أكد حسن فرج اونيس رئيس اللجنة التسييرية للهيئة العامة للثقافة التابعة لحكومة التوافق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج، أن الثقافة يمكن أن تكون منطلقا للتوافق وتوحيد الليبيين والتأكيد على تاريخهم ومصيرهم المشترك.
وقال أونيس في حديث اليومن لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن حكومته تعتز بمشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب وتنظر لهذه المشاركة كنقطة مهمة للثقافة الليبية تعزز دورها في تحقيق الوفاق بالبلاد وأن تكون انطلاقة جديدة للثقافة الليبية بحلة جديدة.
وأضاف إنه عقدت وستعقد عدة ندوات ثقافية ليبية في المعرض يشارك بها عدد من الأدباء والكتاب الليبيين.
وتابع قائلا:- " أنني التقيت وزير الثقافة المصري حلمي نمنم خلال اجتماع وزراء الثقافة العرب في تونس مؤخرا، وطلبت منه مشاركة حكومة الوفاق في معرض القاهرة الدولي للكتاب في إطار جهود هذه الحكومة لتحقيق الوفاق بين الليبيين وبمشاركة جميع الليبيين في الداخل والخارج ".
وأضاف " لقد نجحنا في هذه المشاركة ولقينا قبولا ممتازا حتى نثبت أننا موجودون بثقافتنا وكتابنا وفنانينا".
وردا على سؤال هل لم تنعكس الخلافات السياسية على المشاركة الليبية في المعرض.. قال إنه منذ توليه المنصب مع حكومة الوفاق انطلق من شعار "ثقافتنا تجمعنا" من خلال جمع جميع الشرائح الليبية والمعرض كانت به مشاركة من جميع مدن ليبيا حتى الندوات التي عقدت كان منظموها من جميع مدن البلاد.
ووجه لشكر لوزير الثقافة حلمي نمنم على تسهيل المشاركة الليبية في معرض الكتاب، مشيرا إلى أنه بحث معه خلال اللقاء الذي عقد في تونس أيضا تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين ليبيا ومصر في مجال الثقافة مثل المهرجانات والدورات التدريبية والفعاليات الثقافية مثل المشاركة بين الجانبين في المعارض وتعزيز دور الملحقية الثقافية الليبية في مصر.
وحول النشاط الثقافي في ليبيا في ظل الأزمة الحالية.. قال إن وزارة الثقافة منذ ١ يناير 2016 تعمل وتفرض نَفسَها وتجمع كافة الليبيين وتشارك في كافة المنتديات والمهرجانات وتعمل على تفعيل كافة الأنشطة من ندوات وورش عمل، مشيرا إلى أنه تم إقامة مهرجانات في عدة بلديات جمعنا فيها الليبيين بل حتى إن اجتماعات هيئة الثقافة يتم إقامة كل دورة في بلدية كما أنه في كل بلدية فرع لهيئة الثقافة.
وفيما يتعلق بوضع الحريات الثقافية في ليبيا في ظل الأزمة الحالية.. قال إن هناك حرية مفرطة في ليبيا حاليا، فالأديب من حقه أن يكتب كيفما شاء، ولا قيود من قبل القوى السياسية المسيطرة على المناطق على الإعلامي إو الكاتب.
وأشار إلى أن الإعلام العربي والأجنبي من حقه أن يعمل بحرية في إطار القانون وعن طريق القنوات الرسمية.
وبشأن الوضع الاقتصادي وهل يؤثر على الثقافة في ليبيا.. قال إن الإعلام يقول أحيانا كلاما مضللا عن الوضع، فهناك دعم مخصص للثقافة من الميزانية والآن إنتاج النفط يزداد والنشاط الاقتصادي يتحرك.
ونوه بأنه سيتم عقد ملتقى الإعلاميين والأدباء والكتاب الموجودين خارج ليبيا في تونس، مشيرا إلى أنه تم عقد ملتقى للإعلاميين والأدباء والكتاب داخل ليبيا في نهاية ديسمبر الماضي بالتزامن مع عيد الاستقلال وأقيمت على هامشه ندوات ومهرجانات وبناء على هذا الملتقى سيتم عقد الملتقى الثاني في تونس لمن يعيشون خارج ليبيا.
وردا على سؤال هل لكل حزب أو تيار إعلامه الخاص حاليا.. " قال إن هذه المشكلة حاليا في ليبيا، فكل جهة لها وسيلة إعلامية موجهة بشكل معين، ونحن نسعى في ملتقى المثقفين والإعلاميين الليبيين المقرر عقده في تونس لوضع ميثاق لتوحيد الخطاب الإعلامي حتى لاتنهار ليبيا" حسب قوله.
وبشأن كيفية التعامل مع التنوع الثقافي في ليبيا.. قال إنه ليس لدينا حساسية في التعامل مع هذه التنوعات، فالأمازيغ تم اعتماد احتفالية خاصة لاحياء تاريخ الملك الأمازيغي جاد شيشنق وأصبح هناك جائزة باسمه، وتم اعتماد السنة الأمازيغية في ليبيا واعتبارها عيدا وطنيا والسنة الأخيرة التي احتفلوا بها هي ٢٩٦٧ وهيئة الثقافة هي التي نظمت الاحتفال ولدينا إدارة خاصة هي إدارة الثقافات المحلية.
وقال إن هناك اهتماما بثقافة التبو (شعب يسكن جنوب ليبيا)، وهناك مكتب ثقافي في مزرق بالجنوب وذهبت في زيارة لهم وأنشأنا مراكز ثقافية أخرى لهم،ل افتا إن الثقافة يمكن أن تساهم في تقليل المشاكل السياسية في ليبيا.
وأشار إلى أن هيئة الثقافة حرصت على إقامة برنامج للمصالحة الوطنية بالتنسيق مع عدة وزارات ومعالجة مشكلات المجموعات الثقافية مثل التبو مع الوزارات الأخرى، مؤكدا أن هيئته تعمل على استعادة التاريخ الليبي وجمع الليبيين معا، كما أنها تعمل على التصدي للتطرف ومساعدة الباحثين والكتاب والمفكرين الناشطين في هذا المجال.
ونوه في هذا الإطار بالقضاء على داعش؟ مؤكدا أن ليبيا دولة وسطية وحجم التطرّف محدود جدا وهو ناتج عن تراكمات سياسية.