ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الصادرة، اليوم الأحد، أن تجدد أعمال القتال بين الانفصاليين الذين يحظون بدعم موسكو وبين القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، يشكل أول وأكبر اختبار أمام خطط الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لإقامة علاقات دافئة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إلى تصريحات المتحدث باسم الجيش الأوكراني الذي أكد أن نيران مدفعية الانفصاليين أودت بحياة 13 جنديا أوكرانيا على الأقل منذ نهاية الأسبوع الماضي، في واحدة من أشد المعارك ضراوة منذ اندلاع القتال في 2014.
وأوضحت الصحيفة أن أكثر من 70 جنديا أصيبوا، فضلا عن تشريد آلاف المدنيين في مدينة "أفدييفكا" الصناعية؛ حيث ترك حوالي 17 ألف شخص، بينهم ألفان و500 طفل، بدون كهرباء أوماء أو تدفئة.
وأضافت أن جميع محاولات وقف إطلاق النار باءت بالفشل، واستمر القصف على مناطق تمتد بطول 250 ميلا بالقرب من الحدود مع روسيا، كما حاول الطرفان حشد صفوفهما ونقل المزيد من المدفعية الثقيلة والمعدات العسكرية إلى مناطق الصراع، في انتهاك واضح لاتفاقات "مينسك" التي تم التوصل إليها قبل عامين.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد الأعمال العدائية في أوكرانيا دفع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس شتولتنبرج، لدعوة روسيا لكبح جماح الانفصاليين الذين يحظون بدعمها العسكري.
من جانبها، نفت موسكو أي دور لها في تجدد القتال، واتهم الرئيس بوتين قادة أوكرانيا باستغلال الضحايا من أجل الحصول على المزيد من المساعدات الأمريكية والأوروبية.
وأردفت الصحيفة أن "الرئيس ترامب، الذي تحدث مع بوتين قبل ساعات من تجدد القتال مطلع الأسبوع الماضي، أكد رغبته في تعزيز التعاون مع روسيا، ووصف الرئيس الروسي بـ"القائد الفعال"، غير أن آراء ترامب في هذا الشأن تتباين على ما يبدو بشكل كبير مع العديد من مستشاريه".
واستدلت (وول ستريت جورنال) على طرحها في هذا الصدد بنقل تصريحات المبعوثة الأمريكية الجديد للأمم المتحدة نيكي هالي، التي أدانت بشدة العدوان الروسي على أوكرانيا، وقالت "إنه من المؤسف للغاية أن تضطر لانتقاد الأوضاع في أوكرانيا، ولكن الوضع المتردي في شرق البلاد أمر يستدعي توجيه انتقادات وإدانات واضحة وقوية لأفعال روسيا هناك"، داعية إلى ضرورة وقف تصعيد العنف.