مصر تواجه الكاميرون في مواجهة الثأر والتطلعات في نهائي افريقيا

تتجه انظار الكرة الأرضية في التاسعة مساء الليلة الي ملعب الصداقة بمدينة ليبرافيل الجابونية حيث يسدل الستار على فعاليات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالمواجهة بين المنتخب الوطني ونظيرة الكاميروني في المباراة النهائية للبطولة.

تتميز مباراة الليلة في نهائي الاميرة الافريقية بالطابع الثأري حيث التقى الفريقان في نهائي البطولة بنسختي 1986 بمصر و2008 بغانا وكانت الغلبة في المرتين لأحفاد الفراعنة، كما يمتلك المنتخب الوطني الأفضلية في تاريخ مواجهاته مع المنتخب الكاميروني على مدار تاريخ الفريقين، حيث التقى الفريقان سبع مرات أخرى سابقة في تاريخ مشاركاتهما ببطولات كأس الأمم الأفريقية وكان الفوز للفراعنة في ثلاث منها وللكاميرون في ثلاث مباريات فيما فرض التعادل نفسه على مباراة واحدة بينهما.

من المنتظر ان يعتمد الارجنتينى هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني علي تشكيل مكون من عصام الحضري في حراسة المرمى ورباعي الدفاع احمد المحمدي واحمد فتحي وعلي جبر وسعد سمير فيما سيكون في الوسط طارق حامد ومحمد النني العائد من الاصابة وامامهم محمود حسن تريزيجيه وعبدالله السعيد ومحمد صلاح ومهاجم وحيد هو عمرو وردة.

يتأهل الفائز بلقب هذه النسخة إلى فعاليات بطولة كأس القارات التي تستضيفها روسيا منتصف العام الحالي.

ورغم التاريخ الحافل لكل من المنتخبين العريقين على الساحة الأفريقية، لم تكن المواجهة بينهما في المباراة النهائية من المواجهات المتوقعة بقوة لسيناريو اللقاء الحاسم على لقب وكأس البطولة، حيث كانت معظم التوقعات لصالح منتخبات أخرى عريقة في ظل الظروف التي خاض فيها كل من المنتخبين المصري والكاميروني فعاليات هذه النسخة ولكن كلا من الفريقين شق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية.

يفتقد منتخب الفراعنة في امام الكاميرون جهود عدد من اللاعبين حيث يغيب عن صفوفه مهاجمي مروان محسن للإصابة التي تعرض لها في مباراة دور الثمانية واحمد حسن كوكا المصاب بالتهاب في عضلة الحوض وتحوم الشكوك حول مشاركة محمد عبدالشافي نجم الجبهة اليسرى للإصابة واحمد حجازي مدافع الفريق أيضا فيما يغيب محمود كهربا للإيقاف بسبب الإنذارات بخلاف خروج حارس المرمى أحمد الشناوي من حسابات الفريق بالبطولة بعد إصابته في المباراة الأولى أمام مالي.

وفي المقابل، يتمتع المنتخب الكاميروني ، رغم غياب العديد من لاعبيه الأساسيين للاعتذار عن عدم المشاركة في هذه النسخة، بوجود العديد من النجوم المتألقين في صفوفه بقيادة كريستسان باسوجوج وبنيامين موكاندجو والمهاجم روبرت نديب تامبي كما يتألق في خط الدفاع ميشيل نجادو نجادجي وكولينز فاي وأدولف تيكو وفي الوسط سيباستيان سياني وأرناود دجوم كما يعلق الفريق آمالا عريضة على الحارس المتألق فابريس أوندوا الذي ترك بصمته مع الفريق من خلال هذه البطولة.

طوال مشوار البطولة تسلح كل من مصر والكاميروني بالواقعية حيث تغلب كل منهما على النقص العددي وظروف الإصابات والمشاكل التي يعانيها كل منهما في هذه النسخة،كما استفاد كل من الفريقين من التوقعات الهزيلة التي رافقته في هذ البطولة وغياب الضغوط الهائلة على لاعبيه ليتقدم تدريجيا وبشكل هادئ إلى المباراة النهائية للبطولة التي يسعى كل منهما خلالها إلى تحقيق الفوز والتتويج بلقب جديد يضاف إلى رصيده في السجل الذهبي للبطولة.

تاريخ البطولة يصب لصالح الفراعنة خيث يستحوذ منتخبنا على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب البطولة برصيد سبع ألقاب حيث توج باللقب في 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، وفي المقابل، توج المنتخب الكاميروني باللقب أربع مرات سابقة في أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 ليتساوى مع المنتخب الغاني في رصيد الألقاب ويتقاسمان المركز الثاني في السجل الذهبي خلف الفراعنة .

وكانت التوقعات الهزيلة التي رافقت المنتخب المصري إلى البطولة الحالية نابعة من غياب الفريق عن النسخ الثلاث الماضية للبطولة وافتقاد معظم لاعبيه للخبرة بهذه البطولات مع اعتزال معظم لاعبي الجيل الذي توج بلقب البطولة في ثلاث نسخ متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 إضافة إلى التذبذب الواضح في مستوى الفريق في السنوات القليلة الماضية، ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لأسود الكاميرون الذين خاضوا البطولة بتوقعات متواضعة في ظل اعتذار عدد كبير من النجوم الكبار الأساسيين عن عدم المشاركة مع الفريق في البطولة الحالية.

كان للدفاع دور بارز ومؤثر في عبور الفريقين للنهائي حيث اهتزت شباك الفراعنة مرة واحدة فقط خلال المباريات الخمس التي خاضها في البطولة حتى الآن فيما اهتزت شباك الأسود مرتين فقط.

وتصدر المنتخب المصري المجموعة الرابعة في الدور الأول للبطولة برصيد سبع نقاط وبفارق نقطة واحدة أمام نظيره الغاني الذي كان مرشحا بقوة لإحراز اللقب لكنه خسر أمام نظيره المصري صفر- 1 في ختام الدور الأول.

وفي الدور الثاني، كسر الفراعنة العقدة التي لازمت الفريق على مدار ثلاثة عقود وحقق المنتخب المصري انتصاره الأول على المغرب منذ 31 عاما ثم عبر عقبة بوركينا فاسو في المربع الذهبي بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1- 1 في الوقتين الأصلي والإضافي، فيما حل المنتخب الكاميروني في المركز الثاني بالمجموعة الأولى في الدور الأول برصيد خمس نقاط وبفارق النقاط خلف منتخب بوركينا فاسو.

وفي الدور الثاني، اجتاز الأسود واحدة من أصعب العقبات بالتغلب على المنتخب السنغالي الذي كان المرشح الأقوى للفوز بلقب هذه النسخة وذلك بركلات الترجيح بعد تعادلهما السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يجتاز الأسود عقبة أخرى كبيرة في المربع الذهبي بالفوز على المنتخب الغاني 2- صفر.

ولهذا، تبدو المواجهة بين المنتخبين الوطني والكاميروني متكافئة بدرجة هائلة في ظل تشابه ظروف الفريقين وتطور مستوييهما في البطولة على نحو متكافئ بخلاف الروح المعنوية العالية لديهما بعدما فجر كل منهما المفاجأة وبلغ المباراة النهائية ليصبح على بعد خطوة من التتويج الغالي.

يعيب الفراعنة خلال مشوارهم في البطولة المستوى البدني الضعيف، فقد يتمتع المنتخب الكاميروني بلياقة بدنية أعلى لكن لاعبيه حصلوا على يوم أقل من الراحة عن المنتخب الوطني حيث خاض المنتخب الكاميروني مباراته أمام غانا بالمربع الذهبي يوم الخميس فيما خاض المنتخب المصري مباراته أمام خيول بوركينا فاسو بنفس الدور يوم الأربعاء الماضي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً