"اكذب.. ثم اكذب.. ثم اكذب حتى تصدقك.. لم تكن هذه مجرد جملة أطلقها جوبلز مهندس إعلام هتلر، بعد حكم النازية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد أكثر من 60 عامًا عاد تنظيم الإخوان الإرهابي وسط رغباته اللانهائية للاستيلاء على حكم مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، لترديد أكاذيب خاصة بنظام مبارك ودوره فيما يُعرف إعلاميًا بـ”موقعة الجمل”، التي شهدتها مصر في 2 فبراير 2011، وفي ذكراها السادسة نكشف بعض الحقائق حول من دبر موقعة الجمل؟
قُدِم عدد كبير من رموز نظام مبارك للمحاكمة بأدلة إتهام واهية، ولكن المحكمة عادت وبرأتهم جميعًا، لتتجه بعدها أصابع الاتهام لقادة الإخوان باعتبار التنظيم صاحب المصلحة في استمرار 25 يناير في ظل محاولات النظام لإنقاذ البلاد من الفوضى والخراب.
موقعة الجمل
بدأت الأحداث يوم 2 فبراير 2011 بخروج عدد من أهالي نزلة السمان في مسيرة بالجمال والخيول، ولذلك سميت بموقعة "الجمل"، وتوجهوا حيث اعتصام ميدان التحرير، ووقعت اشتباكات بين الطرفين راح ضحيتها 14 قتيلًا، ونحو ألف جريح، واستمرت الاشتباكات حتى اليوم التالي، وسجلت دفاتر الشرطة الأحداث في محضر رسمي وأحالته للنيابة، التي بدورها أحالت المتهمين التي محاكمة جنائية، وضمت 24 متهمًا من أعضاء الحزب الوطني وقضت ببراءة جميع المتهمين.
الموقعة في ساحات المحاكم
القضية استمرت 70 جلسة، وظلتّ لـ4 سنوات، اتهم فيها رموز نظام مبارك، ولم تتمكن المحكمة على مدار الـ4 سنوات من معرفة الجناة الحقيقيين للحادث، ولم تتمكن كذلك من إثبات التهم على المتهمين، فقضت ببراءتهم، وأكدت محكمة النقض الحكم.
تورط الإخوان
فيما قال الدكتور شوقي السيد، الفقية الدستوري في تصريحات تلفزيونية، إن النائب العام الإخواني "طلعت عبدالله"، لم يقدم الطعن في قضية "موقعة الجمل" في موعده المحدد، حتى لا تُقدم الأدلة الحقيقية للقضية، التي تثبت تورط الإخوان فيها.
إخواني منشق: " الإرهابية" خطّطت ودبّرت للموقعة
وتأكيدًا لذلك قال حجاج عبدالغني، المنشق عن تنظيم الإخوان، إن التنظيم هو مَن خطط ودبّر لموقعة الجمل خلال أحداث 25 يناير 2011.
وأوضح عبدالغني خلال حوار تلفزيوني في وقت سابق، أن شباب الإخوان لم يظهروا داخل ميدان التحرير إلا قبل موقعة الجمل بساعات، عقب تلقيهم تعليمات بذلك من قيادات الإخوان، وفقًا لمبدأ السمع والطاعة.
مدير مكتب عمر سليمان: الإخوان دبروا موقعة الجمل للإطاحة بمبارك.
إلى ذلك قال اللواء حسين كمال، مدير مكتب اللواء الراحل عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق في حوار تلفزيوني: "إن جماعة الإخوان الإرهابية نفذت موقعة الجمل للإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك”.
شهادة اللواء الرويني
"الثورة حصلت قبل ذلك في تونس ولازم كانت تحصل في مصر، وفقًا لمخطط أمريكي، بالاتفاق مع الإخوان، والوثائق التي وجدت عبارة عن خرائط لتقسيم البلاد، وكان فيه خطة اغتيال معنوي للمجلس العسكري" بهذه الكلمات افتتح اللواء حسن الرويني، مساعد وزير الدفاع المصري، قائد المنطقة المركزية للقوات المسلحة السابق، شهاداته أمام المحكمة المختصة بنظر قضية قتل المتظاهرين في موقعة الجمل.
وتابع "كان فيه تآمر واضح على البلاد، وأن تفكير الإخوان هو كيف تهدم دولة الشرطة والجيش والقضاء ورجال الأعمال، وهم حاولوا هدم البلاد فطالوا الشرطة والقضاء ورجال الأعمال، وحاولوا الإطاحة بالجيش، وإحنا وصلنا لمرحلة خطيرة جدًا، وجاءت لنا معلومات بعد موقعة الجمل بأن ناس سوف تلبس زيًا عسكريًا وتضرب نار علشان يقولوا إن الجيش بيضرب نار".
مراسل "إن بي سي" فبرك تقارير عن الموقعة
اعترفت شبكة «إن بي سي» الأمريكية وفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بأن مراسلها الشهير «براين وليامز» فبرك تقارير عن مصر، أثناء أحداث ٢٥ يناير، وتحديدًا فيما عُرِف باسم «موقعة الجمل»، لصالح برنامج أمريكى ساخر يقدمه «جون ستيوارت»، المعروف بأنه أستاذ المذيع المصري الساخر «باسم يوسف».
وكان لشهادة وتقارير المراسل الأمريكي المزيفة، والتي ادعى فيها زورًا تواجده في ميدان التحرير وقت حدوث الاشتباكات واعتداء أنصار مبارك على المتظاهرين، وهو ما نفته الشبكة الآن، دور كبير في تأليب الرأي العام الأمريكي ضد مبارك.