كشفت صحيفة النيويورك تايمز من خلال وثائق ومستندات عثرت عليها، عن كيفية تجنيد الشباب في الجماعات التكفيرية الإرهابية خاصة علي حدود الدول العربية وخاصة سيناء.
وبدأ التقرير بكيفية استقطاب المجندين لهم ففي غرفة مغلقة، تبدأ رحلة البحث عن "مجند" جديد في التنظيم، شريطة أن يكون طيّعا غير متصف بالجدل، وليس لديه خلفية أيديولوجية أخرى، يسهل تشكيله بعجينة "تكفيرية" ممزوجة بتأويلات دينية.
يخاطب تنظيم الدولة، "المستجد" منهم بقوله: "ألا ترى كيف وصلت بأمتنا الحال؟ لن تعود لهذه الأمة عزتها إلا بتنظيم قوي، ولا تأتي هذه القوة إلا بقادة يُسمع لهم ويُطاعون، وهكذا يوضع "المستهدف" في قفص التنظيم، ويعزل شعوريًا عن مجتمعه ليعيش في وسط "إخوانه".
ثم يتحول المجند لكتلة من المتفجرات يتطاير جسده مع شظايا القنابل لكن بعد أن يحصد معه نفوس الأبرياء الذين سيسألونه لاشك يوما بأي ذنب قتلتنا.
ويتابع التقرير إن البحث عن طفولة ومعرفة نقاط ضعف وقوة المجند الجديد من أهم عوامل الانضمام، كما تفعل أجهزة المخابرات، معرفة وضعه بين أصدقائه القدامى وزملائه في الدراسة وحالة عائلته المادية وتحصيله العملي ومهنته وقدراته الأخرى، استبعاد من له ماض سيء يمكن أن يسيطر عليها أجهزة الأمن بسببه وتخترق التنظيم من خلاله، المراقبة والتفتيش السري من خلال رصده وتتبعه ومعرفة أين يذهب فربما كان رجل استخبارات؟؟.
يوضح التقرير، أنه بعد التأكد من أن العنصر المستهدف بالتجنيد يصلح للعمل الجهادي والتنظيمي فتبدأ المرحلة الثانية وهي إقامة علاقة شخصية وعلاقات فكريّة لتوحيد الرؤية وأسلوب العمل بأن يكون الرابط بيننا وبينه الفكر، والأسلوب الصحيح للعمل، حتى لا تختلف وجهات النظر، وأساليب العمل.
ويتابع التقرير انه يتم تصنيف المجند علي أنه فرد علنيّ أو فرد سريّ أو قائد هل يصلح أن يكون قائد؟، مع أن القيادة يا إخوان، المعركة هي التي تصنع القائد، الأمراء لا يصنعون قائدًا، القائد هو الذي يفرض نفسه على الآخرين، فالفرد الذي يعمل في العلن كالداعية مثلًا، كالخطيب، كالإمام هذا يجب أن لا يكون فضوليًّا، وألا يحتفظ معه بأسماء أو عناوين أو تليفونات من يعرفهم، وإن كان لابد من ذلك فلابد أن تكون مؤمَّنة.
ويشير التقرير، إلى أن الفرد العلني في التنظيم لا يحتفظ بأسماء وعناوين وتليفونات، لأنه عرضة للأسر في أيّ وقت والقبض والتفتيش فيكون ضرره كبيرًا بعد ذلك على الجماعة، وفي ظروف التوتر الأمني وحملات الاعتقال يجب أن يقلل من التحرك خاصة إلى أماكن التوتر، وإذا كانت هيئته ومظهره إسلاميًّا، وأن لا يبيت في منزله في هذه الأوقات ويكون له مكان آمن خاص بذلك.
أما العنصر السري "لا بد من وجود غطاء مسبق لوجوده في أي مكان أثناء تحركه" فقبل أن يتحرّك الرجل السري لابد أن يكون له غطاء، كمثال لو ذهب إلى المسجد يعرف لماذا هو ذاهب إلى المسجد؟، عنده غطاء، لو سئلت أنت هناك ماذا تفعل هو عنده الجواب حاضر، لو ذهب إلى مركز ثقافي إلى أيّ مكان يذهب إليه يجب أن يكون عنده غطاء، لماذا هو متواجد في هذا المكان حتى لا يعرّض حاله للأسر؟.
ويؤكد التقرير الذي أع1دته صحيفة الديلي ميل، أن اعترافات الارهابي عادل حبارة، وعلاقته بـ"داعش"، خاصة خلال فترة حكم الرئيس المعزول مرسي، وهو ما أدى إلى دخول بعض العناصر الإرهابية إلي سيناء تحت عباءة الأخوان تحت مسمي ميليشيات "داعش" و"النصرة"، كما أن محاولات "داعش" للتواجد في مصر تؤكدها الخريطة التي نشرها التنظيم في يونيو الماضي لحدود الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي تشمل شبه جزيرة سيناء باعتبارها وفقا لمزاعم داعش جزءًا من بلاد الشام.
وأوضح التقرير، أن محمد العدناني المتحدث الإعلامي باسم داعش قد دعا أكثر من مرة وبشكل صريح لمحاربة واستهداف الجيش المصري، وطالب العناصر الإرهابية المنضوية تحت اسم "أنصار بيت المقدس" والخارجة من عباءة داعش للتعاون لتحقيق واقع الإمارة الإسلامية المنشودة، ومع ثبوت تورط عناصر إرهابية مصرية في تنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر "تفجير مديرية أمن الدقهلية، تفجير مديرية أمن القاهرة، محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم وغيرها".
ويشير التقرير، إلى أن أغلب العناصر التي انضمت للتنظيمين الإرهابيين، "أنصار بيت المقدس" و"حركة أجناد مصر" من الشباب المصري الذي سافر للجهاد في سوريا، ويقدر عدد "العائدين من سوريا" بحوالي ألف عنصر، نصفهم تقريبا وصل لسيناء، ونجح بعضهم للتسلل إلى بعض محافظات الدلتا الغربية، الشرقية بالأخص، ومنهم من وصل للقاهرة، ويتواجد عدة مئات منهم "حوالي 500 عنصر" في ليبيا، وبعضهم متواجد في المعسكرات التي أسهم التكفيرين الليبيين في إقامتها في مدينة "درنة" القريبة من الحدود المصرية، وأنهم مع عناصر إرهابية أخرى يسعون لتشكيل ما يطلقون عليه "الجيش المصري الحر".
وسلط التقرير الضوء علي وثيقة من أهم الوثائق التي عثروا عليها وهي أن مصر حاضرة في قلب "داعش" ووجدانها منذ نشأتها الفعلية على يد المصري "أبو حمزة المهاجر"، حيث وجدت وثيقة بها رسالة صوتية لأبي محمد العدناني مع الظواهري تحت عنوان "عذرا أمير القاعدة" كشف فيها عن أن "داعش في العراق" لم تتدخل في مصر وليبيا وتونس بعد نشأتها؛ بسبب رفض "القاعدة" لذلك، وأنهم في العراق "ظلوا يكتمون غيظهم ويكبحون جماح جنودهم على مر السنين والحزن يملأ أركانها وربوعها لكثرة استغاثة المستضعفين بها والعلمانيون ينصبون طواغيت جدد أشد كفرا من سابقيهم".
ويقول التقرير، إنه إن لم تكن "الدولة" تستطيع تحريك ساكن لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد بعد مخالفة كلمة المجاهدين المتمثلين في قادة "القاعدة" التي تولت الجهاد العالمي وحملت على عاتقها العمل في تلك البلاد".
ويسترسل المتحدث باسم "داعش" موجها حديثه لــ" الظواهري": "يجب عليك الدعوة لحمل السلاح ونبذ السلمية وخصوصا في مصر بقتال جيش "الردة" جيش "السيسي" فرعون مصر الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردته وكفاك تلبيسا على المسلمين".
ويشدد "العدناني" على مطالبته "الظواهري" بتكفير "مرسي" قائلا: "نعم "مرسي" المرتد "مرسي" الطاغوت الذي خرج على رأس جيشه إلى سيناء لا لحرب اليهود بل لحرب المجاهدين الموحدين هناك، فدك بدباباته وطائراته بيوتهم وبيوت المسلمين، في إشارة إلى العملية نسر التي قام بها الجيش المصري، إبان حكم الرئيس السابق المعزول محمد مرسي.
ويكمل: "نعم مرسي الطاغوت الذي من شدة حقده على المجاهدين الموحدين عين قاضيا نصرانيا ليحكم على من أسر منهم وطبعا حكم بالإعدام فوقع عليه هذا المرتد الطاغوت، فلماذا لم تنكر عليه ولم تدع للقصاص منه، بل صَوَّرْتَه مظلوما وترفقت به ودعوت له؟ أم أنك راض عنه فعله ودستوره الذي حكم به وما سفكه من دماء المجاهدين الموحدين المرابطين في سيناء- ولا نحسبك كذلك- فبين فقد خسرت رأس المال ولم تربح".