لعبة السياسة هي لعبة خطيرة الأبعاد لا تستطيع الدخول إليها والخروج سالما بسهولة، والأضواء والشهرة التي يتميز بها نجوم الفن على التحديد تجعلهم صيدًا سهلا وثمينا للعاملين بأجهزة الاستخبارات لقدرتهم على دخول أي مكان واستطاعتهم الوصول لمجالسة أشخاص في مناصب هامة والحصول على معلومات بالغة الأهمية لجهات أخرى.
ويحكي التاريخ عن تورط عديد من نجمات الفن المصري على التحديد، لتمتعن بشعبية بين ساسة وقادة العالم العربي، فأصبحن هدفًا لكثير من الأجهزة الأمنية حول العالم، وإن كان للمخابرات المصرية دورًا في استغلال شهرتهن وتعلق الناس بهن بشكل خاص.سعاد حسنيلقبها النقاد والجمهور بالسندريللا السينما المصرية، وكانت شعبيتها قوية وحب الناس لها يفوق الكثيرات، كما كانت فتاة أحلام شباب السبعينيات والفترة التالية لها أيضا، حيث قدمت أدوارا وروايات ألهبت خيال المؤلفين والجمهور.ولكن لم تسلم سعاد حسني من لعبة المخابرات حيث اتهمها الدكتور سمير محمود قديح الباحث في الشئون الأمنية والاستراتيجية بالعمالة لصالح المخابرات المصرية، ونقل قديح كلام اللواء فؤاد نصار عن تعاون سعاد مع الاستخبارات المصرية، وهو ما أيده نجل صلاح نصر، الذي قال عنها أن والده رأى أنها عميلة مخابرات غير نافعة حيث لم تكن تؤدي المهام التي أوكلت إليها بكفاءة، لأنها كانت تهتم بحياتها الشخصية ورغباتها أكثر من المهام الموكلة إليها.والتصقت بها كثير من الشائعات عن زواجها عرفيًا لأقل من عام من أحمد الهوان الشهير بلقب جمعة الشوان الذي جندته المخابرات المصرية ضد إسرائيل، كذلك زواجها من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في السر خوفًا من المخابرات.
كاميليافنانة وراقصة استعراضية اسمها الحقيقي ليليان ليفى كوهين، تم توجيه اتهام لها بالتجسس لصالح إسرائيل، حيث كانت عميلة من الدرجة الممتازة للمخابرات الإسرائيلية، ولم يكن ارتباطها بالموساد عاطفيا ولكن باعتبارها يهودية، وقد لعبت دورا خطيرا بسبب علاقتها بالملك فاروق، فمدت إسرائيل بالأسرار التي كان يبوح بها لها، وماتت في حادث قيل أنه من تدبير الأجهزة الأمنية التي فشلت في تجنيدها.
ليلى مراد
صاحبة الصوت العذب الشهيرة التي تم اتهامها بالتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية الموساد في عام 1952، بسبب انتشار خبر عن زيارتها لإسرائيل وجمع تبرعات لتمويل الجيش الصهيوني، مما لفت الأنظار لصلها اليهودي.
وبرغم نفيها للأمر إلا أن السلطات المصرية اعتقلتها وصادرت أموالها، فلجأت عن طريق المقربين والأصدقاء للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي قام بتحريات أثبتت براءتها، لكنها فضلت الاعتزال والابتعاد عن دائرة الضوء.
حكمت فهميتعتبر حكمت فهمي من أشهر راقصات ثلاثينيات القرن العشرين، وقدمت عددا من التجارب السينمائية لكنها تورطت في عملية للتخابر وهي التي ذكرت في كتاب السادات والجاسوس، حيث كانت على علاقة قوية مع ضباط بريطانيين، وتم تجنيدها من قبل عميل مخابرات ألماني يدعى أبلر، وشاركت حكمت فهمي أيضا في عملية مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وتم الاستغناء عنها ومحاكمتها.