كشف عدد من الأطباء المتخصصين خلال مؤتمر صحفي اليوم بالقاهرة، عن عقار جديد يحمل مادة علمية "داباجليفلوزين"، في تطور جديد يحدث نقلة نوعية في علاج مرض السكر من النوع الثاني، وينتمي إلى مجموعة علمية جديدة تعمل بطريقة مستحدثة عن طريق طرد السكر الزائد خارج الجسم مع البول، فيما تم الترخيص للعلاج من وزارة الصحة وتم طرحه في الأسواق.
ويقول الدكتور هشام الحفناوى مدير المعهد القومي للسكر ورئيس اللجنة القومية للسكر، إن مصر تعتبر من العشر دول الأوائل في عدد المصابين بمرض السكر بحوالي ٧،٨ مليون مصاب، ووجود أدوية حديثة تساعد على ضبط السكر والتخلص من مضاعفاته في مصلحة المريض، والمجموعة الجديدة من أدوية السكر، تعمل على خروج السكر عن طريق البول، بدلا من امتصاصة فى الدم، وأثبتت تلك المجموعة فاعليتها في تحسن نسب السكر في الدم، وتقليل مضاعفاته على القلب والأوعية الدموية، كما أنها تساعد على خفض نسبة ضغط الدم المرتفع المصاحب لمرض السكر، ولا تؤثر على خلايا البنكرياس.
ومن جانبه أوضح الدكتور إبراهيم الإبراشي أستاذ ورئيس أقسام الباطنة كلية طب جامعة القاهرة، أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن وظائف الكلي عند الإنسان الطبيعي هو إخراج السكر الزائد في البول، بينما في مريض السكر من النوع الثاني فإنه يحدث خلل في عمل الكلى حيث تعمل على إعادة امتصاص السكر الزائد من البول وتعيده مرة أخرى إلى الدم (بدلا من طرده خارج الجسم)، فيرتفع السكر، والمجموعة الحديثة من الأدوية تعتمد كليا على الكلى وليس البنكرياس في ضبط السكر في دم المريض، فهى تعمل على استرجاع وظيفة الكلي في إخراج السكر عن طريق البول ويترتب عليه العديد من الفوائد الطبية من بينها تخلص المريض من سعرات حرارية مما يساعد على إنقاص الوزن، وتحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين أو تقليل مقاومة الجسم للأنسولين.
وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ علاج السكر بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية العربية للسكر، أنه قديما كان يعتبر وجود سكر في بول المريض يشكل علامة علي أن سكر هذا المريض غير مضبوط بشكل كافي، ولكن الآن وجود السكر في البول مع استخدام هذه الأدوية الحديثة معناه أن هذه الأدوية تعمل بكفاءة وتتخلص من الجلوكوز المرتفع في جسم المريض.
وأضافت أنه كثيرا ما نجد أن مرضى السكر لا يلتزمون بالعلاج الموصوف بسبب حدوث نوبات هبوط السكر والتي تسبب للمرضى قلق شديد من تكرار هذه الحالات، وبالتالي فان فائدة هذه المجموعة الدوائية الجديدة أنها تقلل من مخاطر هبوط معدل السكر في الدم عن المعدل الطبيعي.
ويقول الدكتور صلاح الغزالى حرب أستاذ الأمراض الباطنية والسكر بطب القاهرة، أن اليوم هو احتفال باستقبال عضو جديد في مجموعة دوائية جديدة تعطي عن طريق الفم لعلاج مريض السكر من النوع الثاني، والمرة الأولى أن تكون هناك أقراص لعلاج السكر لعلاج ثلاثة أغراض في وقت واحد وهي خفض نسبة السكر وخفض ضغط الدم والمساعدة في تخفيض الوزن.
ويقول الدكتور عباس عرابي أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية طب الزقازيق، وعضو اللجنة القومية للسكر أصبح الآن وجود السكر في البول نوع من أنواع الدفاع عن الجسم ضد ارتفاع السكر في الدم، وبالتالي إذا ارتفع لمستوى أكثر من ١٨٠ إلى ٢٠٠ مج ديسيلتر، وخرج في البول فلن يرتفع أكثر من ذلك في الدم وهذا ما يحدث في الشخص السليم، والعكس صحيح إذا لم يخرج السكر في البول سوف يرتفع السكر في الدم ويصل إلى ٣٠٠ أو ٤٠٠ مج ديسيلتر، وهنا تحدث مضاعفات سيئة على الجسم وهذا ما يحدث في الشخص المصاب بالسكر من النوع الثاني.
وأشار إلى أن المجموعة الدوائية الجديدة أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية على أحدهم أنها تقلل الوفيات بسبب القلب بين مرضى السكر بنسبة أكبر من ٣٠٪، وهي نتيجة جيدة وجديدة ولم تسجل من قبل مع أي من أدوية السكر.
كما أوضح الدكتور خالد عاطف رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر أن الشركة تملك من الإمكانيات ما يؤهلها ان تكون شركة رائدة في مجال علاج السكر بالأقراص ويظهر ذلك من خلال تقديمها علاجات مبتكرة من مجموعات مختلفة لعلاج مرض السكر من النوع الثاني لذا تعلن الشركة عن توافر عقار فورسيجا والمادة الفعالة داباجليفلوزين الذي تم اعتماده من هيئة إدارة الأغذية والعقاقير الامريكية FDA، ووكالة الدواء الأوروبية EMA كعلاج السكر من النوع الثاني بناءا على دراسات عالمية أجريت على عديد من المرضى، والجدير بالذكر أن هذا الدواء قد تم استخدامه في أكثر من 40 دولة على مستوى العالم من خلال 20 مليون وصفة طبية، وبحساب التكلفة الاقتصادية يحقق فورسيجا توفيرا مقارنة بالأدوية الأخرى من نفس المجموعة في مصر وعالميا.