التراث المصرى يزخر بالعديد من الأمثال الشعبية، التى شكلت وجدانه عبر حقب زمنية كثيرة، فهى خلاصة تجارب الناس خلال تعاملاتهم التى أنتجت تلك المقولات بطريقة عفوية، لكن فى زماننا هذا أصبحت بعض الأمثال لا تتماشى مع العصر، ومنها ما يدعو للإحباط والتكاسل، وبنظرة متعمقة فى أمثالنا الشعبية اخترنا لكم بعض هذه النماذج..
1- إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه
ذلك المثل الذى أطلقه الأجداد الذين عملوا فى دواوين الحكومة قديما وكانت لهم "شنة ورنة" وكانوا "عرسان لقطة" لبنات العائلات ويخطب الجميع ودهم فذلك الرجل"الموظف" لهى قيمة كبيرة فى المجتمع وله مرتب ثابت ومعاش، إلا أن العصر تغير وأصبحت طبقة الموظفين من أكثر الطبقات البائسة، واتجاه الحكومة للخصصة وتسريح العاملين بها، أصبح لا يجعل لهذا المثل مجالا بيننا.
2- قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر
الأن أصبحنا نسمع العجب عن الأمهات والأباء الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة، فى التخلص من أطفالهم بطرق يقشعر لها البدن، فنجد من تخنق رضيعها حتى تنام، بالاضافة إلى إنجابهم للأطفال المشردين فيما يعرف بظاهرة أطفال الشوارع.
3- يا مأمنة للرجال يا مأمنة للميه فى الغربال
يرى بعض الرجال أن السيدات أصبحن يمتلكن القدرة على الخيانة فى ظل عصر السموات المفتوحة، وما تطالعنا به القنوات التلفزيونية من قصص الخيانات الزوجية، فيما يجعل الرجل أيضا لا يعطى الأمان لامرأة وتظل "عينه مفتوحة"، ولسان حاله يردد المثل ولكن بتغيير كلمة الرجال إلى النساء.
4- لما قالوا دى ولد اتشد ضهرى واتسند واما قالوا دى بنية هدوا سقف الدار عليا
هذا المثل الذى كان يحط من شأن الفتاة، ويرجعنا إلى عصر الجاهلية ووئدها وهى رضيعة، ليأتى هذا المثل ويأدها طوال حياتها، والغريب أن تتلفظ به النساء، وهو مثل عنصرى بكل المقاييس، فالآن أصبحت "خلفة البنات" سند وعوض "ووش السعد" على أسرتها.
5- أيش تعمل الماشطة فى الوش العكر
هذا المثل أصبح مكانة كتب التراث، فالتطورات المذهلة فى عالم التجميل وخبراء التجميل الذين باتوا قابعين داخل شاشات التلفزيون، وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعى، سحقوا الماشطة، وتفوقوا عليها بتغير ملامح الفتاة فى دقائق معدودة
6- اللى اختشوا ماتوا
ذلك المثل الذى يعلى من قيمة الحياء فى حياتنا، فقد انتزع الحياء من جميع الفئات العمرية، داخل مجتمعنا الشرقى، الذى أصبح لا يقدر تلك الصفة الجميلة التى تزيد من جمال النساء، وتعلى من قدر الرجال.
7- ضل راجل ولا ضل حيطة
هذا المثل الذى لا يرى مكانا للمرأة فى الحياة بدون الرجل، الذى يمثل الظل الحامى لها، أصبح لا يمثل قيمة فى ظل وجود السيدات المعيلات والعاملات "اللى بتشقى عشان القرش" وتصارع فى الحياة بمفردها حتى أصبح لسان حالها يطلق مقولة "ضل الحيطة أرحم، ع الأقل مش هتبهدل ولا هتهان منها".