ومن الإبداع ما قتل، هذه هي الحقيقة الصادمة التي يواجهها أغلب المبدعين والمثقفين والمبتكرين، ربما يصل الأمر بمبدع إلى حافة الجنون أو الانتحار أو الموت في أحيان أخرى، وهو الأمر الذي فعلته رواية مصرية باسم "باي بولار" لمؤلفها علي حسن حسن.
"باي بولار" عوضا عن كونها رواية، حسب مؤلفها تتحدث عن الحالة النفسية الشهيرة، "ثنائي القطب" وهي الحالة المزدوجة من المزاج وتقلباته، كأن يشعر الإنسان بالحزن والاكتئاب في أشد لحظات الفرحة.
مؤلف الرواية علي حسن، قال إن الرواية كادت أن تقتله، وهي رهانه الأول والأخير في الكتابة وأضاف المؤلف عب صفحته الرسمية على موقع فيسبوك "احتمال يبقى آخر بوست أكتبه لحد ما أحدد بعد المعرض هكمل في الكتابة أصلًا ولا لا.. تجربة باي بولر بالنسبالي هي حياه أو موت.. رهاني الأول وجايز يكون الأخير.. ولأول مرة فعلا أبقى خايف من فشل.. أنا مراهن على الناس اللي عندي.. وربنا يعلم وحده أنا تعبت ازاي عشان أقدر أفرح الناس قبل كدة".
وعن المصاعب التي واجهها المؤلف بسبب الرواية حتى كادت تتسبب له في انتحاره نتيجة اكتئاب حاد قال "وربنا وحده اللي يعلم أنا تعبت إزاي بسبب الكتاب دا ودخلت في اكتئاب حاد لوحدي ومكنش حد معايا في البيت خالص ومكنتش بقدر اشتكي لحد لأَنِّي متعودتش اشتكي.. وكنت حرفيًا بكتبه وأنا بموت ".
ينتظ حسن توقيعه الأول والمحتمل أن يكون الأخير للرواية يوم الجمعة ٢٧ يناير في الرابعة عصرًا بمعرض الكتاب بمدينة نصر.
والباي بولار أو الاضطراب ذو الاتجاهين أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي هو أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي كونها تؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان، تم وصف الحالة لأول مرة من قبل طبيب نفسي من ألمانيا اسمه إيمل كرايبيلن. وكثيرًا ما يكون الأشخاص المبدعون كالفنانين والعلماء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هناك نوعان من تعكر المزاج الثنائي القطب.
يمكن لاضطراب ثنائي القطب أن يسبب التفكير بالانتحار ما يؤدي إلى محاولات الانتحار. وتظهر التقارير أن 1 من أصل 3 أشخاص من الذين يعانون من هذا المرض حاولوا الانتحار. المعدّل المتوسط للانتحار السنوي هو 0.4% وهو 10 -20 مرة أكثر من عامة السكان. إن معدّل الوفيات الموحّد للانتحار لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب هو بين 18-25.
كما يصاب 4% من الأشخاص باضطراب ثنائي القطب على نطاق واسع في مرحلة ما من حياتهم. نسبة انتشار الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول الذي يتضمن على الأقل حلقة واحدة خلال الحياة تقدّر بنسبة 2%.92 إنه سائد بالتساوي بين النساء والرجال في مختلف الثقافات والجماعات العرقية.