نجح الفنان الشاب المصري علي صبحي، في أن يقتنص من بين جميع نجوم الوطن العربي جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الروائي الطويل "علي معزة وإبراهيم" والذي شارك به مؤخرا في فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان "دبي السينمائي الدولي" العام الماضي.
شكّل صبحي، حالة استثنائية من الابداع المختلف ليمثل مصر دوليًا من خلال قصة بسيطة إنسانية، وفي نفس الوقت هادفة ليجوب بها عدد من المهرجانات، ومن المتوقع نزول العمل بدور العرض المصرية نهاية شهر فبراير المقبل.
ألتقى به "أهل مصر"، ليؤكد أنه لم يكن يتوقع أن يحصل على جائزة أفضل ممثل في مسابقة دولية كـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي"، وأن الأمر برمته كان مفاجأة له وإلى نص الحوار..
كان عام 2016 عام السعد الفني بالنسبة لك فما تعليقك؟فعلا؛ بالنسبالي عام 2016 كان أفضل عام بالنسبالي، لأنه شهد ميلادي وحصولي على جائزة أفضل مثل لدور "علي معزة" وهو العمل الفني الذي اعتز به، ولم أتوقع الحصول على هذه الجائزة من مهرجان بحجم وسمعة "دبي السينمائي"، إلا أن الأمر جاء كالمفاجأة التي لم أخطط لها مسبقًا.
لمن تهدي جائزتك؟أهديها لنا جميعا، جميع أسرة الفيلم، لما بذلوا من مجهود كبير في هذا العمل، واعتبر الجائزة التي حصلت عليها ليست لي فقط وإنما للجميع سواء أحمد مجدي، وناهد السباعي، وشريف البنداري، وأسامة، وسلوى محمد علي" فهي جائزة كل من شارك في هذا العمل الهادف والحمد لله في النهاية لاقى النجاح.
ماذا مثلت لك تجربتك الفنية الغريبة والمختلفة؟راهنت على تقديم عمل فني غير مألوف على عيون المشاهد لنطرح من خلاله صورة إنسانية لفكرة حقيقية عن شخص لا يعرفها المجتمع والناس.
حدثنا عن كواليس تعاونك مع الفنانين المشاركين في الفيلم؟لمست في ناهد السباعي، أنها فنانة موهوبة، وجادة في عملها فشاركتني التجربة بكل حماس وإيمان منها على الرغم من صغر حجم الدور الخاص بها في الأحداث، أما بالنسبة للعلاقة التي تجمعني بأحمد مجدي، فهي صداقة قديمة، وأصبح بيننا "كيميا" في العمل ظهرت بطريقة مذهلة في الفيلم، فلم أتخيل شكل التوافق بيني وبينه في سياق الأحداث لهذه الدرجة حتى كاد كل من يصادفنا في الشارع يقول لنا: "احنا صدقناكم في الشخصيات بجد بدور علي وإبراهيم حقيقيين وكأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات.
كيف استطعتما أن تصلا إلى المشاهد بهذه السهولة؟اعتقد أن هذا التوفيق يرجع لخبرة أحمد مجدي السينمائية التي افتقدها بحكم إني فنان مسرح فهو كان يدعمني ودائما أجده في ظهري طوال الوقت، وهو أكثر إنسان يشجعني وهو كان بالنسبالي إنسان معطاء لأبعد الحدود واعتقد أن هذا هو السر في أن الجمهور صدق الشخصيات من خلال وجود كيميا حقيقية بين الشخصيتين علي صبحي وأحمد مجدي، إلى جانب حرفية المخرج شريف البنداري، والذي خلق نسيج متكامل بين الشخصيات والعمل ككل لدرجة أنه عند رؤيتي للعرض الأول للفيلم بمهرجان دبي السينمائي أبهرني خصوصا أنه أول من آمن بي وأصر إني من أصلح لتجسيد شخصية "علي معزة"، وهو ما يدعوني للاعتزاز والفخر بتمسكه بي.
جاءت فكرة الفيلم في سياق صادم للبعض ما تعلقيك؟ المشروع من بدايته حمل ملامح وروح الشعب المصري بشكل حقيقي، وواقع بأنه ليس قاصرا على الجانب الفوضوي والمأساوي في حياة البشر البسطاء، ولكنه يظهر الجانب الانساني الذي تعيشه الناس في حياتهم اليومية، فجاءت شخصية "علي معزة" النابعة من المجتمع الذى يمكن إن تلتقى به في أي مكان سواء أتوبيس أو ميكروباص أو الشارع وترتبطي به وتحبيه بدون أي مقدمات أو سابق معرفة ولذلك كانت تجربة الفيلم بشكل حقيقي في الضحك والبكاء، وفي نفس الوقت يلمس قلوب الناس وهذا أكثر شيء أعجبني في السيناريو منذ البداية.
كيف جاء ترشيح الفيلم للمشاركة في العرض الأول بدبي السينمائي؟في البداية شعرت بالخوف والقلق ولكن كم الحفاة والترحيب والكرم التى استقبل بها العمل للمشاركة في فاعليات المهرجان لم اصدق نفسي وقتها ولكن بعد عرض العمل استوعبت الأمر وان مهرجان بحجم وسمعة دبي السينمائى واهميته في الشرق الاوسط يستقبل تجربة شابة جريئة وجديدة كانه يستقبل نجوم عالمية وهذا بدوره اثري على لانى لم اعتاد على مثل هذه الاجواء هذه خصوصا وانى رجل بسيط فنان مسرح شارع طوال عمري واعشق هذا العمل فكانت الفكرة بالفرق الرهيب بان اجيء من الشارع البسيط الى بريق السجادة الحمراء وسط النجوم والتصوير فهذا كان شعور بالخوف من الابهار واللمعة التى تدعوا للرعب ولكن في نفس الوقت كان لدى ثقة بانى اقدم عمل جيد بفضل الله ثم دعم شريف البنداري المخرج والفنان احمد مجدي صديقى كانوا سند اساسي بالنسبالى وهذا شيء افتخر به.
- كيف تتوقع استقبال الجمهور المصري لقصة الفيلم؟تعلمت ألا أضع توقعات على شيء أبدا، لأني اعتبر فكرة التوقعات العالية تقليل من الروح والعزيمة ولكني أود إن يحب الجمهور العمل، فبه الضحك والبكاء دون اصطناع وسيشعرون بذلك.
ماذا عن المضمون الذى حاولت طرحه من خلال الفيلم ؟هناك رسالة مهمة جدا ومعظم الأعمال السينمائية التى قدمت لم تتناول الجانب الانسانى الذى في حياة الشاب الذى يسكن المناطق الشعبية وما يطلقون عليه "بلطجى " ولكنه في الحقيقة غير ذلك، فالبلطجي، هذا رجل لديه أحاسيس ومناطق ضعف في حياته وربما مر بتجارب مأساوية جعلت منه هذا الشخص ومن هنا الفيلم القى الضوء على قيمة روحانية، بأن البلطجي ليس من يرفع السلاح ويشعل السيارات وانما وراء ذلك انسان يمتلك قلب ومشاعر حقيقة وليست زائفه وعن نفسي شعرت بهذه الموضوع لانى نشأت في منطقة شعبية "عين شمس" فكنت أشاهد الكثير من هؤلاء النماذج وعندنا في منطقة عين شمس نموذج لعلي معزة الذي وصم طول عمره بهذا المسمى ولكنه في حقيقة الأمر انسان عادي وطبيعي جدا وليس بلطجي أو متشرد، ولا يجوز الحكم على أحد بالشكل الظاهري فقط ولكن بكل أسف هذا أمر موجود في المجتمع المصري فلابد أن نفهم بعض واتقبل اختلاف الاخر من اجل إن نعيش في سلام وحب.
ماذا عن مشروعاتك الفنية المقبلة ؟مستمر في مشروعي "قوطه حمرا " ولدينا جولة بعرض "كلاون" بعنوان: "سوبر دودا" الذى اجسده فهذا عرض مسرح شارع مهرج يقدم لكل شرائح المجتمع اطفال وشباب وكبار سواء في القري أو المناطق الفقيرة التى لا تمتلك امكانية الرفاهية بمشاهدة مسرح أو فن أو تمارس حقها الطبيعى بانها تسعد انفسها بالفن وهذا هدفى الذى استمر فيه، كما اتمنى إن تكون لى مشاريع بتجارب سينمائية اخري تعبر عنى وعن هؤلاء الناس الذى لا يوجد من يعبر عنهم.