استعرض مدير المخابرات الحربية اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات، مدير المخابرات الحربية، خلال وقائع الندوة التثقيفية "مجابهة إهارب – إرادة أمة "، أمس، الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وقال: "لا شك أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني باتت أحد التحديات الرئيسية التي تواجه مختلف المجتمعات دون تفرقة بين مجتمع نامى ومتقدم"، مشيرًا إلى أن الإرهاب تعددت صوره وأشكاله حيث أنه لا يرتبط بوطن أو دين أو بشر.
وأضاف الشحات: "أنه في ضوء المخاطر التي تتعرض والتهديدات التى تتعرض لها الدولة المصرية من موجات الإرهاب المنظم والمخطط المدعوم من الخارج والداخل، تتبني القوات المسلحة ضمن أجهزة الدولة استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب، واقتلاع جذوره، بنيت على ثلاث محاور رئيسية هي: الرصد والتتبع لشبكات الإرهاب وتفكيك قواعد الدعم وتجفيف منابع التمويل، إلى جنب إحكام السيطرة الكاملة على المنافذ الخارجية للدولة وتأمين الحدود على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، بالتعاون مع الوزارت والأجهزة المعنية، ويتضمن المحور الثاني تنفيذ حملات ومداهمات بالتعاون مع الشرطة وأهالي سيناء الشرفاء، تحت مسمي "عمليات حق.
وتابع الشحات أن المحور الثالث هو بدء مشروعات تنمية شاملة في سيناء، للارتقاء بأوضاع المعيشية والقضاء على البيئة والمناخ، ولفت إلى تأثير البيئة الأمنية بالشرق الأوسط وتداعياتها على مصر تحول بعض التنظيمات الإرهابية، في عدد من الدول كالعراق وليبيا وسوريا، مثل داعش إلى مفهوم الاستيطان بدعوي إقامة الدولة الدينية وإرساء نظام الخلافة، والسيطرة على مناطق جغرافية شاسعة والتوسع بدول الجوار والعمل على إسقاط الحكومات، وفرض إيدلوجياتها مع امتلاكها مختلف نظم التسليح الحديثة.
وقال مدير المخابرات: "من هنا يتضح أن البيئة الأمنية المتردية بدول المنطقة كان لها الأثر البالغ في تصاعد الموجات الإرهابية في مصر، وارتباطا بتداعيات حالة عدم الاستقرار بالمنطقة، الذي تشهده الدول المحيطة وعلي الرغم من ذلك تم تحقيق نجاحات في مجال مكافحة الإرهاب نتيجة للجهود التي تمت على مختلف الأصعدة والإتجاهات التي أدت لوقوع خسائر مؤثرة بالعناصر الإرهابية نجم عنها تقليص نشاطهم والحد من أعمالهم بصورة كبيرة".
وعن تطور الأنشطة بالبلاد وتداعياتها على الأمن القومي المصري قال الشحات: "في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 تصاعد محاور التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس وتوحدت توجهاتهم نحو هدف واحد وهو الارتفاع بسقف الضغوط على الحكومة المصرية لدعم جماعة الإخوان الإرهابية، لاستعادة السلطة.
وأكد أنه لا يستطيع أحد أن يمتلك أن يوقف الإرهاب في مصر كما أشار أحد قيادات الإخوان في رابعة، وفقًا لعرض فيديو على لسان أحد قيادات الإخوان، وذلك نتيجة لارتباط الإخوان بأنصار بيت المقدس، وأوضح أنه قد برز المخطط الإرهابي كمحاولة لإقامة إمارة إسلامية متطرفة بمدينة الشيخ زويد في أعقاب الهجوم الإرهابي بتاريخ 1يوليو 2015، وقد قامت القوات المسلحة والشرطة المدنية في هذا اليوم بإفشال هذا الهجوم الإرهابي، بكل قوة مدعومة بحجم من المجهود الجوي الذي استهدف كافة العناصر الإرهابية الثابت منها والمتحرك الأمر الذي ساهم بدرجة كبيرة في إفقاد تنظيم أنصار بيت المقدس توازنه إلي جانب القضاء علي حوالي 50% من العناصر القتالية الشديدة الخطورة ".
واستعرض مدير المخابرات الحربية بمسارات التحرك للقضاء على الإرهاب، بالاتجاه الشمالي الشرقي، والساحة الداخلية، وهي تدقيقي أعمال الرص لتجمعات الإرهابية وأماكن قياداتها والمسار الثاني، هو أعمال التتبع الإلكتروني والمسار الثالث هو تجفيف منابع التمويل، ومن منطلق حرص القوات المسلحة والدولة المصرية للحفاظ علي أرواح الأبرياء من أهالي سيناء فقد رعيت كافة الاحتياطات بتأكيد الأهداف المطلوب استهدافها، للوقوف على حقيقة وشكل الهدف، باعتبار أن التحدي الرئيسي للقوات المسلحة هو القضاء على الإرهاب دون المساس بالأبرياء.
وكشف أنه بموجب نتائج الرصد الدقيق نجحت عناصر القوات المسلحة في توجيه العديد من الضربات القاصمة عبر مراحل عملي حق الشهيد التي ركزت على استهداف القيادات الرئيسية المؤثرة والبنية التحتية للنظم، حيث تم القضاء على عدد 250 هدف "مخابئ ظمناطق تجمع ظمخازن أسلحة وذخائر ظإحتياجات إدارية"، وعدد 130 عربة وعدد 500 عنصر إرهابي من العناصر شديدة الخطورة، مما أفقدهم توازنهم، واستمرارا لجهود مكافحة الإرهاب فإن الأنفاق تلعب دور رئيسي في دعم العناصر الإرهابية الأمر الذي دفع القوات المسلحة لاتخاذ إجراءات هندسية فعالة لتدمير الأنفاق إلا أنه مازالت توجد أنفاق تمكنت العناصر الإرهابية من تبطينها بالحوائط الخرسانية لمجابهة إغراقها بالمياه وقد نجحت القوات المسلحة في تدمير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتي أعماق كبيرة.
وعن تجفيف منابع التمويل المادي أضاف: تم ضبط 1025 طن من "المواد المتفجرة، المواد ثنائية استخدام" أثناء وصولها لبعض الموانئ المصرية وبمناطق ومدن (إمبابة – كفر الشيخ – بورسعيد – الخانكة – عين السيرة" والتي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية بشمال سيناء،مشيرا غلي سعي العناصر افرهابية للحصول علي المواد الثنائية الإستخدام المتوفرة بالسوق المحلي "الأسمدة الزراعية – حمض الكبريتيك – نترات الأمونيوم – كربيد كالسيوم" واستخدامها فى تصنيع العبوات الناسفة حيث تم تشديد الرقابة علي تناول تلك المواد.
وأشار مدير المخابرات إلى القبض علي شبكة تعمل في جلب وتهريب "دوائر كهربائية – معدات فنية – معدات أعمال الغطس"، لصالح العناصر الإرهابية، وأنه تم القبض على بعض التشكيلات العصابية التي تقوم بتوفير الدعم المادي واللوجيستي بالتعاون مع شركات الصرافة، محل المصوغات، شركات السياحة يتجاوز عددها "10شركات" تتلقى مبالغ مالية، موضحًا أنه تم ضبط 115 مليون جنيه لافتا إلي أن استجواب بعض العناصر الإرهابية أشارت نتائج التحقيقات إلي تورط بعض الدول في توفير الدعم المادي واللوجيستي للعناصر الإرهابية،ودفعها إلي قيادات إخوانية مقيمة بالبلاد (للتخزين،نقل:تصنيع)المواد الكيميائية اللازمة لتصنيع العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية.
وتابع:"أنه على ضوء ذلك كان من الضروري اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لإحكام السيطرة على المنافذ الحدودية بالدولة لمنع إمداد العناصر افرهابية بالمواد المستخدمة في تصنيع المواد المتفجرة عبر أعمال التهريب وتم ذلك من خلال الاشتراك في عضوية اللجان الوزارية المنوطة بتطوير الإجراءات الأمنية بالمواني والمطارات المصرية لاسيما فيما يتعلق بمعدات وأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة مع مراعاة عدم التأثير علي حركة الإستثمارات الخارجية ودفع عجلة الإنتاج.
وأشار مدير المخابرات إلى إجراءات مكافحة الإرهاب على الاتجاه الإستراتيجي الغربي الجنوبي، حيث تم تكثيف أعمال التحري والتنسيق وتبادل المعلومات مع وزارة الداخلية حيث تم النجاح في رصد العناصر الإرهابية بإحدي المناطق الجبلية بجنوب مدينة أسيوط وتم استهدافهم مما أسفر عن مقتل 7أفراد وإنفجار مخزن متفجرات والعثور علي كيات من السلحة والذخائر والمواد المتفجرة.
وأكد في ختام كلمته أنه في ضوء ما تم عرضه تحقق إنجازات، وهي بناء قاعدة تعاون بين الأجهزة الأمنية بالدولة لتحقيق السيطرة علي الإرهاب والقضاء علي خلايا الإرهاب، إحكام السيطرة علي العناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد والعريش ومحاور التحرك الرئيسية داخل محافظات الجمهورية، تطوير منظومة تأمين الموانئ والمطارات والمنافذ الخارجية للدولة وإمدادها بمعدات رصد وكشف عن المتفجرات، والجرائم لمنع أي محاولات لاختراق الجبهة الداخلية، امتلاك نظم تأمين حديثة مجهزة بوسائل رصد دقيقة، الاستمرار في قطع خطوط الإمداد المادي والدعم اللوجيستي