"التطور الطبيعي للنشطاء" .. تسريبات واتهامات بالعمالة وسقوط شعبي من "ميزان الثورة"

يوم واحد يفصلنا عن ذكرى مهمة – بعيدًا عن الموقف

الشخصي منها - ستة أعوام مرت على حدث وصف بانه الأعظم في تاريخ مصر الحديث، وهو

ذكرى أحداث ثورة 25 يناير.

منذ بداية العام الحالي 2017، بدأت حالة من الترقب سواء الأمنية أو

السياسية، فيما غابت الحركة الشعبية عن المشهد، فبين عدد من التوقعات حول إمكانية

تكرار الغضب، وغياب العمل الحزبي، واختفاء الدعوات للتظاهر، أو إحياء الذكرى

والاحتفال، ساد الصمت حول ذكرى يناير خاصة في الشارع المصري.

صوت واحد، خرج من وسط الهدوء المخيم على المشهد، صاحبه هو "أحمد

موسى" الإعلامي في قناة صدى البلد، جعل أصواتًا أخرى تتابع خلفه، بعدما أذاع

"موسى" في برنامجه" عدد من التسريبات لعدد من "نشطاء

يناير" والذين لم يكونوا ظاهرين في المشهد، فمنهم من هو في السجن، والباقية

التي توجد خارجه يدونون على استحياء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم لم

يتطرقوا بشكل مباشر لاحتفالات يناير.

أبرز الأسماء التي جاءت في التسريبات، الناشطة إسراء عبد الفتاح، والتي

تلقت التسريبات ببعض من السخرية، وفي أكثر من 10 تدوينات بين الجد والسخرية، ردت

الناشطة على تسريباتها المذاعة في برنامج احمد موسى، آخرها بأنها قررت مقاضاة

"موسى" وقناة صدى البلد، بل ودعت كل من تم إذاعة تسريبات له بالتضامن

معها، لتقديم بلاغ شامل للنائب العام، فيما تم توجيهه لهم من خلال التسريبات.

" وحول علاقة "عبد الفتاح" بأمريكا

وتلقي تمويلات، فنقل عن براين دولي رئيس منظمة "هيومن رايتس" الأمريكية،

تصريحات اعترف خلالها باللقاءات التي جمعت إسراء عبد الفتاح الناشطة السياسية

وعددًا من السياسيين الأمريكيين.

"تسريب أحمد موسى عن اسراء.. فيديو"

"عودة النشطاء سببها التسريبات":

تسجيلات الإعلامي أحمد موسى، لم تكن الأولى للنشطاء، فقد سبقها تسريبات في

2014، نشرها الإعلامي عبد الرحيم علي، تضمنت تسجيلات لمكالمات هاتفية لعدد من رموز

ونشطاء ثورة يناير وحركة 6 أبريل أبرزهم أسماء محفوظ وأحمد ماهر ومحمد عادل وعبد

الرحمن يوسف ومصطفى النجار وغيرهم، حيث اهمهم بالتحريض على اقتحام المقر الرئيسي

لجهاز أمن الدولة بمدينة نصر شرقي القاهرة في مارس من عام 2011، كما اتهمهم

بالاتصال بجهات أجنبية وتلقيهم تمويلا خارجيا، و"الخيانة والعمالة"،

وغيرها من الاتهامات.

إلا أن التسريبات الجديدة لـ "أحمد موسى" أعادت إحياء كلمة

"نشطاء" في آذان المصريين، وهو ما عبر عنه عدد من رواد مواقع التواصل

الاجتماعي، بأنه لم يعد يوجد نيوم واحد يفصلنا عن ذكرى مهمة – بعيدًا عن الموقف

الشخصي منها - ستة أعوام مرت على حدث وصف بانه الأعظم في تاريخ مصر الحديث، وهو

ذكرى أحداث ثورة 25 يناير.

منذ بداية العام الحالي 2017، بدأت حالة من الترقب سواء الأمنية أو

السياسية، فيما غابت الحركة الشعبية عن المشهد، فبين عدد من التوقعات حول إمكانية

تكرار الغضب، وغياب العمل الحزبي، واختفاء الدعوات للتظاهر، أو إحياء الذكرى

والاحتفال، ساد الصمت حول ذكرى يناير خاصة في الشارع المصري.

"أين هم الرموز؟" :

خلف القضبان يقطن البعض تنفيذا لأحكام قضائية نافذة ونهائية، والبعض الآخر

انشغل بحياته او اعتزل السياسة، وقاطع الرأي العام، هكذا يمكن تلخيص حال نشطاء

يناير وحركة 6 إبريل بعد 6 أعوام من الثورة في 2011.

"أسماء محفوظ"

أحد أهم وأبرز الوجوه، التي ظهرت خلال يناير 2011، وتم اتهامها بالتورط في

تلقي تمويلات أجنبية وتنفيذ أجندات خارجية، وخلال تسريبات 2014، أشارت التسجيلات

إلى أن أسماء محفوظ سعت للحصول على ملفها لدى أمن الدولة.

وكان أول ظهور لها من خلال فيديو تعلن فيه نزولها يوم الثورة وتطالب الشباب

بالنزول إلى الشوارع لحمايتها وحماية باقي الفتيات، إلا أن ابتعادها عن العمل

الثوري بلا سابق إنذار كان الأبرز، وتزوجت محفوظ بطبيب الأطفال الدكتور محمد رضا

في 2012 نقطة تحول في حياتها، حيث سافرت إلى دولة الكويت مع زوجها ووضعت طفلتها،

ثم رحلتها السلطات الكويتية في سبتمبر 2013 من هناك بدون إبداء أسباب، ومنذ ذلك

الوقت لم تظهر "محفوظ" كثيرًا.

في أحد التصريحات التي هاجمت فيها "محفوظ" المجلس العسكري،

وأدخلت معه الإخوان حين قالت:"يا نتحد الان للتخلص من المجلس العسكري.. يا

منلومش إلا أنفسنا ونصبح جميعاً خائنين للثورة"، واصفة فوز محمد مرسي محمد

مرسي رئيساً لمصر يعزز "سطوة" المجلس العسكري على الحكم.

واتهمت "محفوظ" عددًا من القوى السياسية المصرية مُتهمة إياهم بـ

"خيانة الثورة": "اثبتت الفترة اللي فاتت خيانة أغلبية القوى

السياسية للثورة، ولا أثق فيهم لكن لا مجال آخر غير محاولات الاتحاد حول اسقاط حكم

العسكر".

"أحمد ماهر" :

المؤسس الرئيسي لحركة 6 أبريل الاحتجاجية في أبريل 2008، اعتقل أحمد أثناء

نظام مبارك عام 2006 و2008 و2010، بتهم تتعلق بتكدير الصفو العام وإهانة المناصب

والتحريض على العنف، كما أنه دخل السجن بعد حكم الرئيس السابق محمد مرسي في سجن

العقرب على خلفية تظاهره أمام منزل وزير الداخلية المُقال محمَّد إبراهيم.

"ماهر" شارك في احتجاجات 30 يونيو 2013 التي أطاحت بمحمد مرسي، لكن

الحركة عارضت بعد ذلك ترشح الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، للانتخابات

الرئاسية، وقاطعت الحركة انتخابات الرئاسة في مارس عام 2014، وألقي القبض على ماهر

في نوفمبر 2013، أثناء وقفة احتجاجية على قانون يحظر التظاهر، وحكم عليه هو واثنين

من النشطاء بالسجن ثلاث سنوات.

وفي 28 أبريل عام 2014، قضت محكمة مصرية بحظر أنشطة الحركة ومصادرة مقارها،

أثار ماهر جدلا واسعا برسالة من محبسه، اعترف فيها بأنه كان على علم بالأحداث التي

سبقت احتجاجات 30 يونيو وما بعدها، وهي الرسالة، التي نُشرت في أحد المواقع

الإخبارية بعنوان "للأسف كنت أعلم"، موجة هجوم شديدة على ماهر، واتهمه

البعض بـ"خيانة الثورة".

وظهر "ماهر" مرة أخرى خلال التسريبات التي عرضها أحمد موسى،

مكالمة مسربة لـ أحمد ماهر القيادي بحركة 6 أبريل، مع عضوين بالحركة، يؤكد سرقتهما

ملفاتهما من مقرات أمن الدولة، وتضمنت أيضًا تلميحات بتسريبات جنسية.

"علاء عبد الفتاح"

الاسم الأبرز لثورة يناير، اعتقل "علاء" في أكتوبر 2011 بتُهمة

التَّحريض والاشتراك على التعدِّي على عناصر ومعدَّات الجيش، وخلال التحقيقات معه

رفضَ الرَّدّ على الأسئلة التي وجهتها له النيابة العسكرية من منطلق رفضُه

للمحاكمات العسكرية فتمّ تحويله إلى نيابة أمن الدولة العليا.

علاء شارك في مظاهرات 30 يونيو، و مؤيدًا لفضّ اعتصام النهضة باعتباره

اعتصامًا مُسلَّحًا، لكنَّهُ عارض قانون تنظيم التظاهر، وشارك في وقفة أمام مجلس

الشورى لرفض المحاكمات العسكرية فتمَّ القبض عليه وحُكم عليه بـ 15 عامًا في جلسة

لم يحضرها، ثمَّ تمَّ إخلاء سبيله مؤقتًا في سبتمبر 2014، وبعد تخفيف الحُكم،

يواجه حكمًا بالسَّجن خمس سنوات.

وفي أحد تصريحاته المناهضة للنظام، وقوات الجيش المتواجدة في شبه جزيرة

سيناء، وكتب عبد الفتاح عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: « هنسمع خبر استدعاء

فالكون لتأمين سيناء امتى؟، وبعد الهجوم عليه قال «عبد الفتاح» في تغريدة أخري عبر

موقع «فيس بوك» لمنتقديه:« فيه هوس مبالغ فيه النهاردة.. يمكن سناء هتخرج وانا

هشرف تاني». في إشارة لتوقع دخوله السجن مرة أخرى.شطاء الآن، فبعيدًا عن

الذين تم حبسهم، فالناس أصبحت مشغولة في الوضع الاقتصادي المنهار، والوضع المعيشي

الصعب، ولم يخرج أي منهم بتصريح "الناس أصلا نسيت مين دول"، إلا أن

بعضًا آخر، رأى أن النشطاء امتنعوا عن ممارسة أي دور جديد فيما يتعلق بالدعوة

للتظاهر، لأنهم فقدوا بعضًا إن لم يكن جميع حماسهم "محدش ناوي يتظاهر.. اللي

بيتظاهر بيتحبس".

"أحمد دومة" :المعارض على طول الخط، أحد أبرز الوجوه التي أفرزتها ثورة 25 يناير، ولكنه ظل معارضًا مع كل نظام بعد الثورة تم توجيه الاتهامات له في قضية "أحداث مجلس الوزراء" بتهمة حرق المجمع العلمي، بعد استئنافه على الحكم الصادر بمعاقبته بالمؤبد وتغريمه 17 مليون جنيه، وكذلك يقضي عقوبة بالسجن 3 سنوات في "أحداث مجلس الشورى". 

نورهان حفظي، زوجة دومة، لقلت في تصريحات سابقة لـ BBC إن دومة "محبط بعدما قضى عامين في السجن" وإنه يعتقد أن ثورة 2011 "تواجه انتكاسة خطيرة".

وأضافت أن دومة لا يزال يؤمن بـ"حلم التغيير"، لكنها قالت إنه "لم يتحقق أي من أهداف الثورة باستثناء أن المصريين أصبحوا أكثر وعيا بحقوقهم.

وكان لدومة عددًا من التصريحات، التي هاجم فيها النظام، أبرزها اعتراضه على قانون التظاهر، الذي تم حبسه في قضية.

6 أعوام مرت على ثورة صنعها

بشكل أساسي الشعب المصري – ورغم سكونه – مازال الشعب هو المحرك الوحيد المتحكم في

رفع رتم الحياة والاحتجاجات وغيرها- ولأن رموز الثورة استمدوا قوتهم من تأييد

المصريين، فإن بقاءهم على عرش "الأيقونة" مازال رهين رأي المواطنين، فهل

مازال المصريون يعتبرونهم رموزًا!.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً