لا يمكن الجزم بصحة معلومة أو واقعة تاريخية أو نعلمية، طالما أن التطور سمة العصر الحديث، والتقدم يجعل كثير من المعلومات والحقائق التي اعتبرناها يقينا، في مرحلة معينة، تصبح مغلوطة بمرور الوقت، ومن بين هذه الحقائق عدة معلومات تم اعتبارها يقينا، وتدرّس ويتم ذكرها في المصادر المختلفة في حين أن الكتب السماوية تثبت خطأها.
الإنسان ينحدر من سلالة القردةنظرية اعتبرها الباحثون حقيقة لسنوات عديدة، وتم إجراء العديد من الأبحاث والتجارب المعملية والعلمية على أساسها، في حين أنها معلومة خاطئة، وترى تلك النظرية أن الإنسان في بداية نشأته كان محدود التفكير، لا يتعدى تفكيره تفكير طفل صغير بلغ الخامسة من عمره، ولم يكن يميز بين الجماد والكائنات الحية، ومن بين الحيوانات التي تأثر بها بسبب حركتها الحماسية هي القردة، فأصبح يقلدها في تسلق الأشجار والحصول على الطعام حتى طوّر من نفسه.
الدين والزراعة وترويض الحيوانات من اختراع البشرقال أدولف أرمان، في كتابه الذي يحمل اسم ديانة مصر القديمة، أن الإنسان تعلم التدين ولغة التخاطب والزواج وإنشاء أسرة من الحيوانات، ولم يحاول المترجمون أو الباحثون الرد أو التصحيح في ضوء التصور الإسلامي، بل ظل الكتاب مرجعا يستعين به الطلاب لفترة، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ويترتب على هذه المعتقدات المغلوطة قيام مقررات دراسية تتبنى هذه التصورات في علم الاجتماع وعلم النفس والدراسات النفسية وعلم الاقتصاد، وعليها تقوم العلاقات الدولية.
التاريخ الإسلامي يبدأ بهجرة محمدمن الأخطاء الشائعة في مصادر ومراجع التاريخ المعتمدة في كثير من دور العلم اعتبار التاريخ الإسلامي يبدأ من هجرة محمد نبي الإسلام، وما قبله عبارة عن تاريخ وثني لا أثر فيه للإسلام، مما يعني هنا تجاهل الكون المسلم وتجاهل الرسالات السماوية التي حملها رسل الله عبر التاريخ، وبعض المستشرقين يقرون ما يسمى بعرب البائدة، ومنهم عاد وثمود وأن هذا الجزء التاريخي الهام ليس من التاريخ الحقيقي، إنما هو جزء من الميثولوجيا العربية أي التاريخ الأسطوري الذي يسبق عادة التاريخ الحقيقي لكل أمة، وهذا غير صحيح؛ لأن نبيي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كانا مسلمين وحمل الأول رسالة الإسلام إلى أهل العراق وأرض الشام وأرض مصر وأرض الحجاز كما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك.
والحقيقة أن التاريخ الإسلامي يرتبط بخلق الكون والمخلوقات وكل ما فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا قائلا: إني أعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث وإني لأعرفه الآن، فالكون مسلم وكله مسجد كبير تتجاوب جنباته بالتسبيح والتعظيم والتمجيد للأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
اليهود ورثة أرض فلسطين عن جدهم إبراهيممن الحقائق المغلوطة في التاريخ أيضا، أن اليهود ورثة فلسطين عن أبيهم وجدهم إبراهيم عليه السلام، ومن الأخطاء الشائعة في مصادر ومراجع التاريخ القديم والآثار المعتمدة في أقسام الآثار والتاريخ أيضا إسقاط سيرة إبراهيم عليه السلام من تاريخ العراق القديم، وبعض المصادر التي تعالج سيرته تزعم أنه كان يدين باليهودية، وأن اليهود هم شعب الله المختار، وأن الله قد وعدهم أرض فلسطين بحدود من النيل إلى الفرات بعد إخراج الكنعانيين أي العرب منها.
واستنادا إلى هذه الحقيقة المغلوطة اغتصب اليهود أرض فلسطين وبيت المقدس، على اعتبار أنهم ورثة هذا النبي الكريم إبراهيم عليه السلام، واستطاعوا بتزويرهم للحقائق التاريخية أن ينتزعوا اعتراف المجتمع الدولي، ولكن كشفت لنا المصادر الإسلامية هذا التزييف حيث يؤكد القرأن الكريم أن إبراهيم بريء من هذه الادعاءات وذكره المولى جل شأنه في كتابه الكريم في سورة البقرة قائلا: قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، غذن تم نفي اليهودية هنا وثبت الاسلام، حيث جاء في القران بسورة ال عمران: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين.