الجميع هاجم كوبر، والجميع كيل الشتائم للنني، من يعلم في الكورة ومن لا يعلم انتقد اداء المنتخب، وكان يجب ان اكون ذكياً وأساير الموجة ولا أسبح عكس التيار، لكن في الحقيقة الغالبية توحدوا علي قلب رجل واحد لهدم المنتخب، واجهاض الحلم الأفريقي الذي ولد من رحم المعاناة في الجابون بفوز قاتل على اوغندا، وبدلا من الأحتفال بالفرحة، تفرغ الجميع لتنصيب نفسة محللاً وواعظاً، وبدأت سياسة القطيع في الهجوم.
شخصياً تعجبني فلسفة كوبر، وأشفق على النني مع كل ما يتعرض له من هجوم واعلم ان محمد صلاح يخاف على حلم المنتخب اكثر مما يخاف على قدمة، عكس ما صرح به مجدي عبدالغني عضو اتحاد الكرة، فمن الصعب ان تشكك في اخلاص لاعب لوطن تربي على ترابه وصنع فيه نجوميته، لكن لأننا في بلد تحكمها السبوبة والمصلحة ويتصدر فيها المشهد على الشاشات فلاسفة التحليل بغاة المصلحة فقط، لم ينتقد أحدا تصريحات البلدوز التى تهدم ثقة لاعب بقيمة محمد صلاح في نفسة.
دعنا نتكلم بالمنطق، من يهاجم المنتخب لدية مبررات ومن يدافع لدية مثلها، ولهذ فأن موقفي من الدفاع عن كوبر والنني باعتبارهم اكثر من تلقيا النقد، يبني علي دوافع اطرحها فيما يلي:.
اولا كوبر :
يبني البعض موقفه من كوبر بأنه مدرب صنع منتخب بلا شخصية، والبعض الأخر يري انه مدرب "جبان" هجومياً، فيما ارجع البعض الأخر نجاحات وانتصارات المدرب الأرجنتيني الى الحظ ودعوات المصريين وهنا نفند الرد على هولاء كل على حدة .
** الرد علي من يري كوبر مدرب صنع منتخب بلا شخصية ، هل كان لدينا منتخب قبل كوبرمن الأساس؟ المنتخب منذ 2010 يعاني بداية من حسن شحاتة مروراً ببرادلي وانتهاء بشوقي غريب، ما الشيء الذي اضافة هؤلاء الثلاثة مع منتخب خسر معظم نجومه بالاعتزال ولم يضفه كوبر؟ هل من صنع الجيل الذهبي للمنتخب من 2066 وحتي 2010 شخصية المدرب؟ الأجابة يا عزيزي ان كوبر مجني عليه، هو مدرب يصنع انجازات في اجواء صعبة ومناخ سىء وهجوم علي الفاضي والمليان، ثم ان المنتخب الذي يفتقد الشخصية هذا، خاص 21 مباراة مع كوبر، انتصر في 15 مباراة، وتعادل في 4 وخسر مبارتين فقط، فأهلا بالمنتخب فاقد الشخصية مع هذة النتائج التى تمثل نسبة نجاح 89 % .
** بالنسبة للفصيل الذي يصف كوبر بالمدرب الجبان هجومياً .. هل اختلط عليكم الفهم بين التحفظ والخوف؟ ماذا فعل منتخب اليونان عندما فاز بأمم افريقيا 2004 غير الدفاع وتنفيذ ركنية بنفس الطريقة فاز فيها بجميع مبارياته؟ هل تجرأ أحدا على اعتبار "اتوريهاجل" وقتها بالمدرب الجبان؟ دعك من هذا ..هل قدمت اسبانيا في نهائي مونديال 2010 ما تستحق عليه التتويج باللقب امام هولندا في النهائي؟ لماذا لم يخرج الشعب الأسباني ليبدد فرحتهم بانتقادات حادة للمنتخب والمدرب؟ حتي امم افريقيا الثلاثة التى توجنا بها مع حسن شحاتة كنا الأسواء في النهائيات امام كوت ديفوار في 2006 كان البطل في المباراة عصام الحضري، ومع الكاميرون في 2008 فاز المنتخب بافضلية الحلول الفردية "زيدان وتريكة"، حتي مع غانا في 2010 كنا الأسوأ في اللقاء حتي جاء هدف جدو، فلماذا القسوة على كوبر؟
** الطرف الذي يري كوبر مدربا محظوظاً يكسب بدعوات المصريين .. اتفق معهم في الجزء الثاني فكلنا نحتاج الدعوات ، دعي المصريين مع كل المدربين فلماذا نحرم كوبر هذا الفضل وهذة البركة؟ واختلف معهم في الجزء الأول من الرأي .. لم يكن كوبر مدرباً مدرباً محظوظاً طوال تاريخة، اوروبا تضع تحت اسمة وصفا " مدرب خذلته كرة القدم" وصفته الصحف العالمية بأنه مدرب لا يتصالح ابداً من الحظ، عندما خسر لقبين متتالييين مع فالنسيا في نهائي دوري الأبطال مطلع الألفية الجديدة.. فكيف اصبح كوبر المدرب المنحوس مع كل الفرق بقدرة قادر مدرب محظوظ مع الفراعنة؟
ثانياً النني :
اسئلة سريعة يمكن من اجاباتها ان تراجع نفسك في انتقادك للنني مع المنتخب في هذة البطولة، لكن مراجعة نفسك مرتبطة بالاجابة على الأسئلة وليس التهرب منها:
** هل تعاقد الأرسنال مع النني مجاملة؟ ان لم يكن لاعب فنياً وبدنياً يليق بنادي مثل الجانرز فلماذا يتعاقد معه النادي الأنجليزي؟
** هل لديك جهاز تحليل الأداء ؟ اذا كانت المواقع المتخصصة في التحليل اعتبرته رجل المباراة امام مالي ولديها كل الادوات لتفنيد ذلك بالأرقام، فلماذ تنصب نفسك خبيرا وانت لا تملك سوي العين المجردة؟
** هل تطلب من النني ان يقدم على ارضية ملعب بورت جينتي السيئة ما يقدمة مع الأرسنال على اعظم ملاعب العالم .. هل تستوي ملاعب الجابون بملاعب انجلترا ؟
** هل تعتقد ان طريقة المدير الفني كوبر باللعب على الكرات الطويلة تسمح للاعبي الوسط باظهار موهبتهم في البناء من الخلف والتسلسل بالكرة للامام؟
** أخيراً ماذا قدم اعظم لاعبي افريقيا في هذة البطولة في ظل رطوبة وملاعب سيئة حتي تعتبر النني سيئاً لهذة الدرجة ؟
اعتقد ان الإجابات الصادقة ستنصف النني، او على الأقل ستخفف سهام النقد على اللاعب، حتي يجد مع زملائة الدعم والحافز لتقديم مستويات افضل ويلبي طموحات الجماهير التى تأمل ان يعود منتخبها لمنصات التتويج الأفريقية.