"أعطني فقراءك وضعفاءك الذين حشدوا الصفوف طامحين في تنفس الحرية"، كلمات من أبيات شعر فرنسية الأصل تم حفرها على قاعدة تمثال الحرية الرمز الأشهر للحرية والديمقراطية في العالم والموجود في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قلعة للحريات الإنسانية والديمقراطية في كل شئون البلاد.
التمثال عبارة عن عمل فني نحتي قامت فرنسا بإهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية، ومنذ ذلك الحين استقر التمثال بموقعه الذي يطل على خليج نيويورك الأمريكية ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين، وقام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي جوستاف إيفل.
ولكن استمرار الحال من المحال حيث عرضت قناة روسيا اليوم تقريرا يؤكد مطالبة الشعب الفرنسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وببعض الوقفات السلمية عن رغبتهم في استرجاع الهدية مرة أخرى لأنهم اكتشفوا عدم أحقية الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الهدية القيمة في قيمتها المادية والتاريخية، كما أنهم لا يؤمنون أو يطبقون الرسالة السامية التي كانت سببا في هذه الهدية التاريخية.
يأتي هذا بعد توقيع الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب للقانون المعادي للمهاجرين إلى أمريكا، وهو القانون الذي يحظر الهجرة إلا لاسباب محددة، مما ضاعف من عدد المظاهرات والاحتجاجات الساخطة انطلاقا من شوارع سيليكون فاليه وحتى شوارع الإليزيه بفرنسا.
وفي تقرير عن ميرور البريطانية قال أن نشطاء الإنترنت اختاروا تمثال الحرية لتوجيه رسالة حادة للولايات المتحدة الأمريكية، وتداول الفرنسيون تغريدات يذكروا فيها العالم بأن تمثال الحرية الذى يقع فى جزيرة الحرية الأمريكية على ضفاف نهر هيدسون هو فى الحقيقة رمز للحرية وليس للقمع أو الحكم الديكتاتوري اطلاقا، خاصة أن هذا التمثال يقع قبالة جزيرة إليس التي تعتبر بوابة المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن العشرين، التى تعتبر بدورها رمزا للهجرة الجماعية المكثفة، حيث تعتبر الهجرة جزءًا من هوية وتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية وتطويرها، ثم أعيد افتتاح الجزء الخارجي في 20 ديسمبر 2001.
وظلت باقي الأجزاء مغلقة حتي تم افتتاح القاعدة مرة أخرى للجمهور في 3 أغسطس 2004 أي بعد 3 سنوات من الإغلاق، لكن لا يسمح بعد بالدخول إليه بسهولة، وما زال يتعرض الزائرين للتمثال لتفتيش أمني مشابه لذلك التفتيش المتبع في المطارات ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة.