استثنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مصر من سياسات تضييق الخناق على المنطقة العربية، خاصة الدول التي تعاني من وجود الإرهاب وجماعات التيار الإسلامي المتشددة وجماعة الإخوان المسلمين.
وصدّق ترامب صباح اليوم على مجموعة من القرارات بشأن وجود اللاجئين الوافدين من عدة دول عربية على رأسها تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن.وتشمل الإجراءات الجديدة إخضاع القادمين الى الولايات المتحدة من 7 من الدول ذات الغالبية المسلمة في الشرق الاوسط وافريقيا الى "تدقيق مشدد"، مما سيقيد الى حد بعيد قدرة اللاجئين على الوصول الى الولايات المتحدة، والتي قد تشمل سوريا والعراق واليمن وايران وليبيا والصومال والسودان.وبينما كان الرئيس السيسي أول المهنئين لتولي ترامب الرئاسة، فاجئ ترامب الجميع معلنا دعم العلاقات مع مصر وإشادته بالعلاقة مع مصر ودور السيسي في مكافحة الإرهاب ضد التيارات المتشددة وأكد ترامب أن لا مجال لدعم الإخوان المسلمين أو أي من التيارات الإسلامية المتشددة.
وفيما أعلن ترامب ذلك، قال إن التعاون مع مصر سيشهد فترة قوة كبيرة في محاولة منه لعودة الروح للعلاقات المصرية الأمريكية التي أصابها التجمد فترة تولي أوباما الذي دعم تيار الإخوان والجماعات الدينية في المنطقة العربية بشدة.
وفي هذا الصدد قال د.سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات السياسية، في تصريحات لـ "أهل مصر" إن العلاقة بين مصر وأمريكا ستشهد تطورا للأفضل خاصة أن العلاقات لم تكن جيدة في فترة أوباما، بسبب دعم أوباما للإخوان، ما جمّد العلاقات المصرية الأمريكية فترة من الزمن.وقال إبراهيم ،إن ترامب يشيد بالرئيس السيسي في كل مقابلة ولقاء ويعتبر مصر حليف قوي ضد الإرهاب.وبشأن الخطوات المستقبلية بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، أوضح إبراهيم إنه من المنتظر أن يتعاون البلدين في تسديد ضربات لمواقع إرهابية ومراكز تجمع الإرهابيين، كما سيقطع ترامب كل سبل الدعم لهم وللدول التي تدعمهم كذلك سيحاصرهم سياسيا ويضغط على الدول التي تدعم الإخوان بشكل مباشر وقوي مثل تركيا.ونفى أن تساهم جهود مكافحة الإرهاب في القضاء على جماعة الإخوان المسلمين والجماعات والتيارات المتشددة، بل يرى أن هذه الجهود ستقلص من عملهم وتجمده لفترة من الزمن، فالإخوان جماعة تعمل منذ أكثر من 80 عاما في 65 دولة كما أنهم معتادين على الحروب والصراعات ولحظات الضغط وبالتالي سيعمل الضغط السياسي على تجميدهم سياسيا ويتوقفون لفترة ثم سيعودون مرة أخرى للعمل.
وذكرت صحيفة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ، تدرس إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية.وأوضحت الصحيفة، اليوم الخميس، إن تلك الخطوة يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من العواقب غير المتوقعة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إعلان الجماعة، التي تأسست في مصر عام 1928، أنها تعارض العنف السياسي وتريد حقًا تحقيق هدفها بتأسيس مجتمع إسلامي بوسائل ديمقراطية، لا يعني عدم اتباع أعضائها للعنف في الماضي. وأبرزت الصحيفة اتباع إدارة "ترامب" نهجًا مختلفًا تمامًا عن نهج إدارتي الرئيس السابق "باراك أوباما" والأسبق "جورج بوش" اللذان سمحا لأعضاء الجماعة بتولي مناصب عامة.من جانبه، لا يجد "ريكس تيلرسون"، الحاصل على دعم من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ليكون وزيرًا للخارجية في إدارة ترامب، فرقًا كبيرًا بين جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية مثل "داعش". ورأت الصحيفة أن أي خطوة تتبعها الولايات المتحدة ضد الجماعة ستكون ضمن حملة "ترامب" الموسعة ضد الإرهاب، والتي بدأت بالفعل بإصدار قرار يحظر دخول مواطني عدة دول عربية أمريكا مؤقتًا.
وقال خبير الإسلام السياسي في معهد بروكينجز بواشنطن "شادي حامد"، إن إدراج جماعة الإخوان على القائمة السوداء لن يحدث على الفور، مؤكدًا: "هناك نية لاتخاذ تلك الخطوة، ولكن عملية تصنيف التنظيمات صعبة وتتطلب إثباتا". وتابعت الصحيفة، أن حظر الجماعة يعقد من علاقات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وخاصةً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشار حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات صحفية سابقة إلى أن "ترامب" يقدر دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط فى مكافحة الارهاب، فضلًا عن إدراكه لكافة الجهود الدولية والإقليمية لاستعادة السلام بين إسرائيل وفلسطين، لافتا إلى أن العلاقات بين الدولتين ستشهد حالة ازدهار كبيرة، في ظل تفهم "ترامب" للإصلاح الاقتصادي الذي تقوم به مصر.وأوضح هريدى أن المكالمة التي أجراها الرئيس السيسي لترامب عقب توليه الحكم، ستفتح آفاقا أوسع لتعزيز العلاقات الثنائية لكافة المجالات المحلية والإقليمية خاصة القضية السورية والفلسطينية.
يأتي هذا فيما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم، قرارا بالبدء في بناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك لمنه تدفق اللاجئين، ومؤخرًا نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مسودة ترامب المتعلقة بسياسة الولايات المتحدة الجديدة المتبعة مع المهاجرين واللاجئين، وكذلك مع بالفحص الدقيق مع المسافرين بشكل عام والمتقدمين بطلب تأشيرات عادية لدخول الولايات المتحدة لغرض السفر أو الدراسة أو العمل خاصة من الدول التي تعاني من حرب أهلية أو مشاكل أمنية أو عدم استقرار نتيجة للاضطرابات والنزاعات الداخلية، ذلك اعتمادًا على جهاز المخابرات وكذلك على ضباط وزارة الأمن الداخلي للولايات المتحدة، إضافة إلى سياسة "استجواب الإرهابيين" الجديدة المشتبه في ارتباطهم بالجماعات الإرهابية خارج الولايات المتحدة.ورغم أن ترامب دعا خلال حملته الانتخابية إلى تشديد الرقابة الأمنية على الأشخاص الوافدين إلى الولايات المتحدة من الدول الإسلامية التي بها "إرهابيون"، فإن الوثيقة لم تحدد بلادًا بعينها حتى الآن وذلك لأن الوثيقة تتطلب الفقرات التالية التي لا بد من جهاز الأمن الداخلي القيام بها أولًا بالتعاون مع جهاز المخابرات قبل تحديد قائمة بالبلاد التي سيتم تشديد التعامل معها بالنحو الذي فصلته المسودة.
كما أشار تقرير صحيفة "فوكس" إلى أن الأمر لن يتوقف فحسب على البلاد التي تعاني من وجود الجماعات الإرهابية، بل على البلاد التي تؤيدها مثل إيران وسوريا والسودان، بالإضافة إلى التقليل من حرية المواطنين الأوروبيين ممن كانوا يتمتعون بدخول سهل للولايات المتحدة الأمريكية، فإن كان أي مواطن من هؤلاء قد زار كسائح بلدًا من بلاد الشرق الأوسط التي ستحددها القائمة كبلاد راعية للإرهاب، فسيعاني من نفس الاستجوابات قبل حصوله على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.
يمنع هذا القرار العمل في طلب الهجرة أيضًا لمواطني تلك البلاد المغضوب عليها من قبل رئاسة ترامب، حيث سيكون الطلب تحت الفحص الدقيق من الجهات المعنية السابقة لمدة 120 يومًا، ويستثنى من ذلك الأقليات الدينية (المسيحيين في الشرق الأوسط)، وسيتم غلق باب اللجوء أمام اللاجئين السوريين لحين يوافق عليه ترامب بنفسه، وسيتم خفض سعة الولايات المتحدة لاستقبال اللاجئين في 2017 من 110.000 إلى 50.000 وسيتم تفضيل الأقليات الدينية من بين اللاجئين "اللاجئين المسيحيين" واستثنائهم من تلك القوانين.