بكل وضوح وصراحة ، لم تعد كلا الدولتان خالصة للعرب، فسوريا أصبحت ضمن الخضوع الروسي الكامل، والعراق صارت فارسية الطابع .
ولم يحدث ذلك إلا نتيجة لسذاجة البعض التي تصل لحد العبط، والبعض هذا يشمل دولا، جماعات، تنظيمات، أفراد، و بالطبع بإرادة قوى عظمى.
فدولا في المنطقة أضرت بنا نحن العرب، وحتى الإسلام ، أضرت به، من حيث أرادت، أو تخيلت أنها تصلح.
تلك الدول شجعت ومولت وساندت جماعات وتنظيمات، ظنت، أو بالأحرى زعمت، أنها بذلك تدافع عن الإسلام تحت زعم الحرب ضد المد الشيعي.
طبعا الحرب المزعومة ضد المد الشيعي بدأت بعد اسقاط نظام صدام السني في ٢٠٠٣ فمنذ ذلك الحين تمدد النفوذ الإيراني الفارسي في العراق بعد انهيار الحائط الصدامي ، ومؤخرا تصاعد هذا المد ليواجه المد الداعشي ، ليتخذ الصراع شكلا شيعيا - سنيا .
وبغض النظر عن إجابة السؤال، ولماذا أصلا يكون هناك حربا شيعية - سنية؟ و لما المسلمون فقط يتحاربون مذهبيا؟ ألا يستطيعون التعايش كما أصبح العالم على مختلف ألوانه وأشكاله يعيش ويتعايش؟ الحقيقة الحرب على خلفية ولأسباب سياسية بين أنظمة غبية، ومصالح متداخلة بين أطراف، ومتعارضة بين جهات أخرى.
في النهاية سقطت العراق تحت النفوذ الفارسي الإيراني، ولا يبقى لنا سوى أن نتعايش في هذه الجهة كجيران مسلمين ويجب أن نصل لصيغة مشتركة للمصلحة المشتركة.
في سوريا التي مورست فيها كل وسائل الجماعات والتنظيمات حتى بلغت مداها، وبدعم ساذج من دول في المنطقة، وبتأييد مغرض من أمريكا، سقطت سوريا في التبعية الروسية الكاملة، بعد أن كانت مجرد حليف عربي مميز لروسيا.
روسيا الآن تقترح أو تقدم وربما تفرض دستورا روسيا لسوريا، ويبدو أنه لا مناص، سوريا الآن ربما تتحول لسورية روسية، ولم يعد أيضا سوى البحث عن صيغة للتعايش مع الشقيق الذي يتحول إلى مجرد جار .
أمريكا جهزت المنطقة وتتركها الآن في خلاف يمتد لعشرات السنوات وربما مئات، حتى إذا احتاجت لتعود لها يوما تعود من حيث تركتها.ولامانع أن يتزايد النفوذ الروسي في بعض المنطقة. أين نحن وماذا نحن؟