في موجة الغضب التي تحتاج أمريكا عقب تولي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ورفع شعار"أمريكا أولًا"، يعاد إلي أذهاننا شعار الرئيس أوباما "نعم نستطيع" الذي أثبت فشله خلال فترة ولايته.
وفي سياق متصل نشر موقع "ريد ستار" الأمريكي تقرير تحت عنوان "النفاق الليبرالي لأوباما" وأكد التقرير أن الرئيس السابق لأمريكا لم يكن أفضل من نظيره الحالي لأنه فعل كل شئ في الخفاء حيث في بداية ولايته اصطدم بالمؤسسات الخمس الوحشية «وول ستريت، والشركات الصناعية الكبرى، ووكالات الاستخبارات بجميع أشكالها، والجيش وصناعة الحرب، ووسائل الإعلام الرئيسية».
ركز الرئيس المنتهية ولايته أثناء فترة حكمه على ثلاثة أهداف رئيسية خلال فترة رئاسته، وهي المضي قدمًا في دور الولايات المتحدة عالميًا، وانتعاش الاقتصاد المحلي، ونبذ الحروب التي تحتاج إلى قوات برية، ورغم أنها أهداف واضحة، لكنها لا تتوافق مع ضوء تاريخ السياسة الأمريكية.
وأوضح الموقع لتحقيق النجاح في هذا الأهداف، من الضروري أن يكون هناك دعمًا قويًا من المؤسسات المالية الكبرى والوطنية والدولية، لتنظيم والتحكم في زعزعة الاستقرار الاقتصادي والمالي ضد الدول التي تعتبر معادية الاستراتيجية العسكرية لأوباما لتجنب التدخل العسكري المباشر والذى أزعج بشكل كبير المجتمع الصناعي العسكري، وكذلك الشركات الصناعية الكبيرة في مجالات البترول والبناء والزراعة.
السياسة الخارجية.يؤكد الموقع أن أوباما استخدم حقوق الإنسان كذريعة لقصف الدول، ودعم الثورات العنيفة التي خلفت دمارًا لا يوصف في أعقابها، مما دفع إلى تفاقم سياسة أوباما الخارجية، وانتشار التوترات العالمية، وبالتالي تعد الخيانة الكبرى الثانية منذ ولايته.
لم يستطع أوباما السيطرة على الجبهة الداخلية، وكانت هناك زيادة هائلة في قوة وكالات الاستخبارات، وتضخمت الفضائح المتكررة، مثل التي كشف عنها سنودن، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن مصداقية الصحافة، نتيجة نشرها أخبار بعينها لتفسير الواقع.
العراقوذكر التقرير أن أوباما سحب القوات الأمريكية من العراق ومن ثم ظهرت داعش، وذهب ليدعمها بالأسلحة بمساعدة لاعبين إقليميين مثل السعودية وقطر وتركيا؛ لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، مما يعد خيانة كبيرة أثناء فترة ولايته.
وفي عام 2011، حظر أوباما علي جميع اللاجئين العراقيين دخول الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 180 يومًا بعد ظهور أدلة على أن العديد من اللاجئين ارتبطت بلادهم بالإرهاب.
ومن عواقب هذا النهج، ولدت الأثار الكارثية التي نراها اليوم في مناطق مختلفة من العالم، وبدأ الشعب الأمريكي والأوروبي يعاني أزمة وجودية، وسط فقدان الثقة في وسائل الإعلام، كما أن التجسس والقمع الداخلي بدأ يهدد خصوصية الشعوب، وبالتالي لم يعد هناك ثقة من قبل الجمهور.
فشل أوباماو يشير الموقع إلى أن فشل أوباما خلق إرثا سلبيا من رئاسته، مما يجعلها من أسوأ الرئاسات في تاريخ الولايات المتحدة، وبالتالي لا ينبغي النظر إلى انتخاب دونالد ترامب على أنه مفاجأة، لأن وصوله يعني أن الاضطرابات كانت أكثر في عهد أوباما، وهي تكرار للآلية الانتخابية نفسها التي أدت إلى انتصار أوباما في عام 2008، ونهاية رئاسة بوش.
ووصل ترامب إلى البيت الأبيض يحمل شعارًا ووعودا وطنية، بوضع الولايات المتحدة في مركز العالم، وهو يتحدى علنا مصالح الوحوش الخمس في الدولة العميقة، ما يتشابه مع حملة أوباما الانتخابية.
من المرجح أن ترامب قرر التحالف مع فصائل معينة من الدولة العميقة في حين إعلانه الحرب على العناصر المتبقية، لكن هذا النهج يحمل تشابه غريب النوايا، قد تكون متشابهة مع نوايا أوباما.
وقال الموقع إن المشكلة الأساسية لا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا بأن رئيس الولايات المتحدة يشعر وكأنه الدليل الأخلاقي والروحي للعالم كله وليس فقط أمريكا، وفي هذه الحالة تكون النتيجة مشابهة لما قبلها، وسط استمرار نمو دور الصين وروسيا وإيران في الساحة الدولية، وانتهى عصر أوباما بشعار “لا يمكنك” بدلًا من “نعم نستطيع”، وربما يتحول شعار ترامب “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” إلى شعار أكثر واقعية وهو “لجعل روسيا عظيمة مرة أخرى”.