شهدت العلاقات المصرية السودانية، تطورات عدة في الآونة الأخيرة، حيث صعدَّ الرئيس البشير في لقاء له مع قناة العربية السعودية حدة هجومه على مصر، مدعيًا أن مثلث حلايب سيظل سودانيا، لأنه فى أول انتخابات أجريت تحت الحكم الثنائى البريطانى المصري كانت حلايب ضمن الدوائر السودانية، مضيفًا: الانتخابات عمل سيادى من الدرجة الأولى، مهددًا خلال المقابلة باللجوء إلى مجلس الأمن، حال رفض القاهرة التفاوض.
ورغم العلاقات المتبادلة والقمم الرئاسية بين الزعيمين السوداني والمصري في الشهور الأربعة الأخيرة والتي بلغت 3 لقاءات، يبدو أن الخرطوم تتحرك ضد القاهرة في الكثير من القضايا، مستغلة الرياض التي تشهد علاقاتها توترا مع القاهرة لتكون منبرًا لإنطلاق الهجمة السودانية الجديدة ضد مصر، بدءا من تجديد التهديد باللجوء لمجلس الأمن فيما يخص قضية حلايب وشلاتين، مرورًا بدعم الحكومة الإخوانية في ليبيا وتشييد السدود على النيل وصولًا بالاستمرار في استقبال المعارضة السودانية.وكانت قد أشارت تحقيقات نيابة أمن الدولة بمصر، الشهر الماضي، فيما يتعلق بقضية "تنظيم حسم الإرهابي"، إلى أن التنظيم يعمل بشكل استخباراتي، وتلقى تدريبات في السودان على يد كتائب القسام، وهو ما أكده عدد من الخبراء، مرجعين السبب إلى تبعية التنظيم لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تمتد في عدد من الدول العربية، خاصة في السودان وفلسطين.
وترصد "أهل مصر" أبرز التطورات التي تشهدها العلاقات المصلرية السودانية في الوقت الراهن، وتشمل:-_"حلايب وشلاتين"عاد ملف حلايب وشلاتين إلى الواجهة مرة أخرى على الرغم من حسم المسألة بخروج القاهرة كل فترة بوثائق وخرائط تثبت تبعيتها لمصر، بالإضافة إلى صعوبة اللجوء إلى التحكيم الدولي الذي يتطلب موافقة الطرفين، لكن يبدو وبحسب الخبراء أن نظام الرئيس السوداني عمر البشير اعتاد استحضار أزمة حلايب وشلاتين في حديثه ليضع ضغطًا على الإدارة المصرية أمام مواطنيها بوجوب الرد وتصعيد التوتر أو استمرار التجاهل.يقول مصدر دبلوماسي مصري فضل عدم الكشف عن هويته إن “حلايب وشلاتين” ستظل قضية خلافية مع الجانب السوداني، وعلى الرغم من أنها لن تؤثر على العلاقات مع الخرطوم ولا على مسار التعاون القائم بين البلدين، إلا أن التصريحات تصدر من القيادة السودانية في الخرطوم نتيجة للضغوط الداخلية لديهم، ولتلبية رغبات شعبهم ليس أكثر.وحاول المصدر المصري تخفيف حدة الخطاب السوداني تجاه مصر موضحًا أن هناك الكثير من الدول التي توجد بينها حدود مشتركة ويوجد في مسار العلاقات بينها خلافات بسبب تقسيم الحدود، إلا أنه في الوقت نفسه بينها علاقات تعاون واسعة ومتعددة دون التأثير عليها بسبب هذه الخلافات القائمة.
_"جماعة حسم الإرهابية"شهد السودان خلال العقود الأخيرة، تنامي للتيارات الراديكالية، خاصة المسلحة منها، ودعم ذلك الهجرة الجماعية من السودانيين لدول الخليج، وخاصة السعودية، الأمر الذي يعزز التوجه السلفي هناك.وفي 2016، وخلال الأيام القليلة الماضية، أشارت تحقيقات نيابة أمن الدولة بمصر، فيما يتعلق بقضية "تنظيم حسم الإرهابي"، إلى أن التنظيم يعمل بشكل استخباراتي، وتلقى تدريبات في السودان على يد كتائب القسام، وهو ما أكده عدد من الخبراء، مرجعين السبب إلى تبعية التنظيم لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تمتد في عدد من الدول العربية، خاصة في السودان وفلسطين.
_"دعم الإخوان"يعتبر ملف دعم السوادن لجماعة الإخوان المسلمين في كثير من البلدان منها ليبيا، أحد الأزمات بين الدولتين بسبب تنافر السياسة الخارجية الخاصة بالبلدين، لاسيما بعد إسقاط جماعة الإخوان في مصر، حيث في الوقت الذي يُحسب فيه النظام السوداني على تيار الإسلام السياسي بشكل أو بآخر فهو متورط في دعم حركات إسلامية متشددة في المحيط الإقليمي خاصة في ليبيا منذ اندلاع الثورة ضد حكم القذافي وإسقاطه، بسبب الخلافات المتوارثة بين نظام البشير والقذافي.واستمر دعم السودان للفصائل الإسلامية المقاتلة في ليبيا بعد سقوط القذافي من خلال الدعم غير المعلن لعملية فجر ليبيا وحكومة الوفاق المُشكلة حديثًا برعاية أممية ويتزعمها فائز السراج في مواجهة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر والمؤسسات الشرعية الليبية شرق البلاد والتي تدعمها القاهرة، وتتشكل أغلبية الجماعات التي تدعمها السودان من خلفيات إسلامية على رأسها جماعة الإخوان، التي يناصبها السيسي العداء باعتبارها امتدادا إقليميا للجماعة الأم في مصر.
_"سد النهضة"حيث كشفت الصحف السودانية في الشهور القليلة الماضية أن هناك توجها سودانيا لإنشاء سدود على نهر النيل بتمويل سعودي لمواجهة نقص المياه الناتج عن سد النهضة، وأعلنت الحكومة السودانية العام الماضي عن تفاصيل اتفاقيات وقعتها مع السعودية لتمويل بناء ثلاثة سدود شمالى البلاد، مشيرة إلى أن سقف تنفيذ هذه المشروعات خمس سنوات، مما يؤثر بالسلب على حصة مصر من مياة نهر النيل بعد اقتراب اكتمال بناء سد النهضة.