لا يزال هناك شباب قادرين على إيصال رسالة الفن، رغم ضعف الإمكانيات ورغم التحديات من الأجواء التي يعزفون بها، إلا أن الرسالة السامية تستحق التعب.
وسط تشجيع وحفاوة من المارة، وعلى نقطة التقاء شارعي شمبليون وجواد حسني، وقف شابين في العشرينات من أعمارهما أحدهم ممسكا بساكسفون، والآخر متكئا على جهاز خشبي مربع الشكل، يدعي جهاز الإيقاع "بيركاشن"، تجمهر المارة مستمعين لعزف موسيقى الجاز، محيين الشابين ووسط هذا المشهد، تناول الشابين التعريف بنفسيهما.
عماد غالي وأحمد نادي، الأول عازف الإيقاع والثاني على الساكسفون، التقيا ببعضهما في الشارع، وكانت فكرتهما واحدة أن يسمعا الناس مزيكتهما لمن لا يسمع المزيكا وأن يوصلون لهما أن الموسيقى شيء عظيم، وتخرج الشخص من أي هموم، وأضاف عماد أنهما اتفقا أن ينزلا للشارع حتى يعرف الناس حلاوة المزيكا وليوصلون المزيكا إليهم.
عرض الليلة لم يكن الأول ولن يكون الأخير بحسب غالي، إذ أكد انهما عرضا من قبل في الزمالك ووسط القاهرة وينزلان بمعدل يومين أو 3 أيام أسبوعيا في الشارع، مؤكدا أنهما لا يتدربان على مقطوعات معينة بل يتفقان على "ريتم" معين أثناء العزف ويتناغمان سويا به.
وعن ردود الأفعال، قال أحمد نادي إنهم منذ نزولهم إلى الشارع منذ 5 أشهر مضت ولم تتفق عليهم كل ردود الأفعال فرغم أن البعض كانت مرحبة ومشجعة، إلا أنه أحيانا حينما كانا يعزفان بمنطقة الزمالك، فضايقهم الأمن في المنطقة معتبرين إياهم في تجمهر.