تربينا على سماع قصة "جنية الأسنان"، التي تأخذ أسناننا التي سقطت أو تسوست ليلا من أجل أن تعيدها إلينا سليمة معافاة بدلا منها، أسموها حورية الأسنان، تارة وجنية الأسنان، تارة أخرى.
ويحل اليوم العالمي لخلع الأسنان، وهو أحد أغرب الأيام العالمية التي يتم الاحتفال بها، يوم 9 فبراير.
وتبدأ القصة مع أبوللونيا، القديسة القبطية والتي تشتهر بأنها شفيعة مرضى الأسنان والصداع، كانت ذات جمال بارع وشجاعة نادرة، وولدت بالإسكندرية من أبوين مسيحيين ربياها على حياة التقوى والقداسة، فنمت في الفضيلة والنسك وحب الصوم والصلاة، ولما شبت قليلا كرست حياتها لله وخدمت في الكنيسة كخادمة تهتم بالفقراء والمحتاجين، وبعد وفاة والديها أقامت في منزل بسيط، وحبها الشديد للجميع كان يؤثر في نفوس أصدقائها الوثنيين فجذبت أعدادا غفيرة إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح.
وذهبت بكل شجاعة لتوبيخ الإمبراطور داكيوس، الذي أعلن عداءه للمسيحيين، وعندما علم بمكانتها الاجتماعية وعراقة أصلها عاملها بلطف ولكن لم يستطع أن يستميلها لعبادة الأوثان تارة بالوعد وأخرى بالوعيد وأمر باقتيادها إلى معبد الأوثان للسجود والتبخير للآلهة وعندما دخلت المعبد رسمت علامة الصليب فتحطمت الأوثان وآمن عدد غفير من غير المؤمنين، ثم جلدوها وتناثر لحمها وسالت دماؤها كالأنهار، ثم تكسير أسنانها ونزعها من الجذور بواسطة كماشة، حتى أنها كانت تعاني من صداع شديد في رأسها وآلام في فكيها وصلت إلى الله أن يزيل الآلام الأسنان لكل الذين يسألونه بطلباتها ويمنحهم الشفاء بتحننه كانوا على وشك إلقاءها في آتون نار ولكنها هي التي ألقت بنفسها في الآتون ونالت إكليل البتولية والشهادة.
يحتفل الغرب بعيد استشهادها يوم 9 فبراير، أقيمت على اسمها مذابح وكنائس كثيرة في أوروبا. وتحتفل الكنيسة القبطية بعيدها في 2 أمشير من كل عام، ولا يوجد الي الآن كنائس على اسم هذه القديسة بمصر.
يصور الرسامون الأقباط القديسة أبوللونيا، ومعها غصن نخيل رمز لاستشهادها وفى يدها كماشة قابضة على ضرس رمز لعذاباتها في بعض اللوح الفنية يرسمون الشهيدة وفى إحدى يديها كتاب رمز الخدمة وفى اليد الأخرى كماشة تقبض على ضرس، كما ترسم أيضا وهي تصلى في وسط الآتون رافعة نظرها نحو السماء.