القوات المصرية تمدد وجودها في باب المندب.. دلالات استمرار "التعاون الإستراتيجي" مع السعودية

القوات المصرية فى باب المندب

المشاركة المصرية في العمليات العسكرية التي تقودها المللكة العربية السعودية في اليمن ومضيق باب المندب، كانت أحد أسباب توتر العلاقات المصرية السعودية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تفاقم الخلافات بين البلدين، فيما يتعلق بالمواقف المتباينة بين البلدين فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا.

وعلى الرغم من استمرار توتر العلاقات بين مصر والسعودية، إلا أن تلك الخلافات لم تؤثر على القوات الموجودة في مضيق باب المندب والخليج العربي، حيث قرر مجلس الدفاع الوطني، خلال اجتماعه أمس الأحد، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك إعمالاً للمادة 152 من الدستور، التى تشترط أخذ رأى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وموافقة كل من مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطنى، على إرسال قوات فى مهمة قتالية خارج حدود الدولة.

اللواء محمود زاهر الخبير العسكري، قال إنه لا يجوز الربط بين توتر العلاقات بين مصر والسعودية، بالتواجد العسكري في باب المندب، جيث هناك روابط أساسية مبنية على اسس أمن قومي متفق عليها ثابتة، لا يستطيع الطرفين الاستغناء عنها أو التفريط فيها، مشيرًا إلى أن منطقية الحدث في إعلانه، ولكن ليس منطقيًا ربط الأمر بالأزمة السياسية، فدورة اجتماع المجلس ثابتة وجائت في إطار اجتماعاته.

وأضاف "زاهر" أن تواجد القوات المصرية في المناطق التي تتعلقث بالأمن القومي المصري، لا يخضع للحسابات السياسية أو الاستنتاجات، فالأمور الاستراتيجية تسير بشكل متوازي ومنفصل ولا تتعارض مع التوازانات والمصالح السياسية، مؤكدًا أن القوات المصرية تتواجد فيما يحمي الحدود والمصالح الأمنية المصرية والعربية، وهو ما تجلى في موقف مصر فيما يتعلق باليمن، بعدم المشاركة في الداخل اليمني، مع الاستعداد المساهمة في الدفاع عن الحدود السعودية فيما يهدد أمنها القومي.

الخبير العسكري اللواء تامر الشهاوي، قال إن مجلس الدفاع الوطني من حقه إرسال قوات للخارج، مع موافقة 2/3 البرلمان، والقوات المصرية التي تعمل خارج مصر تعمل في حفظ السلام، أو لمواجهة أزمات معينة، مضيفًا أن وجود القوات المصرية في باب المندب، المنفذ الوحيد لمصر على البحر الأحمر، فهي عملية أمن قومي، خاصة مع التهديدات الحاصلة في اليمن.

وأضاف الشهاوي، في تصريحات خاصة، أن القوات المسلحة في أي دولة، هدف وجودها حماية الأمن القومي لها، فالجيش المصري لا ينفذ أي عمليات خارج الحدود لصالح أي طرف آخر، إنما عندما يكون هناك تهديد للأمن العربي، مضيفًا أن الأمن القومي له محددات مرتبطة بدوائر الأمن القومي، المقسمة لـ 3 أجزاء "مباشر ، متوسط إقليمي، بعيد استراتيجي" ، الأمن القومي المباشر لمصر هم ليبيا السودان واسرائيل، ومعه باب المندب.

وأكد أنه فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر والسعودية، فإن الجانبين السياسي والاستراتيجي مرتبطين، كذلك الصراع الشيعي السني بين السعوددية وإيران، يمثل تهديد أمن قومي مشترك لمصر والسعودية من "باب المندب" وبالتالي هناك توافق كبير بين مصر والسعودية فيما يتعلق بهذا الملف. 

يذكر أن التواجد المصري في باب المندب، يأتي في إطار أهمية حماية المصالح المصرية، والمتمثلة في عملية تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، والذي يبدأ من «باب المندب» بالبحر الأحمر، حيث توجد عدد من القطع البحرية المصرية في المضيق من ضمن، من أجل تأمين السفن المارة  بالبحر الأحمر، كما أنها تقوم بممارسة حق التفتيش والزيارة للسفن المشبوهة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً