الأمثال تختلف في ألفاظها ولكنها تلتقي في مضمونها مع اختلاف مصادرها وبكل بساطة الأمثال تعبير عفوي عن موقف أو حدث موجز لحد البلاغة، وللأمثال المصرية نكهة مميزة.
١- "اللي ميعرفش يقول عدس"
ترجع قصة المثل لأنه في أحد الأيام قام لص بسرقة النقود من متجر غلال وخرج مسرعًا فأسرع ورائه صاحب المتجر، وعندما تعثر اللص في شوال عدس وانتشر العدس في الأرض ظن الناس أنه سرق بعض العدس ليأكله، ولاموا التاجر على قسوته، فرد التاجر قائلا: "اللي ميعرفش يقول عدس!".
٢- "إحنا دفنينه سوا"
يحكى أنه كان يوجد تاجران زيت يبيعان بضاعتهما على حمار، وفي يوم من الأيام مات الحمار فظنا أن تجارتهما توقفت، فاقترح أحدهما أن يدفنا الحمار ويشيدان فوقه مقام، ويدعيان أنه ضريح أحد أولياء الله الصالحين، ليأتي إليه الناس بالقرابين، وفي أحد الأيام سرق أحدهم القرابين دون مشاركة صاحبه، فهدده الثاني بأن يدعو عليه صاحب المقام، فضحك الأول قائلا: “أي صاحب مقام! إحنا دفنينه سوا”، ويقال أن مثل “تحت القبة شيخ” يرجع لنفس القصة.
٣- "جحا أولى بلحم طوره"
في أحد نوادره قام جحا باستدعاء جيرانه ليطعمهم من لحم ثوره، وطلب منهم الجلوس في صفوف منتظمة، ثم مر عليهم يقول للشيخ إنه لن يتمكن من هضم لحم الثور، وللمريض إن لحم الثور سيمرضه، وللسمين إنه ليس بحاجة للحم، وللشاب إنه قوي ويمكنه الانتظار بعد توزيع اللحم على الفقراء، وفي نهاية اليوم طلب من المدعويين الانصراف، قائلا: “جحا أولى بلحم ثوره”.
٤-"اللي اختشوا ماتوا"
في أحد الأيام في زمن الحمامات التركية القديمة اعتادت النساء على الاستحمام فيها، وفي أحد الأيام نشب حريق هائل بأحد الحمامات، فهرولت بعض النساء بملابس الاستحمام لتنجو، في حين خجلت الأخريات من الخروج بهذا الشكل، فكان مصيرهن الموت داخل الحمام، لينتشر بعدها مثل “اللي اختشوا ماتوا”.
٥-"دخول الحمام مش زي خروجه"
افتتح أحد الرجال حماما تركيا وجعل دخوله بالمجان، فأسرع الناس للذهاب له، لكنه كان يتحفظ على ملابسهم وعند خروجهم يطلب منهم النقود لاستلام الملابس، وعندما سأله الناس ألم تقل أن الدخول بالمجان؟ فأجاب: “دخول الحمام مش زي خروجه”.
٦-"على قد لحافك مد رجليك"
يرجع هذا المثل لحكاية شاب ورث عن والده أموال طائلة أنفقها ببذخ وسفه، حتى أصبح لا يملك قوت يومه فاضطر للعمل عند أحد أصحاب الحدائق، وتبين أنه ابن ترف لم يعمل من قبل فسأله صاحب العمل عن قصته، وعندما أخبره بها قرر الرجل أن يزوجه ابنته وأعطاه منزلا صغيرا وعملا بسيطا، وطلب منه أن يمد رجله على قد لحافه ليصبح ذلك مثلا دارجا.
٧-"جه يكحلها عماها"
يقال إن هذا المثل له أسطورة أن قط وكلب تربيا معا في قصر وحدثت صداقة بينهما، وكان الكلب معجبا بعيني القط فسأله ذات مرة عن سر جمالها، فقال القط إن عينيه بها كحل، ولما سأله الكلب كيف لك هذا؟ قال القط لا أعرف، فغار الكلب واحضر بعض الكحل، ووضعه على إصبعه ليضعه في عينيه، لكن مخلبه فقأ عينه بدلا من تكحيلها.
٨-"المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس"
يحكى أنه كان هناك أخوين أحدهما غني والثاني فقير، فقرر الغني في أحد الأيام أن يرسل لأخيه المال بشكل غير مباشر، لكي لا يحرجه فألقى في طريقه سرة من النقود، وانتظر أن يأتي له بخبر العثور على نقود في الطريق، لكن أخاه أخبره أنه قرر أن يأتي مغمضا عينيه هذا اليوم، فقال الأخ الغني: “المتعوس متعوس ولو علقنا على رأسه فانوس”.
٩- "عامل نفسه من بنها"
أصل هذا المثل يكمن في «قطار وجه بحري» الذي لابد وأن يمر على بنها ويقف بها أيًا كانت وجهته، وهو ما يعني أن أول محطة بعد القاهرة هى بنها، واعتاد الركاب المتوجهين لبنها ممن لم يمكنهم الحصول على مقعد، الاستئذان من الجالسين ليسمحوا لهم بالجلوس هذه المسافة التي لا تستغرق دقائق معدودة، بعدها ينزل البنهاويون ويستأنف ركاب «بحري» جلوسهم، ومن هنا ظهرت الحيلة التي لجأ إليها أغلب الركاب المتوجهين لمحافظات أبعد للحصول على مقاعد، حيث جرت عادة الاستئذان من الجالسين في القطار ليسمحوا لهم بالجلوس مكانهم، بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها، ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى، فالقطار عادة ما يغادره ركاب كثيرون، معظمهم ليسوا من أهل بنها الذين استأذنوا للجلوس، فيجد من قاموا من مجالسهم أنهم يستانفون الجلوس ولكن في غير مقاعدهم التي تنازلوا عنها، وعلى مثل هذا صار الأمر، فمن أراد أن يجلس على كرسي قطار مزدحم «يعمل نفسه من بنها».
١٠-"كداب كدب الابل"
التعبير الذي يصف الشخص كثير الكذب، ظهر في فيلم «بوحة» للفنان محمد سعد، يرجع لأيام البدو، عندما كانو يتجولون فى الصحراء بإبلهم، وكانت الإبل تقوم أحيانًا بتحريك فمها يمينًا ويسارًا كأنها تأكل الطعام، وهو الأمر الذي كثيرًا ما كان يضلل رعاة الإبل، الذين كانوا ينظرون حولها اعتقادًا أنها وجدت حشائش أو شئ تأكله فى وسط الصحراء قبل أن يكتشفوا أنها لا تأكل أصلًا وإنما تلاعب شفتيها، ومن هنا ظهرت كلمة «كذب الابل»، لكل من يضلل شخصًا ويوهمه بأكاذيب وأقاويل زائفة.