هو فنان من الطراز الأول ومن جيل يعد هو الأول في مجال السينما المصرية والعربية، وصل إلي مرحلة أنه كان يكتب بجواره علي الأفيش " فتي مصر الأول" عاش الحياة وتمتع بها وتمتعت به، وكانت نهايته مفجعة، مات فقيرًا في غرفة علي السطح، إنه الفنان الكبير عماد حمدي الذي تحل ذكرى وفاته الثالثة والثلاثون اليوم.
ولد محمد عماد الدين عبد الحميد حمدى، الشهير بـ"عماد حمدى"، يوم 25 نوفمبر سنة 1909، بمحافظة سوهاج، وعمل في بداية حياته "بشكاتب" بمستشفى أبو الريش، إلى أن التقى بصديقه محمد رجائي، خلال تصوير فيلم "وداد" سنة 1933، فطلب منه أن يجد له عملا بأستوديو مصر.
واستقال عماد حمدي، من وظيفته بمستشفى أبو الريش وعمل كرئيس حسابات في الأستوديو، ليصبح من هواة التمثيل التى عشقها.
وتلقى عماد حمدي، دروسا في فن الإلقاء على يد الفنان الراحل عبد الوارث عسر، وهو طالبا في مدرسة التوفيقية الثانوية، ليستفيد من ذلك عند دخوله عالم السينما، ليقدم أولى أدواره فيها سنة 1942، من خلال فيلم "عايدة"، إلا أن بدايته الحقيقية في السينما جاءت من خلال فيلم "السوق السودة" أمام الفنانة عقيلة راتب.
وتستمر المسيرة الفنية لعماد حمدي، بتقديم عدد كبير من الأفلام التي مثلت علامات في تاريخ السينما المصرية ومن أبرزها فيلم "إنى راحلة، "الصقر"، "حياة أو موت"، "الله معنا"، "بين الأطلال"، "نساء بلا رجال"، "موعد غرام"، "موعد مع السعادة"، "اللقاء الأخير"، "حب فى الظلام"، ليقدم دور الأب إلى جانب الفنانة تحية كاريوكا فى فيلم "أم العروسة".
تزوج الفنان عماد حمدي، ثلاث مرات من ثلاث فنانات شهيرات، أولهنّ كانت المنولوجيست بفرقة بديعة مصابني "فتحية شريف"، والتي تزوج منها سنة 1945، وأنجب منها ابنه "نادر"، أما الزواج الثاني كان من الفنانة شادية، سنة 1953، والتي قدم معها عددا من أهم أفلامه، وأخيرا وبالتحديد فى عام 1961 من الفنانة "نادية الجندي"، واستمر زواجه بها لـ13 عاما أنجب منها ابنه "هشام".
ولعب الفقر دورا كبير فى حياة عماد حمدي، فمِن فتى ثرى ينفق المال بسخاء ويعيش في أقصى درجات الترف والغنا، فكان يطلق عليه "البرنس"، لينتهي به المطاف فقر الحال عند وفاته، في يوم 28 يناير سنة 1984، بعد انعزاله بشقته لمدة 3 سنوات أصيب خلالها بالعمى، ولم يعد في رصيده البنكي حينها سوى 20 جنيها فقط.