"اللقاء كان بروتوكوليًا وفي إطار محفل دولي" ولم يكن مجالًا لبحث أزمة دولتين عضوين في الاتحاد الإفريقي، هكذا فسر الخبراء عدم تطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي المنتخب، إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي، خلال لقائهما على هامش اجتماعات الاتحاد خلال اليومين الماضيين.
"الحديث عن الأزمة المصرية الإثيوبية حول سد النهضة، أخذ طابعًا من الصرامة، ابتعدت لغته بعض الشيئ عن الطمأنة ووصلت حد التصريح بشكل مباشر بأن نهر النيل خط أحمر، ولا يمكن المساس به، إلا أن مصر ما زالت متمسكة بالمسار السياسي للأزمة.
الدكتور طارق فهمي الخبير السياسي، قال إن لقاء المسؤولين على هامش اجتماعات الاتحاد الافريقي "بروتوكولية" لكنها تبعث برسالة بأن مصر لا تأخذ جانبًا عدائيًا أو سلبيًا تجاه إثيوبيا، وأنها منفتحة على كافة الحلول السياسية المطروحة لحل الأزمة، كما أن من مصلحة الطرفين أن يلتقيا.
وأضاف "فهمي" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه لا يجوز الحديث حول أن إثيوبيا تضغط على مصر، فكلا الطرفين لديهما أوراق ضغط في لعبة التفاوض، إثيوبيا تحاول الضغط بسرعة تنفيذ المشروع، ومصر لديها أوراق ضغط متعددة منها البعد التاريخي والاتفاقيات السابقة، لكن لا مجال في التفاوض لاستعراض وترجيح أوراق ضغط لأي طرف.
وأكد الخبير السياسي، أن مصر مستمرة في المطالبة بحقها في ضمانات عدم تضرر حصتها من المياه، من خلال اللجنة الثلاثية التي تستأنف عملها، ويعد هذا المسلك هو المسار الصحيح لحل الأزمة، ومصر تبدي مرونة كبيرة التزاما بالمعايير السياسية في هذا الشأن.
قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي، إن زيارة الرئيس السيسي إلى إثيوبيا لم تضف أي جديد في ملف سد النهضة، فالتصريحات التي خرجت من رئيس الوزراء الإثيوبي لم تكن مطمئنة بأنه لا مساس بحصة مصر من المياه.
وأضاف "نور الدين" في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن إثيوبيا وضعت مصر في موقف الدفاع عن النفس فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، وكان هناك ضغوط على مصر بأنها تدعم المعارضة الإثيوبية والاحتجاجات هناك، مضيفًا أن زيارة الرئيس السيسي لإثيوبيا لحضور الاجتماع السنوي للاتحاد الإفريقي وهو يقام كل عام بحضور 54 رئيس دولة إفريقية، وهذا ليس مجالا للمباحثات الهامة بمثل هذه القضية.
وأكد الخبير المائي، أنه ينبغي أن تحصل مصر على تعهدات كتابية بعدم المساس بحصة مصر مهما اختلفت الظروف والأحوال السياسية، خاصة بعد المقال الذي كتبه رئيس وزراء السودان السابق قبل رفع النفي عنه، قبل يومين، والذي تحدث فيه عن أنه من ليس من المستبعد أن تستخدم إثيوبيا سد النهضة كورقة ضغط ومعاقبة مصر في حال وجود أي خلاف سياسي أو تعارض للمصالح مع مصر.
وأوضح "نور الدين" أن مثل هذه الأزمة، لا يمكن حلها في المحافل الدولية، فهي تتطلب مباحثات ثنائية مكثفة بين البلدين وهي من المتوقع أن تبدأ قريبًا، خاصة بعد أن تمت دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي لزيارة مصر، إما أنه سيكون على الرئيس زيارة إثيوبيا، خاصة وأن مصر متمسكة بالمضي في مسلك المباحثات الثنائية مع إثيوبيا.
وأضاف أنه كان لابد أن تلجأ مصر لطلب الوساطة من الدول الإفريقية للتدخل في الأزمة، كذلك كان يمكن أن ترفع مصر الأزمة إلى الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، لأن أزمة السد تهدد حياة شعب مصر بأكلمه، خاصة بعدما رفعت إثيوبيا الـ 3 لاءات الشهيرة لها واعتبرت الحديث عن السد "محظور".