأنفاق المتشعبة الموجودة تحت المدين، وهي شبكة تشبه أوكار النمل ومن وقتها اصبح القرار اضطراريا بأن تظل مباني باريس منخفضة، وتعد أي هزة ارضية أو انفجار كبير تهديد حقيقي لابتلاع الارض لملايين الاحياء ولأصبحت باريس عاصمة النور قبر ارضي لسكانها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً