يظل الصراع السياسي في كل مكان، وكل هيئة، هو الحاكم لأي عملية سياسية كبيرة كانت أم صغيرة، ودومًا تأتي المصالح لتحكم الأمور، ووراء كل صراع سياسي دومًا صراع مادي، فالمال هو اللغة الرسمية لأي حرب سياسية تُدار هنا أو هناك، فدومًا الساسة يرون المناصب الرفيعة "تورتة"، يبحث كلٌ منهم عن القسم الخاص به، ويريد أن يقتطع قسمًا كبيرًا.
ربما هذا هو تعريف للصراعات السياسية، ولكن! ما هو ماهية الصراع السياسي الذي يحدث تحت قبة البرلمان المصري؟ ما سببه؟ ومن يديره ولصالح من؟
مع بداية دور الانعقاد الثانى لمجلس النواب منذ شهور قليلة، يبدو أنه سيشهد سيناريو مشابه للدور الأول الذى شهد فى بدايته أيضًا إسقاط عضوية النائب السابق توفيق عكاشة، وبدا النائب محمد أنور السادات قريبًا من مصيره، فيعتبر هو نجم الشباك الأول في الصراع السياسي تحت القبة.
◄السادات
محمد أنور السادات هو من بشر نفسه بإسقاط العضوية فى بيان رسمي قبل التحقيق معه من قبل لجنة القيم بالبرلمان، فله مواقف كثيرة مع الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، بدأت منذ أن وصف المجلس وإدارته بعبارة "ولا زمان يا وطنى".
السادات أيضًا، تثار حوله العديد من علامات الاستفهام؛ خاصةً فيما يخص مسألة التمويل الأجنبي لجمعيات حقوق الإنسان، كما أنه يدافع باستماتة شديدة عن السماح بالتمويل الأجنبي، ولا يريد أي تدخل من الدولة، لرقابة ما يأتي من أموال، وأين سيتم إنفاقها، ويشير البعض إلى أن هذا هو سبب خلافاته الدائمة تحت القبة، وأنه يستغل أي شيء ليشن هجومًا على المجلس ورئيسه.
واستمر السادات فى انتقاد المجلس ورئيسه؛ خاصةً وأنه أصبح رئيسًا للجنة حقوق الإنسان، والتى كانت توجه انتقادات حادة للحكومة، واتهمت عبد العال أنه يعرقل عملها وأقنع نواب اللجنة وقتها بإعلان تجميد عملهم.
وبالرغم من أن السادات أُزيح من كرسي رئاسة اللجنة، وتم استبداله برئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إلا أن ذلك لم يرُق لعبد العال، واتهمه بأنه قام بتزوير توقيع زملائه على مشروعات بقوانين وتسريب نسخة من مشروع قانون الجمعيات إلى سفارات أجنبية؛ ليرد النائب ببيانات عاجلة تحرج عبد العال أمام الرأي العام، وأهمها تكلفة سياراته بالمجلس.
◄ أحمد طنطاوى
الخلاف بدأ بين علي عبد العال وأحد النواب الشباب تحت القبة أحمد طنطاوى، منذ انطلاق المجلس، فكان يتهم النائب الشاب رئيس البرلمان بعدم منحه الكلمة وطرده متعمدًا خلال الجلسات العامة، ويرجح النائب الأمر بسبب أنه معارض دائما والمنصة لا تريد السماع للمختلفين مع الحكومة.
وانتقل الخلاف إلى انتقاد واضح من عبد العال لطنطاوى بشأن زيه الذى حضر به إحدى الجلسات، وو الزي رآه رئيس المجلس لا يتماشى مع الزي الرسمي المناسب للظهور تحت القبة، ودعاه إلى عدم الظهور بملابس "كاجوال".
ومع بداية دور الانعقاد الثاني تضخم الأمر بإحدى الجلسات، بعدما أصر النائب الشاب على الكلام رغم منع عبد العال له؛ ليدعو رئيس المجلس الحرس؛ لإخراجه من القاعة مما أغضب أغلب النواب ودفعهم للحديث مع عبد العال لعدم تصعيد الأمر، لأنه من غير اللائق أن يقوم ضابط بطرد نائب برلمانى من القاعة.
◄حسام الرفاعى
نائب شمال سيناء حسام الرفاعى الخلاف بينه وبين رئيس المجلس لا ينتهى لمجرد ذكر أي شئ يتعلق بالمحافظة، وتطور الأمور إلى التصويت على طرد عبد العال النائب من الجلسة، وفى إحدى المرات رد رفاعى عليه قائلا: "أنا مش فى بيتك تطردنى منو وقت ما تحب".
واللافت أن رفاعى تفهم عبد العال وطريقته فى إدارة المجلس والجلسات، مع انعقاد جلسات دور الانعقاد الثانى، وعرض أزمة الادعاء بقيام الشرطة بتصفية شباب سيناء بديباجة: أنا حكون هادى وهمسك أعصابي.." واستطرد فى سرد الأزمة.
◄سمير غطاس
خلاف النائب سمير غطاس مع عبد العال ظهر بعد تلويح رئيس المجلس خلال أولى جلسات انغقاد البرلمان، أنه لا يقبل بانتقاد غطاس فى الفضائيات للمجلس وطريقة إدارته، ليتطور الأمر للتصويت على طرد النائب من الجلسات، مرورًا لتحويله للتحقيق بواسطة لجنة خاصة.
ومع انعقاد جلسات دور الانعقاد الثانى، اتضح أن غطاس قرر أن يقوم بانتقاد الحكومة وأدائها والبعد عن توجيه أى لوم للمجلس إلا بشكل مبطن.