تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، فعقد عدة اجتماعات لمراجعة الخطط الأمنية لملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد، ومتابعة آخر التطورات بقطاع الاتصالات وحركة السياحة الوافدة وجهود تطوير قطاع الكهرباء، واستقبل بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم، كما قام بزيارة مفاجئة للكلية الحربية، وترأس المجلس الأعلى للسياحة، وشارك في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بزيارة مفاجئة للكلية الحربية حيث تفقد مراحل الإعداد البدني والمهاري المختلفة لطلبة الكلية، للاطمئنان على برامج التدريب والكفاءة البدنية العالية التي يتمتع بها الطلبة، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي.
كما شارك الرئيس طلبة الكلية في جولة بالدراجات في شوارع القاهرة، وشهد قيام عدد منهم بقفزة الثقة من موقع مرتفع إلى حمام السباحة، وتناول الإفطار مع طلبة الكلية.
وتحدث الرئيس خلال الزيارة مع طلبة الكلية الحربية، حيث أشاد بالقدرات البدنية والمهارية العالية التي أظهرها الطلبة والتي تدل على مستوى متميز من التدريب، مشيرًا إلى أن هذه القدرات تعد أحد أهم الركائز في بناء ضباط وقادة المستقبل داخل القوات المسلحة وقدرتهم على تنفيذ المهام الموكلة إليهم تحت أية ظروف، وأوصى الرئيس الطلبة بالحفاظ على لياقتهم واستعدادهم البدني والذهني المرتفع، والتمسك بالمبادئ الأصيلة للعسكرية المصرية، وإعلاء قيم الانضباط العسكري والتضحية من أجل الوطن.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي عرض آخر التطورات بقطاع الاتصالات، مشيرًا إلى أنه شهد نموًا بنسبة 11.2% خلال الربع الأول من السنة المالية 2016-2017، ليحتل المرتبة الأولى بين مختلف قطاعات الدولة الاقتصادية.
وأكد الرئيس في هذا الصدد على أهمية قطاع الاتصالات الذي يساهم في دفع ونمو الاقتصاد الوطني، مشددًا على ضرورة العمل على تطوير القطاع ومتابعة تنفيذ برامج تدريب الشباب وتأهيلهم لاستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة، مع الاهتمام بدعم الإبداع ورعاية الأفكار المبتكرة، وتقديم الخدمات ذات القيمة المضافة، كما أكد أهمية إنشاء مناطق تكنولوجية في كافة أنحاء البلاد وذلك في إطار تنمية مجتمعية مستدامة وإيجاد فرص عمل جديدة وجذب مزيد من الاستثمارات العالمية.
ووجه الرئيس بالانتهاء من مشروع مدينة المعرفة التي سيتم إنشاؤها في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستعتمد على تكنولوجيا المعلومات المتطورة في كافة قطاعاتها في أسرع وقت، والعمل على توفير كافة الإمكانيات اللازمة للارتقاء بالمنظومة المعلوماتية في العاصمة الإدارية الجديدة وتعظيم المنتج التكنولوجي الذي ستقدمه، فضلًا عن أهمية إنشاء مراكز ومعاهد للتدريب بها تعمل على تأهيل الشباب.
وأكد الرئيس دعم الدولة للخطوات التي تقوم بها وزارة الاتصالات من أجل تقديم خدمات أفضل للمواطنين، وتيسير استفادتهم من سرعة وجودة الخدمات الالكترونية التي تتيحها تكنولوجيا الجيل الرابع، فضلًا عن مواكبة مصر لآخر التقنيات في هذا المجال، كما أكد أهمية الارتقاء بالخدمات المُقدمة للمواطنين طبقًا للمعايير الدولية وضمان وصول الخدمات الحكومية إليهم دون معاناة أو فساد.
وعرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كذلك خلال الاجتماع جهود تطوير مكاتب البريد المصري، وخطط متابعة تنفيذ الاتفاقيات مع الشركات الصينية لتصنيع الأجهزة الإلكترونية الحديثة في المناطق التكنولوجية، مشيرًا إلى تصنيع أول تليفون محمول مصري خلال النصف الثاني من عام 2017.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي عرض تطورات العمل في مختلف المشروعات التي يتم تنفيذها بقطاع الكهرباء، حيث أشار إلى أن القطاع يشهد نهضة شاملة من خلال إنشاء وتطوير محطات توليد الكهرباء الجديدة التي تعمل بالغاز أو بالفحم أو بالطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التطوير الشامل لشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم الذكية للشبكة القومية للكهرباء، بهدف ضمان استمرار تقديم هذه الخدمة على أعلى مستوى سواء للاستهلاك المنزلي أو التجاري أو الصناعي.
وشدد الرئيس السيسي في هذا السياق على ضرورة مواصلة الأداء المتميز لقطاع الكهرباء، وتطويره بشكل مستمر، ليلبي احتياجات المواطنين من الطاقة الكهربائية، وبحيث يشعر المواطن بتحسن ملحوظ في الخدمة المُقدمة وانتظام التيار الكهربائي، وخاصة في محافظات الصعيد والدلتا والمناطق النائية، فضلًا عن الدور الأساسي الذي يقوم به قطاع الكهرباء في مواكبة النمو الاقتصادي المتزايد في مصر، وتوفير البنية التحتية اللازمة لجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي.
وقدم الدكتور محمد شاكر تقريرا حول حجم الأعباء التي تتحملها الدولة لدعم الطاقة الكهربائية، والتي ارتفعت خلال الفترة الأخيرة جراء تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الوقود، لتصل من 30 مليار جنيه إلى 65 مليار جنيه سنويًا.
كما عرض الوزير الجهود التي تتم للربط الكهربائي مع دول الجوار، حيث وجه الرئيس بسرعة إنهاء الدراسات الخاصة بالربط الكهربائي في إطار الاهتمام الذي توليه مصر لتعزيز تعاونها مع دول الجوار في مجال الكهرباء، تحقيقًا للاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية وتكامل سياسات الطاقة الكهربائية لتحقيق أمن الطاقة ودفع جهود التنمية.
واستقبل الرئيس السيسي بمطار القاهرة بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم لدى وصولها من الجابون بعد المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وصافح الرئيس لاعبي المنتخب الوطني وجهازه الفني، موجهًا لهم خالص التهنئة على أدائهم المُشرف بالبطولة الأفريقية وما أبدوه خلال المباريات من إصرار وعزيمة ومثابرة حازت على احترام الشعب المصري بأكمله، كما أكد أن لاعبى المنتخب وأعضاء الجهاز الفني كانوا على قدر المسئولية ومحلًا للثقة التي وضعها فيهم هذا الشعب.
وتم التقاط الصور التذكارية للاعبي المنتخب الوطني وجهازه الفني مع الرئيس، كما تحدث الرئيس عقب ذلك مع جميع أعضاء المنتخب الوطني، حيث وجه باسم كل المصريين التحية والتقدير والاحترام للمنتخب الوطني، مؤكدًا على أن المنتخب أسعد الشعب المصري بما قدمه من أداء قوى ومُشرف خلال البطولة.
وأكد الرئيس كذلك على أهمية أن يرفع لاعبو المنتخب رؤوسهم عاليًا في ضوء ما حققوه من إنجاز هام خلال البطولة ووصولهم إلى المباراة النهائية، لاسيما في ضوء أن مشاركة المنتخب المصري جاءت عقب سنوات من الغياب عن البطولة، مؤكدًا أنهم أحسنوا المشاركة وبذلوا جهدًا كبيرًا وحظوا بتقدير حقيقي من جانب الشعب المصري الذي يعشق كرة القدم، وأعرب الرئيس في ختام اللقاء عن أطيب تمنياته لأعضاء المنتخب وجهازه الفني بتحقيق المزيد من النجاحات مستقبلًا.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع عدد من قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية.
وتم الاجتماع في إطار الاجتماعات الدورية التي يعقدها الرئيس مع قيادات القوات المسلحة والشرطة لبحث تطورات الأوضاع الأمنية في كافة أنحاء الجمهورية، ولمراجعة التدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن المواطنين وزعزعة استقرار البلاد، حيث وجه الرئيس باستمرار التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة، مؤكدًا ضرورة التحلي بأعلى درجات الحيطة الأمنية والاستعداد القتالي لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة المواطنين.
كما وجه الرئيس بمواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة في كافة أنحاء الجمهورية بما يضمن الحفاظ على أمن الوطن، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في بذل المزيد من الجهد في التدريب والحفاظ على اللياقة البدنية والروح المعنوية العالية للقوات، وصولًا إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ أية مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي.
وترأس الرئيس السيسي الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للسياحة، وتم خلال الاجتماع عرض النتائج المستهدف تحقيقها في العام الجاري في قطاع السياحة، وبحث السياسات والإجراءات اللازمة لذلك، فضلًا عن دراسة المخططات العامة للمناطق السياحية الجديدة في مصر، واستعراض التحديات التي تعترض نمو الحركة السياحية وبحث كيفية التغلب عليها، ومتابعة آليات التنسيق بين الوزارات المختلفة لتنفيذ خطط التنمية السياحية، وكذلك تقييم نشاط قطاع السياحة خلال الفترة الماضية.
كما تطرق الاجتماع إلى بحث إمكانية تطبيق سياسة السماوات المفتوحة بهدف تشجيع شركات الطيران الخاصة لزيادة توافدها إلى مصر، فضلًا عن بحث سبل تطوير السياحة العلاجية والسياحة الدينية، وتناول الاجتماع كذلك مناقشة تطوير آليات منح تأشيرات الدخول الالكترونية إلى مصر، حيث وجه الرئيس باستكمال كافة الإجراءات في هذا الشأن بحلول شهر مايو المقبل.
وأشار الرئيس خلال الاجتماع إلى الأهمية الحيوية لقطاع السياحة نظرًا لدوره الهام في توفير فرص عمل للشباب سواء في النشاط السياحي أو في الأنشطة المرتبطة به، كما وجه بزيادة جهود الترويج للمقاصد السياحية المصرية وإبراز ما تتميز به من مقومات وتنوع، وبإعداد دراسة متكاملة لتطوير شبكة الطرق بجنوب سيناء على أن يتم الانتهاء منها خلال ثلاثة أشهر، فضلًا عن إنشاء وحدات إسكان اجتماعي في جنوب سيناء لخدمة العاملين في قطاع السياحة في هذه المنطقة.
كما تم خلال الاجتماع استعراض الأجندة السياحية بمنطقة شرم الشيخ خلال الفترة المقبلة بحيث تشمل إقامة مؤتمرات، ومهرجانات وحفلات فنية، وبطولات ومسابقات رياضية متنوعة، ووجه الرئيس بتوسيع نطاق الأجندة السياحية لتشمل الغردقة والأقصر وأسوان، كما وجه بمراجعة بعض التشريعات المنظمة للسياحة ودراسة تحديثها بما يتفق مع التطورات العالمية في هذا المجال، على أن يتم الانتهاء من ذلك بحلول منتصف العام الجاري.
واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعي بالمشاركة فى الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية تحت عنوان "مجابهة الإرهاب - إرادة أمة"، بحضور رئيسي مجلسي النواب والوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والداخلية وعدد من الوزراء، بالإضافة إلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى العديد من الاعلاميين والشخصيات العامة.
وتحدث الرئيس فى عدة مناسبات خلال الندوة، حيث أكد أهمية تفهم المصريين لخطورة ما يمثله الإرهاب من وسيلة لتدمير للدول، مشيرًا إلى الأضرار التي لحقت بعدة دول في المنطقة بسبب انتشار التنظيمات الإرهابية، كما أكد الرئيس في هذا الإطار على قدسية المهمة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة في التصدي للإرهاب، لافتًا إلى دورهم في حماية الشعب والدولة من التشرذم وانتشار الفكر المتطرف، وأضاف أن مصر تحارب الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن يشعر بها أحد، منوهًا إلى حرص الدولة على المضي قدمًا في مسيرة التنمية بالتوازى مع جهود مكافحة الإرهاب، وهو ما يعد بمثابة الحرب على جبهتين؛ واحدة من أجل البناء والتعمير، والثانية من أجل حماية الوطن والقضاء على الإرهاب.
ووجه الرئيس حديثه إلى رجال القوات المسلحة والشرطة مشيدًا بما يقومون به من دور مقدس ومشرف في حماية شعب مصر وعدم السماح بترويع أبنائه، وأكد أن ولاء أبناء القوات المسلحة والشرطة لمصر وشعبها فقط بدون أية ولاءات أو انتماءات أخرى، وكشف الرئيس عن أنه طُلب منه منذ أكثر من أربع سنوات السماح بدخول فئات بتوجهات معينة إلى الكليات العسكرية، مؤكدًا على أنه واجه هذا الطلب بالرفض التام، ومضيفًا أنه لن يسمح لأحد بالالتحاق بالقوات المسلحة إلا إذا كان انتماؤه خالصًا لمصر، لا سيما وأن الحاق أشخاص بانتماءات معينة في مؤسسات الدولة سيؤثر سلبًا على منظورهم للمصلحة الوطنية، كما ذكر الرئيس أن مصر ملتزمة على مدار الثلاثة عقود الماضية بمبدأ استبعاد كل من يثبت انتماؤه لتوجه معين، مشيرًا إلى أن هذه العقيدة هي التي ساهمت في الحفاظ على جيش مصر وقدرته على الدفاع عنها وعن الشعب المصرى.
وتناول الرئيس كذلك خلال مداخلاته المخططات التي يسعى إلى تنفيذها أهل الشر للنيل من مصر وتدمير الدولة، حيث استعرض الجهود المصرية خلال السنوات الماضية للتصدى للإرهاب وتدعيم أركان الدولة.
كما أكد على الدور الهام الذى تقوم به وسائل الإعلام والإعلاميين في معركة الدفاع عن مصر، وأشار الرئيس كذلك إلى أن التطورات السياسة التي مرت بها مصر على مدار السنوات الست الماضية كان لها تأثير كبير على مؤسسات الدولة، مشددًا على ضرورة تعزيز الوحدة والتكاتف وعدم الالتفات إلى مزاعم التشكيك وزعزعة الصف حتى يمكن التغلب على ما تواجهه الدولة من تحديات، مشيرا إلى أن إرادة الشعب المصري هي فقط الوحيدة القادرة على التصدي للتحديات، فوعى الشعب المصرى هو الأمل في تخطى ما تواجهه مصر من صعوبات، ودعا الرئيس إلى الحفاظ على الدولة مثمنًا ما تحلى به المصريون من وعى وإدراك للصعوبات القائمة، ومستشهدًا بقدرة الشعب المصرى على تحمل نتائج القرارات الاقتصادية الأخيرة رغم ما صاحبها من صعوبات، إدراكًا منه بأنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر.
ووجه الرئيس الشكر والتقدير والتحية إلى كل ضابط وصف ضابط وجندى يقوم بمهمة وطنية، مؤكدًا على أن الشعب المصرى لا يعلم حجم جهود القوات المسلحة في محاربة الإرهاب، وأشار الرئيس إلى أن معركة كمين الرفاعى في شمال سيناء التي وقعت خلال شهر يوليو 2015 كانت فاصلة في الحرب ضد الإرهاب، حيث أحبطت محاولة إعلان ولاية سيناء من جانب التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن حجم الخسائر والقتلى بين صفوف الإرهابيين والتدمير الذى صاحب تلك المعركة عكس بوضوح محورية وأهمية تلك المعركة، وشدد على أن الدولة ستواصل جهودها في التصدي للإرهاب واقتلاع جذوره، موجهًا في هذا الصدد كل التحية والتقدير والاحترام لأمهات الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأنفسهم وأجسادهم للزود عن باقى الشعب المصري.